حكاية أغنية.. "أم البطل" قدمتها شريفة فاضل لتخلد ذكرى ابنها ووالدة كل شهيد

الفجر الفني

بوابة الفجر



حكاية أغنية اليوم بالتزامن مع احتفال الشعب المصري بانتصاراته على العدو الإسرائيلي في حرب أكتوبر المجيدة، وهي "أم البطل"، للمطربة شريفة فاضل.

بدأت الحكاية بعد أن فقدت شريفة فاضل، ابنها الذي سقط شهيدًا في تلك الحرب، نجلها الأكبر الملازم أول طيار "سيد السيد بدير"، وكان شابًا يافعًا قويًا يمتلئ بالحيوية، حديث التخرج، وتلقى تدريباته على الطيران في روسيا.

تلقت المطربة الخبر كالصاعقة، وصار الحزن ملازمًا لها، وأصيبت بانهيار عصبي حاد دفعها لاعتزال أسرتها وجيرانها وأصدقائها، وأعلنت اعتزالها الفن.

وهو ما دفعها بعد 3 أشهر لأن تطلب من صديقتها الشاعرة نبيلة قنديل، أن تكتب أغنية عن أم بطل، لأنها كانت ترغب في أن تصل الأغنية لكل أمهات الشهداء الذين شاركوا في حرب أكتوبر.

دخلت "نبيلة" غرفة الشهيد ابن شريفة فاضل، لعدة دقائق، ثم خرجت وفي يدها ورقة بكلمات الأغنية، دخلت "شريفة" فور الانتهاء من سماع الكلمات في نوبة من البكاء الهستيري، وكأن كلمات الأغنية كتُبت بدموعها وآلامها، فقد شعرت أنها تعبر عنها بالفعل.

كان زوج الشاعرة الملحن علي إسماعيل، موجودًا، فأخذ الكلمات وتوجه إلى منزله، وعاد في اليوم التالي بلحن الأغنية.

عندما ذهبت شريفة فاضل، لتسجيل الأغنية بمبنى الإذاعة والتلفزيون المصري، والتقت بالفنان "بابا شارو" وكان رئيس الإذاعة المصرية آنذاك، وعرضت عليه الأغنية لتسجيلها في استوديوهات الإذاعة، ورحب "بابا شارو" بالأغنية وكلماتها، إلا إنه اعترض على اللحن لاعتماده على الناي في العزف

ما جعل الأغنية حزينة جدًا وهو ما يدفع المستمع لعدم تقبلها، فضلًا عن إشفاقه على الجنود الذين سيستمعون إليها فيما بعد، لذا طلب من مهندسي الصوت بالإذاعة المصرية إضافة آلات الموسيقية للمساعدة على إخراج الأغنية في أفضل شكل.

مع بدأ تسجيل الأغنية، دخلت المطربة شريفة فاضل في نوبة حادة من البكاء، وتكرر الأمر وتوقف التسجيل مرات عدة بسبب بكائها وسقوطها مغشيًا عليها، حتى أن الفنانة فايزة أحمد كانت موجودة بالصدفة آنذاك في الإذاعة المصرية، وشاهدت تفاصيل ما حدث، وطلبت من شريفة فاضل الانتظار لعدة أسابيع حتى تستعيد عافيتها وتتمكن من الغناء.

رفضت شريفة فاضل، وأصرت على التسجيل حتى نجحت أخيرًا في التماسك وأنهت الأغنية التي خرجت لاحقًا إلى النور.