د.حماد عبدالله يكتب: مراسم العزاء في مصر!!

مقالات الرأي

بوابة الفجر


 

أنا أتصفح جريدة "الأهرام" كغيري مئات الألاف  من المصريين يتصفحوا الأهرام من صفحته قبل الأخيرة – صفحات العزاء، ولنعى وفيها، ومنها شهادة الرحيل إلى العالم الأخر، الأغلبية من شعب مصر، يصرون على نشر عزاءاتهم عن ذويهم(المرحومين بإذن الله ) في الأهرام.
وهناك من قال بأن من لا ينشر إسمه في صفحات الوفيات بالأهرام، فإنه لم يحصل على شهادة وفاة شعبية!!
ومن خلال هذا التصفح- يحدد القارئ الجهة التي سيذهب للقيام بواجب العزاء فعادة ما نجد "عزائين" وربما ثلاث لشخصيات معلن عن وفاتهم في صفحة الأهرام، وتتردد الأماكن التي تستقبل فيها المشاطرات، والعزاء، في دور المناسبات والمساجد، وأشهرها مسجد "عمر مكرم" بميدان التحرير، ومسجد "آل رشدان" في مدينة نصر، ومسجد "الحامدية الشاذلية" بالمهندسين، ومسجد" عبد الله بن عبد العزيز" بهليوبوليس، والكواكبي بالدقي، ومسجد "الشرطة" بصلاح سالم، "والرحمن" أيضًا بالعروبة وتبدأ المراسم، حينما يقوم أهل المتوفي بإستقبال المشاطرين على باب دار المناسبات أثناء قراءة القرآن، وغالبًا ما يدور داخل الدار حديث وأحاديث بين المشاطرين، هذا هو المكان الوحيد الذي لا يدعى فيه


للحضور أحد، فالجميع وكل الناس متاح لهم حضور الجنازة وأيضًا حضور العزاء، والغريب في الأمر أن البعض يتخذ من مناسبة وفاة أحد الأقرباء، مناسبة للظهور الإجتماعي أي يكون النعي في الأهرام،  متقدمًاَ بعد إسم المتوفي، بوظائفة السابقة والدرجات العلمية التى حصل عليها المتوفي، وكذلك الأوسمة والألقاب، ولا يقتصر فقط على المتوفي، بل وأهله ودرجاتهم الإجتماعية !.

ولعل من النعي والعزاء المنشور نستطيع التعرف على مدى (صغر) هذا الوطن، فغالبًا ما ترتبط الأسماء ببعضها، فهذا إبن فلان وعمه علان  وخاله فلان الفلانى وزوج أخته علان العلانى. 
وتظهر شبكة الإتصالات الإجتماعية التى لم نكن نعرفها على الإطلاق أثناء حياة المتوفي، نجدها جميعها ظاهرة واضحة،ويمكن في الأغلب وضع نقاط على الحروف لنستكمل الحكاية من النعي المنشور !.

والأغرب من ذلك أن في كثير من العزاءات تدور الكاميرات ( الفيديو) تسجل الحضور وأيضًا تتسابق كاميرات التليفزيون حول المعزيين لكي تأخذ منهم كلمة عن المتوفي، وكأنها شهادة، أو توصية للمتوفي للقاء ربه –ربما يكون من نصيبة الجنة سبحان الله !!