8 مميزات تضع قصر محمد علي بشبرا في الصدارة.. تعرف عليها

قصر محمد علي باشا في شبرا الخيمة احتل أهمية كبرى خلال اليومين السابقين بعد الأخبار التي توالت حول قرب انتهاء ترميماته والتي بلغت تكاليفها ما يقرب من 150 مليون جنيه مصري، حيث وعد المرممون تسليم القصر في منتصف 2020م.

والقصر يستحق هذا الاهتمام نظرًا لما يتمتع به من أهمية كبرى، بسبب تميزه بين عمارة القصور الأخرى في مصر، وسردت نيفين عبد الفتاح مدير آثار بمنطقة القليوبية نقاط محددة حول ما يميز قصر محمد علي باشا في شبرا.

عمارة القصر

عمارة هذا القصر جاءت على نمط جديد لم تعرفه مصر من قبل وهو طراز معماري وافد من تركيا يعرف بطراز الحدائق والتي يلتف حولها سور وتنتشر بها عدة مباني لكل مبنى صفات معمارية خاصة ويطلق على هذه المباني اسم كشك أو سراي، وقد بنى محمد على هذا القصر على غرار قصر "طوبقابو سراي" باستانبول في مقر حكم سلاطين بني عثمان.

زخارف القصر

زخرفة القصر اتخذت الطابع الأوروبي المعروف بالباروك والركوكو وهما طرازان ظهرا متتابعين بأوروبا على مدى ثلاثمائة عام، وقد استعان محمد على بفنانين فرنسيين وإيطاليين ويونانيين وأرمن وأشرف عليهم المهندس الأرمنى يوسف حكيكيان

مبنى الفسقسة

وهي المبنى الرئيسي والذي حوله تلتف حولها بقية الوحدات المعمارية للقصر وكان محمد علي ينزل إليها بمركبه المخصص لها للترفيه عن نفسه.

التغطيات 

واستخدم مهندسو القصر الأسف الجمالونية للتغطيات وهو طراز مستحدث لم يكن مستخدم في مصر من قبل .

قصر الجبلاية

وهو ذو طراز متميز حيث أقيم على تل صناعي مدرج وأقيم بكل درج حديقة غرست بها الأشجار تذكرنا بحدائق ببابل المعلقة.

برج الساقية

والذى تميز بإدخال نظام ماكينات لرفع المياه بدلا من السواقي كما كانت العادة فى مصر وكان المشرف عليه المهندس الإيطالي بلزوني.

حدائق القصر

جعل محمد علي حدائق هذا القصر معملًا للتجارب الزراعية حيث نجد أنه تم زراعة العديد من المزروعات التي لم تكن معروفة من قبل وتعميمها بعد ذلك ولذلك كانت لحديقة القصر السبق فى الزراعات الجديدة الوافدة من البلاد الأخرى.

وأشارت نفين علي، مدير آثار بالقليوبية، إلى أنه لكل ما سبق يستحق قصر محمد علي باشا في شبرا هذه المكانة التي جعلته بمكانة متفردة على رأس قصور هذه الأسرة التي نقلت مصر نقلة حضارية ملموسة في تاريخها.

والقصر تم إنشاؤه على مساحة ٥٠ فدانًا شيده محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة في ضاحية شبرا قبل مائتي عام، وتم إسناد بناء هذا القصر إلى المعماري ذو الفقار كتخذا، وزخارف القصر تم إسنادها للمهندس يوسف حكيكيان، وبدأت أعمال البناء عام 1808م-1223هـ، واستمرت حتى 1836م.

وبدأت وزارة الأثار مشروع ترميم القصر في مارس 2018 بالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بعد إعداد الدراسات اللازمة بواسطة مركز هندسة الآثار والبيئة في جامعة القاهرة مع قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بالوزارة.

وسابقة أعمال الترميم في القصر بدأت في عام 2000 وحتى 2005 حيث افتتح للزيارة، وظلت أعمال الحفائر مستمرة به حتى عام 2011، ثم توقفت بسبب أحداث يناير، ثم تضرر القصر إثر انفجار إرهابي كان يستهدف مبنى أمن دولة منطقة شبرا عام 2012 م، وتم عمل درء خطورة له، وظلت أعمال الترميم متوقفة تم استئنافها عام 2017م، ولازال العمل به مستمرًا.

وترميم القصر يعيد للذاكرة الحديث عن القصور القديمة التي اتسمت بها فترة حكم محمد علي وأولاده وهي القصور التي يصل عددها ـحسب القصور المسجلة أثرياً ـ إلى أربعة قصور، وهي قصر شبرا، وقصر محمد علي الصغير، وقصر الجوهرة، وقصر الحرم، خلاف القصور الأخرى التي بناها أولاده، والقصر الذي بناه ابنه إبراهيم باشا، المعروف بقصر القبة، وآخر له في جزيرة الروضة عرف بقصر المغارة، وبنى عباس قصرا بالخرنفش، آل فيما بعد إلى أسر البكري، ولم يبق منه الآن سوى مدخله.

وقصور أسرة محمد علي تكشف عن براعة فناني هذه الفترة ومع الانتهاء من ترميم قصر محمد علي باشا الكبير في منطقة شبرا الخيمة، وافتتاحه تكون جميع القصور التاريخية التي تنسب إلى عصر أسرة محمد علي قد تم الانتهاء منها ضمن مشروع القاهرة التاريخية الذي بدأ منتصف التسعينات.

وحسب بيانات وزارة الآثار فقد تم الانتهاء من تنظيف وصيانة وحدات الإضاءة بنسبة 65%، والانتهاء من أعمال التنظيف الميكانيكي والكيميائي للأعمدة الرخامية والأسقف الجصية المزخرفة للأروقة والحجرات، وأعمال فك أرضية البحيرة من بلاطات رخامية وكشافات الإضاءة وأعمال الميكانيكا والصيانة بنسبة 50%، وأعمال الترميم للسقف الجمالوني ومعالجة ألواح الخشب الداخلية للأسقف بنسبة 50%، وتم تجهيز الأسقف لأعمال الترميم الدقيق وإعادة الألوان لأصلها الأثري بعد الانتهاء من أعمال الترميم الإنشائي للسقف الجمالوني بنسبة 45%، والانتهاء من أعمال الترميم الدقيق للمجري الرخامي لحوض الفسقية بنسبة 70%.