معركة الإلحاد.. كتاب للأوقاف يؤكد أن الإلحاد الخطر المقبل على الأمن القومي

العدد الأسبوعي

وزارة الأوقاف - صورة
وزارة الأوقاف - صورة أرشيفية


«يعتمدون على السباب والتهكم غير المبرر وخلط الموضوعات والقضايا حتى يبعدوا عن المضمون الحقيقى للقضية المطروح نقاشها، ورفض صاحب الدين نفسه، كما يلحظ أساليبهم الغوغائية، بجانب جهلهم بطبيعة ما يطرحون من قضايا للنقاش»، ما سبق كان بعض سمات الملحدين التى أبرزها كتاب «مخاطر الإلحاد وسبل المواجهة»، الصادر مؤخرا عن وزارة الأوقاف، الذى أعدته الإدارة المركزية للسيرة والسنة بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وتحت إشراف الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف.

يتناول الكتاب من خلال فصوله العديد من الإجابات حول تعريف الملحدين، وتاريخ ظهور الإلحاد، وأسباب ظهوره، وطرق الوقاية، فيبدأ الكتاب بمقدمة لوزير الأوقاف حول الإلحاد وأضراره وكيفية الوقاية منه.

ويشرح الكتاب عدة تعريفات لمفهوم الإلحاد بداية من أنه أخطر انحراف عن الفطرة السليمة، كما أنه انتكاسة عقلية وردة روحية، ودلالته تعتمد على وجهين، الأولى قائمة على إنكار وجود الله، ومحاولة إرجاع أصل الكون إلى نظريات تنافى الخلق، والثانية حول توجيه الشبهات نحو الفعل الإلهى، وتعلقه بالخير والشـر.

كما يفرق الكتاب بين حرية المعتقد والاستهداف السياسى، تحت مسمى حرية الاختيار، الذى يكون بهدف إثارة الفوضى وإسقاط الدولة، موضحا أن دعاة الإلحاد يركزون لنقد الإسلام، ويجتزءون النصوص من سياقها بغية التوصل إلى أحكام تتنافى فى حقيقتها مع المراد من النص.  ويذكر الكتاب سمات الملحدين الحوارية بأنهم مرضى نفسيون لا يحركهم إلا الجهل أو الهوى، فبالجهل ينكرون بديهات العقل وهو أن لكل حادث محدث، وبالهوى تحركهم الشهوات، فيريدون التخلص من قيود الدين وأحكامه، حتى يرتعوا ويأكلوا ويتمتعوا، ومنهج الملحدين لم يُنتج لهم سكينة ولا طمأنينة، بل تؤكد الإحصاءات العالمية وجود نسبة طردية بين الإلحاد والانتحار، فالإلحاد قد يؤدى إلى موت النفس ماديًّا بالانتحار، ومعنويًّا بأن تعيش، عيشةً أحط من عيشة الأنعام، وفى حين يقصد الإسلام إلى تزكية النفس فإن الإلحاد يُدنِّس تلك النفس ويغمسها عن آخرها فى الذنوب والمعاصى.

 وأوضح الكتاب أن أسباب الإلحاد ذاتية، نفسية أو شخصية أو اجتماعية، بداية من الإفراط فى تقدير الذات، ومحاولة الشخص إشباع رغبته بالشعور بأنه الأفضل، وأنه فوق الناس فى عقله وذكائه وعبقريته، وأن الناس دونه، فيجد فى الإلحاد وسيلة، والرغبة وهمًا وجهلًا، محاولًا إقناع نفسه بأن الإلحاد قمة العبقرية والنخبوية، وأنه لا يبلغه إلا أصحاب العقول الفريدة، وأنه منهم، وأن كل من حوله رجعيون لأنهم يؤمنون بالقوى الغيبية، ويتعبون أنفسهم بالعبادات، ويحرمونها اللذائذ والمتع.

  وعن مخاطر الإلحاد، أكد الكتاب أن الإلحاد يشكل خطرا داهما على الفرد والمجتمع والوطن والأمة العربية كلها، فهو يهدد النسيج الاجتماعى والفكرى ويهدد أمنها القومى، فتحت مسمى حرية المعتقد يهدف أعداء الأمة إلى تمزيق كيانها وضرب استقرارها بكل السبل والأساليب الشيطانية فى جميع الجوانب قيما وأخلاقا، بالإرهاب المصنوع، والإلحاد الموجه أو الممول، وإثارة النعرات العرقية أو القبلية أو الطائفية، فصار الإلحاد موجها ومسيسا وممولا، بقصد الإسهام فى إحداث حالات الفوضى والإرباك.

كما أن الإلحاد خطر على مقاصد الشريعة سينعكس على الأسرة والمجتمع، وأن المجتمعات الملحدة محرومة من هداية الله تعالى التى أنزل بها كتبه وأرسل بها رسله، كما أن له خطرا فى انحراف النفس عن الفطرة السليمة، ويصيب العقل بالضعف.

 وحول  سبل مواجهة الإلحاد، فتبدأ من الطرق الوقائية، التى تعالج الأسباب التى تهيئ المجتمع لظهور الإلحاد، وذلك عن طريق الاهتمام بأسس التنشئة، ومعالجة الضعف المعرفى، والتأسيس للوعى الدينى الصحيح من خلال المناهج التربوية والتعليمية، وتحقيق العدالة الاجتماعية، والطرق العلاجية، وهى التى تكون عن طريق تفعيل دور وسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية والثقافية، ودور الجمعيات الأهلية والمؤسسات الخيرية والنقابات المهنية وجمعيات حقوق الإنسان والرد على شبهات الملحدين، فى الجانبين العلمى والفلسفى.