الكنائس الثلاثة توضح موقفها من الأسفار المحذوفة في الإنجيل

أقباط وكنائس

البابا تواضروس الثاني
البابا تواضروس الثاني


رئيس سنودس النيل الإنجيلي: الأسفار المحذوفة هي ليست موحى من الله ولكنها تاريخية 
كاهن أرثوذكسي: علماء الكنيسة الإنجيلية في العصر الحديث اعتمدوا هذه الأسفار ولكن عادوا بحذفها مرة أخرى 
نائب بطريرك الكاثوليك: الكنيسة الإنجيلية نشأتها من 500 عام ورأيها لا يؤخذ به ونحن نتبنى الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد كاملاً

ظهرت دائرة الاختلاف بين الطوائف المسيحية عقب اجتماع مجمع خلقيدونية منذ القرن الخامس الميلادي الذى أدّى إلى ابتعاد الكنائس الشرقيّة عن الشراكة مع الكنيستين الرومانية والبيزنطية الذين يرون أن مجمع خلقيدونية المجمع المسكوني الرابع، وانتشار تعدد الطوائف بينهم والتي يعلم بها الجميع والصراعات مازلت قائمة خاصةَ كانوا يتصارعون بين الشفاعة بالعذراء مريم والدة السيد المسيح له المجد، فنهاك الكنيسة البروتستانتية ترفض التشفع بها، وهذا الجدال يتكرر دائما بينهم، ولكن قد توسعت الخلافات في الكتاب المقدس الذي يعتبر دستور المسيحية في العالم، فالكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية تؤمن به ككتاب كامل ولا يقبلون الحذف أو المراجعة، ولكن الكنيسة البروتستانتية ضربت بهذا عرض الحائط وجمعت هذا الكتاب مع حذف الأسفار القانونية الثانية ومزمور المائة وواحد وخمسون من العهد القديم (التوراة والزبور) استنادً بالترجمة السبعينية، ومن هنا نطرح تقريرا مفصلاً في هذا الشأن داخل الطوائف الثلاثة.

يقول الدكتور القس رفعت فتحي، رئيس سنودس النيل الإنجيلي، والأمين العام لمجلس كنائس مصر، إن الكنيسة الإنجيلية رجعت في قانونية الأسفار المقدسة إلى القانونية العذرية التي كانت موجودة لأن كتاب العهد القديم وهو المختص بالشريعة اليهودية، مشيرا إلى أن اليهود قد اقروا في مجمع جامنيا اليهودي عام 90 ميلادية بان 39 سفر موجودة في هذا الكتاب وعلى هذا نحن ككنيسة إنجيلية قبلنا هذا.

وتابع: إن الأسفار المحذوفة مثل سفر طوبيا ويهوديت وغيرها من المحذوفين هي عن أسفار تاريخية فقط تعطي لمحة عن تاريخ في ذلك الوقت، مؤكدا أن اليهود قبل الميلاد أرادوا أن يترجموا هذا الكتاب من اللغة العبرية إلي اللغة اليونانية القديمة وذلك بعد انتشار اليهود في أنحاء العالم عقب سبي بابل، وفي نفس الوقت تم ترجمة كل كتب التراث اليهودي التي سميت بالترجمة السبعينية التي يرمز لها ( l xx )، مضيفا إن بعض الكنائس اعتمدت هذه الأسفار، وعندما جاء الإصلاح الكنسي في القرن السادس عشر الميلادي رجع إلى ما أقرته الكنيسة في القرون الأولى من الميلاد، مشيرا إلى أن الكنيسة الإنجيلية رفضت هذه الأسفار لأنها ليست موحى من الله ولكنها نافعة للحياة فقط.

وتابع: أن الكنيسة الأولى ظلت واحد إلى عام 451 م وفي مجمع خلقيدونية حدث الانقسام بين الكنيسة في الشرق والكنيسة في الغرب والتي كان جزء منه ديني ولكن هناك جزء منه تحكمت فيه السياسة وهذا ما تم فيه الانقسام إلي كنيسة ارذوثوكس في الشرق وكنيسة كاثوليكية في الغرب وكل منهما يتهم الآخر بأنه خارج الديانة المسيحية، أما نحن ككنيسة إنجيلية قبلنا فكرة مارتن لوثر لا نقبل بشفاعة القديسين الذي تعتقده الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية.

ويضيف القمص يوحنا فايز أستاذ العهد الجديد بالكلية الاكليريكية، إن الأسفار القانونية التي تم حذفها من قبل الكنيسة الإنجيلية، مؤكدا أن هذه المشكلة هي مشكلة يهودية من الأساس، وترجع القصة بأنه كان هناك نوعين من اليهود عقب سبي بابل، القليل منهم كانوا متواجدين داخل اورشاليم، والأكثرية تم سبيهم ثم عاشوا واختلطوا بين الأمم الأخرى فقدوا بالتدريج لغتهم الأصلية وهي العبرية لاسيما أن الإمبراطورية الرومانية آنذاك كانت تلزم الناس يتحدثون باللغة اليونانية القديمة وهي لغة الإمبراطورية آنذاك.

وتابع: أن يهود اورشاليم هم الوحيدين الذين احتفظوا باللغة العبرية اللغة الأصلية لديهم، ومن هنا الأسفار التي كتبت قبل سبي اليهود كانت باللغة العبرانية باعتبار أن ما كتبه هم أنبياء يهود ومقدمة للشعب اليهودي الذي لا يفهم لغة غير العبرية فقط، مشيرا إلى أن الفترة خلال السبي تم كتابة بعض الأسفار باللغة اليونانية القديمة، وبعد انتهاء فترة السبي وعاد اليهود الى اورشاليم كانوا حاملين الأسفار الإلهية التي قاموا بترجمتها باللغة اليونانية، فرفضوا يهود اورشاليم الذين لم يتم سبيهم وقالوا إن الله يهودي يتحدث باللغة العبرية ومن هنا قبلوا الاسفار التي كتبت باللغة العبرية فقط ورفضوا قبول الأسفار التي كتبت باللغة اليونانية، أما يهود السبي قبلوا كل الأسفار التي كتبت بالعبري واليوناني، وعلى هذا العقيدة المسيحية واجهت هذه المشكلة.

وأشار إلى أن الكنيسة الإنجيلية اعتمدت الأسفار التي كتبت باللغة العبرية ورفضت الأسفار التي كتبت باللغة اليونانية، أما الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية تبنت جميع الأسفار التي كتبت بالعبري واليوناني.

وأكمل: وعندما جاءت الترجمة السبعينية المكونة من 70 كاهن يهودي والتي كانت بقيادة روح الله فأن الترجمة تمت آنذاك من اللغة العبرية إلي اللغة اليونانية وليس من المعقول ترجمة الجزء الأخر المترجم باللغة اليونانية إلى اللغة اليونانية مرة أخرى، ومن هنا تمت ترجمة الكتاب إلي جميع لغات العالم.

وبسؤاله، بأن الكنيسة الإنجيلية تعتبر إن الأسفار المحذوفة بأنها تاريخية وليست من وحي الهي، قائلاً "وماله"، مضيفا بأن هذه الأسفار تاريخية ولكن قبله الروح القدس وقبلته الكنيسة في القرون الأولى، موكداً أن علماء الكنيسة الإنجيلية في العصر الحديث اقتنعوا بهذه الأسفار، وقاموا بطباعتها مرة أخرى بأنها أسفار صحيحة لمدة 12 عاما متتالية، ثم عادوا مرة أخرى بحذفها مره أخرى بضغط من الشعب الإنجيلي.
  
ويضيف الأنبا يوحنا قلته، نائب بطريرك الأقباط الكاثوليك، أن حذف تلك الأسفار هو خلاف تاريخي، والكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية تعترف بتلك الأسفار المحذوفة، مؤكدا أن الكنيسة الإنجيلية أُسست من القرن السادس عشر وتاريخ نشأتها من 500 عام وهي قالت إن هذه الأسفار لا ترقي لمستوى الوحي، ورأيها لا يؤخذ به ولكن الكتاب المقدس العهد القديم والعهد الجديد واحد ونحن نعترف به كاملاً.