السعودية تطير نحو الفضاء.. تعرّف على ما ينتظرها من الشراكة مع "فيرجين جالاكتيك"

السعودية



زار ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ميناء موهافي للطيران والفضاء في صحراء كاليفورنيا، وكان في استقباله رجل الأعمال البريطاني ومؤسس مجموعة "فيرجين جروب" ريتشارد برانسون، الذي اصطحبه في جولة بالميناء.

واطلع الأمير محمد بن سلمان على التقدم المحرز في "فيرجين جالاكتيك"، وخطتها لإطلاق أول مركبة فضاء، تُمَكّنها من مراقبة الكرة الأرضية، كما اطلع على حجرات الطائرات الجديدة التي تكشف عنها الشركة لأول مرة، إلى جانب عرض من المركبات الفضائية التي ستدخل حيز الخدمة التجارية. وفق صحيفة "سبق"

شراكة فضائية
ودخلت المملكة في أواخر العام الماضي 2017 -ممثلة في صندوق الاستثمارات العامة- في شراكة مع "فيرجين جروب" في مجال رحلات الفضاء وإطلاق الأقمار الصناعية وأنظمة النقل فائقة السرعة؛ إذ أعلنت تخصيص مليار دولار أمريكي، في فيرجين جالاكتيك، وشركة ذا سبيس شيب، وفيرجن أوربت، التابعين لمجموعة "فيرجين جروب"، إضافة إلى 480 مليون دولار كخيار إضافي في المستقبل للاستثمار في قطاع الخدمات الفضائية.

وتسعى المملكة بمثل هذه الشراكات إلى تنويع مصادر الدخل، ونقل المعرفة والتقنيات الحديثة وتوطينها، وتحويل البلاد من مستهلك إلى منتج للتكنولوجيا، وكذلك تطوير قطاع الترفيه المرتبط بالفضاء في السعودية تماشياً مع رؤية 2030. ولدى ولي العهد اهتمام كبير بخطط "فيرجين جالاكتيك" نحو الفضاء، ودعم توجهاتها.

طموح نحو الفضاء
وتتميز فيرجين جالاكتيك بطموحها الكبير نحو الفضاء، ويسعى مؤسسها إلى تسيير رحلات تجارية إلى الفضاء الخارجي قريباً، وقد صممت المركبة الفضائية "سبيس شيب 2" خصيصاً للقيام برحلات السياحة الفضائية، ورؤية كوكب الأرض من الفضاء، وفي وقت سابق حصلت الشركة على ترخيص لمركبتها الفضائية من إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية؛ وهو ما سيسمح لها في النهاية بالقيام برحلات فضائية تجارية.

ويثق "برانسون" من أن خطط التطوير القائمة، ستمكّن "فيرجين جالاكتيك" من إرسال الناس إلى الفضاء في خلال أشهر قليلة، ووضع "فيرجين أوربت" الأقمار الصناعية حول الأرض، وقال حين توقيع الشراكة مع صندوق الاستثمارات العامة: "سيمكننا هذا الاستثمار من تطوير الجيل القادم من رحلات الفضاء البشرية، وإطلاق المزيد من الأقمار الصناعية الاقتصادية، وتسريع برنامجنا للسفر عبر الفضاء من نقطة إلى نقطة".

ومكّنت الحكومة الأمريكية "فيرجين جالاكتيك" من إنشاء ميناء موهافي للطيران والفضاء في صحراء كاليفورنيا؛ لاستخدامه في إجراء تجاربها، وتسيير رحلاتها المنتظرة.

السلامة أولاً
وتؤمن الشركة بأهمية السلامة ومعاييرها؛ إذ يقول ريتشارد برانسون، مؤسس المجموعة: إن المركبة الفضائية ستكون بدرجة السلامة نفسها التي تتمتع بها الطائرات المدنية اليوم، وأن 80% من الناس سيكونون مؤهلين للطيران عبرها. وتعتبر الشركة "السلامة أولاً" واحدةً من أسس هذه التكنولوجيا، وتعتمد تكنولوجيا المركبة الفضائية "سبيس شيب 2" على أن عودة المركبة إلى الغلاف الجوي المحيط بالأرض تتم عبر السباحة في الفضاء وليس باليستياً مثل المكوك الفضائي الذي يولد حرارة كبيرة جراء الاحتكاك بالغلاف الجوي، ويستخدم المحرك الهجين للصاروخ أوكسيد النيترويس وهو شبيه بالغاز المضحك إضافة إلى المطاط؛ ولذلك فإنه يتمتع بدرجة أمان أكبر من المحركات التي تستخدم الوقود القابل للاحتراق.

وفي حين أن مكوك الفضاء كان يهبط إلى الأرض من ارتفاع 380 كيلومتراً؛ مما يتسبب في تولد حرارة شديدة أثناء العودة بالاحتكاك بالهواء؛ فإن السفينة الفضائية التي تشبه الطائرة ستعلو إلى ارتفاع 110 كيلومترات فقط؛ مما يسهل عملية الهبوط كثيراً.

استمثارات ضخمة
وتمتلك شركة "آبار" للاستثمار الإماراتية، أسهم في "فيرجن جالاكتيك"، إلى جانب صندوق الاستثمارات العامة السعودي، و"فيرجين جروب"، وتساهم هذه الاستثمارات الضخة نحو المستقبل في تطوير أنظمة الرحلات الفضائية المأهولة، وأنظمة مستقبلية لإطلاق أقمار صناعية صغيرة ذات تكلفة منخفضة، بالإضافة إلى تطوير قدرات النقل الأسرع من الصوت.