خبراء يحذرون: مصر على أبواب كارثة "شح المياه".. والحلول مازالت ممكنة

تقارير وحوارات

أزمة نقص المياه -
أزمة نقص المياه - أرشيفية



عبد الدايم: مشكلة المياه تتفاقم.. وتعامل المواطنين سيء
مكاوي: مصر تتعرض لكارثة.. وتعامل الإعلام مع الأزمة غير لائق

بدأت تظهر في الأفق بوادر أزمة كبيرة خاصة بنقص المياه، من المتوقع أن تشهدها الدولة خلال الفترة المُقبلة، خاصة في ظل التحذيرات المُتكررة من الخبراء من دخول مصر في فترة السنوات العجاف أو "الشح المائي"، ويأتي ذلك في ظل استمرار أثيوبيا في العمل على إنشاء سد النهضة لتنجز منه ما يقرب من الـ 70%، هذا بالإضافة إلى كوارث مصرية ذاتية تتعلق بالمياه ومنها التعامل الغير عقلاني معها من قِبل الفلاحين، فمصر تعد من أكثر الدول هدرا للمياه كما أكدت الدراسات، حيث يستهلك المواطن المصري 500 لتر يومياً نظير 300 للمواطن الألمانى.

ويدلل على هذا الكثير من المشاهد ومنها قيام معظم المواطنين بهدر المياه العذبة الصالحة للشرب عن طريق رشها في الطرقات العامة لا سيما القرى والكفور بل المدن، فضلا عن مخالفات زراعة الأرز التي تستخدم المياه بشكل مفرط، في الوقت الذي يشهد فيه نهر النيل أكبر موجة جفاف منذ 100 عام، أدت إلى تراجع واردات المياه في بحيرة ناصر إلى الثلث.  
 
وبناء على ذلك تواجه مصر العديد من التحديات في مواردها المائية، وهو ما ينذر بموجة عطش خلال العام، لكن وعلى الرغم من تلك النتائج السلبية المنتظرة إلا أن الكثير يرون أن حلول أزمة المياه ممكنة إذا توافرت الإرادة الحكومية، والمشاركة الواعية من كافة أفراد الشعب.

المشكلة تتفاقم    
من ناحيته أكد الدكتور صفوت عبد الدايم، الأستاذ بالمركز القومي لبحوث المياه ومستشار وزير الري والموارد المائية، أن مشكلة المياه في مصر تتفاقم تماما خاصة مع التعامل السيء من المواطنين مع المياه .

وأضاف في تصريحات خاصة، أنه من الخطورة بمكان أن يستمر المواطنين في إهدار المياه عن طريق إضاعتها في الشوارع، وكذلك عن طريق زراعة الأرز بأفدنة ذات مساحات كبيرة، هذا الأمر الذي أدى إلى بوار الأرض من جانب، وتناقص المياه من جانب آخر، مشددًا على أهمية أن يكون هناك قانونا رادعا يقف بالمرصاد أمام هؤلاء الذين يضيعون المياه ويهدرونها دون المحافظة عليها. 

حلول لترشيد المياه
وقال طلعت خليل، عضو مجلس النواب، إن مصر تعاني من مشكلة كبيرة في المياه، مما يستوجب الاهتمام بالأمر على وجه السرعة.

وأوضح في تصريحات صحفية، أن هناك  5 حلول لترشيد استهلاك المياه، منها تقليل الفاقد الناتج عن الري بالغمر، واستخدام الري الحقلي والرش والتنقيط، وتغطية كافة المراوي والترع حتى لا تتبخر المياه، والاستغناء عن المياه العذبة في الصناعة، وكذلك تحلية مياه البحر للمصانع الواقعة في مناطق ساحلية، وإعادة معالجة الصرف الصحي بطريقة ثلاثية واستخدامها مرة أخرى.

وبيّن عضو مجلس النواب، أن كمية المياه المستخدمة في الشرب لا تتجاوز الـ7 مليارات، أما الفاقد الحقيقي فى المياه يأتي بنسبة المياه المستخدمة في الري والتي تخطت الـ85% من إجمالي حصة مصر من المياه.
 
التوعية بكارثة تناقص المياه   
وعن التعامل الإعلامي مع تلك الكارثة، أكد الدكتور حسن عماد مكاوي، وكيل المجلس الأعلى للصحافة، أن مصر تتعرض فعليا لكارثة تتمثل في تناقص المياه نتيجة بناء سد النهضة وكذلك الهدر الحاصل لما تبقى منها،  موضحا أن تعامل الإعلام مع مشكلة هدر المياه ليس لائقا على الإطلاق.

وأضاف في تصريحات خاصة، أن الإعلام لديه دور كبير في إيجاد التوعية اللازمة للمواطنين، مشددًا على ضرورة  اتخاذ خطوات سريعة للحكومة تفرضها إعلاميا من خلال البرامج وشن حملات دعائية، بحيث يكون هناك توعية ضرورية، توعي المواطنين بأن هناك كارثة في تناقص المياه، ويجب عليهم أن لا يهدروها.