"المزرعة الصينية" أشرس معركة بين الجيشين المصرى والإسرائيلى فى طى النسيان



صبا أشرف

الحفناوي : معركة المزرعة الصنيية كلمة السر في منع الكيان الصهيوني من التقدم

مصطفى : رجال الصاعقة المصرية سلبوا سلاح المدرعات الإسرائيلي شرفه خلال المعركة


تعتبر معركة المزرعة الصينية، إحدى المعارك الدموية الشرسة التي وقعت في حرب أكتوبر، المجيدة بين الجيش المصري الباسل وجيش العدوان الإسرائيلي، وقد تم تسمية المعركة بذلك، نظرًا للمكان الذي وقعت فيه، حيث إن كان هناك مزرعة على مساحة 20 كيلو مترا مربع تقريبًا بصحراء سيناء، والتي أنشأتها الحكومة لدراسة إمكانية زراعة صحراء سيناء، وقد لاحظت قوات الاحتلال وجود معدات بتلك المزرعة على شكل أحرف صينية، ولهذا سميت بهذا الاسم.

وتعتبر المزرعة الصينية أحد أهم المعارك التى منعت القوات الإسرائيلية من التقدم ومن الاستيلاء والسيطرة على تلك المنطقة الاستراتيجية، والتي يتناساها الإسرائيليون دائما، حيث لا يذكرون سوى أن شارون نجح في حصار قوات الجيش الثالث، و منع الامدادات عنه.

لكن الواقع بشهادات الجنود الإسرائيليين أنفسهم الذين كانوا تحت قيادة شارون ، حتي هو نفسه، أكد أنه لم يستطيع التغلب على هذه القوات المصرية المرابطة في المزرعة الصينية، وقاموا بالإلتفاف حولها لعدم قدرته على التغلب عليهم، حتى أن القوات التي عبرت منهم قد لحق بها خسائر.

ووقعت تلك المعركة، بسبب تخطيط القيادة الإسرائيلية أثناء الحرب، لاختراق القوات المصرية والدخول بين الجيشين الثاني والثالث الميدانيين على الضفة الشرقية، لفتح مساحة كافية تمكن باقي قوات العدو من عبور القناة، ثم تتحرك فرقة المدرعات 143 الإسرائيلية لتقوم بقطع الإمدادات عن الجيش الثالث الميداني.

ويقول دكتور مختار الحفناوي أستاذ الإسرائيليات بجامعة القاهرة ، إن معركة المزرعة الصينية تمكنت من إلحاق الهزيمة بالإسرائيلين وهي معركة لم تأخذ حقها التاريخي في الحديث عنها على الرغم من بطولاتها .

وأكد الحفناوي ،إن المزرعة الصينية هي محطة زراعية تجريبية على الضفة الشرقية لقناة السويس تغطي ما يقرب من 15 ميلا مربعا، خلال الخمسينات، واستولت القوات الإسرائيلية على المحطة في أثناء حرب 1967، ولاحظ الإسرائيليون الأحرف على المضخات والآلات الأخرى وظنوا انها لأحرف صينية، لذا وصفت بالمزرعة الصينية على الخرائط العسكرية.

وتابع انه خلال حرب أكتوبر، استعيدت المحطة بواسطة عناصر من الجيش الثاني المصري، وترجع أهمية المحطة استراتيجياً لوقوع الطريق المؤدي إلى أبو طرطور على مرمى إطلاق النار من المزرعة

وأوضح الحفناوى إن الانتصار في المزرعة الصنية لم تتكلم عنه الصحف والتاريخ على الرغم من بطولاتها ، مطالبًا بعمل فيلم وثائقي يوثق تلك الاحداث .

ومن جانبة قال هاني محمد مصطفى ،استاذ الإسرائيليات بمركز اللغات الشرقية بجامعة القاهرة ، إن موقع الأحداث المزرعة الصينية كان في منطقة الدفرسوار حيث قام العدو الصهيوني بضرب تلك المنطقة بما فيها الممرات التى كانت مخصصة للجيش المصري، مشيرًا إلى أن نجاح الجيش المصري في تلك المعركة جاء بعد يأس وعدم قدرة على الإستمرار لكن قوة الجيش المصري جعلته يكمل.

واكد مصطفى أن سلاح المدرعات الإسرائيلي خلال المعركة كان يحاول أن يدافع عن شرفه الذي سقط يومي 6 و7 أكتوبر حتي إنه لم تعد هناك دبابة إسرائيلية واحدة لا تحتاج لإصلاح أو لقطعة غيار لإصلاح عطبها ويشهد أن جنود مقاتلي الصاعقة المصرية كانوا يشكلون خطراً ربما أكبر من خطر المدرعات المصرية.

وطالب استاذ الإسرائيليات بمركز اللغات الشرقية الدولة المصرية بأن تعرض أفلام توضح فيها دور الجيش المصري والعزيمة التى كانت متواجدة وقتها من أجل النصر والانتماء لمصر العزيزة.