ملفات الموساد تكشف شروع إسرائيل فى محاولة إغتيال عبد الناصرمرتين عامى 1960و1970

العدو الصهيوني



كشفت صحيفة معاريف العبرية عن حوار صحفى تم إجراؤه لاول مرة مع مايك هرارى الذى توفى منذ أيام عن عمر ناهز ال87 عاماً , والذى سبق وان شغل منصب قائد شعبة العمليات الخاصة المعروفة بإسم وحدة قيصريا والمؤسس لوحدة الإغتيالات المعروفة بإسم كيدون ,داخل جهاز الموساد الإسرائيلى عن تورط تل أبيب فى محاولة إغتيال زعيم عربى وقائد لدولة عربية مُعادية لإسرائيل يرجح بصورة كبيرة من خلال قراءة سطور القصة ان يكون هو الزعيم الراحل جمال عبد الناصر .

القصة كما نقلتها معاريف على لسان مسئول الموساد مايك هرارى ,الذى لقبته الصحيفة بالأسطورة تقول أن عملاء الموساد فى الخارج كانوا قريبون للغاية من إغتيال شخصية كبرى ذات مكانة مرموقة فى العالم العربى ووقتها _عام 1960_ كانت تمثل هذة الشخصية تهديداً حقيقياً على أمن الدولة العبرية ,وقدر مسئولو الموساد الحاليين أنه لو كانت عملية الإغتيال قد كُتب لها النجاح ,لكانت قد أحدثت تغييراً للأفضل بالنسبة لإسرائيل .وإسترجع مايك هرارى تلك الفترة وقال تبنى هذة العملية بشكل شخصى رئيس جهاز الموساد انذاك إيسار هرئيل الذى إستدعانى إلى مكتبه وقال لى أن هذة العملية شديدة الخصوصية وخطيرة للغاية نرغب فى تنفيذها داخل دولة مستهدفة من جانبنا تمثل تهديداً حقيقياً على أمن الدولة العبرية ,وأعرب أمامى رئيس الموساد عن حاجته لمتطوعين فدائيين وقال لى فى حالة القبض عليك فأن الله وحده سيكون هو الوحيد القادر على إنقاذك .

وتابع هرارى قائلاً :قبلت التحدى على الفور وعلمت أن الهدف هو شخصية زعيم كبير تمثل بلاده تهديد متواصل وخطير للغاية على أمن ووجود إسرائيل ,لم تكن هذة هى المرة الاولى التى يثار فيها إسم الشخصية المراد إغتيالها بل أن الموساد حاول إغتياله أكثر من مرة من قبل .

وعندما سُئل من قبل مراسل الصحيفة عن مدى خطورة العملية وهل كانت تضمن إسرائيل فى ذلك التوقيت ألا يأتى بدلاً من الشخصية التى سيتم إغتيالها ,شخصية أكثر قوة وصرامة أجاب هرارى وقتها كنت أعمل وفقاً لأوامر عليا وفى نفس الوقت كنت أثق فى صواب القرار الذى إتخذه مجموعة من الحكماء من ذوى الخبرة,وأصدروا هم لإعتبارات كثيرة حكمهم بإغتيال هذة الشخصية التى تهدد أمن بلادنا

وأضاف كنا هذة المرة قريبون للغاية من تحقيق الهدف فلقد علم جهاز الموساد من مصادره الخاصة أن الهدف ينوى السفر لزيارة إحدى الدول الإسلامية فى وقت قريب ,وتقرر أن يتم تنفيذ العملية هناك ,بأن يقوم أحد القناصة بإطلاق النار عليه من شرفة احد الأبنية المجاورة من مكان تواجده ,وكان دورى هو تهريب البندقية الآلية التى سيتم إستخدامها للدولة الإسلامية والإنضمام هناك لوحدة الطاقم المسئول عن تنفيذ عملية الإغتيال .

وذكرت الصحيفة أن العملية قد سارت بنجاح كما خُطط لها تماماً ,ونجح مايك هرارى فى الدخول إلى الدولة الإسلامية ,بهوية مزيفة لشخصية رجل أعمال مدلل من أسرة ثرية يريد أن يمارس هواية الصيد لذا فهو يحتاج إلى بندقية صيد من نوع خاص وأستعد هو وزوجته لذلك بشراء ملابس صيد من أفخر المحلات الباريسية ,فلقد وضع رئيس الموساد ميزانية مفتوحة تحت تصرفه لضمان نجاح تنفيذ العملية ,وتم الإنفاق على المشتريات ببذخ حيث تم شراء تسعة حقائب مصنوعة من الجلد الطبيعى مليئة بملابس وأحذية رياضية وملابس أخرى للصيد كما تم إظهار البندقية التى سيتم بها تنفيذ العملية حتى لا يثر إخفائها شكوك أفراد أمن المطار .

وعندما وصل مايك هرارى إلى المطار كان مظهره يبدو أنيقاً باهراً حيث كان يرتدى بدلة سوداء مكونة من ثلاثة قطع وبرنيطة قيمة ماركة بورسلينو وأثر هذا المظهر الباهر على مسئول الجمارك الذى لم يفتح حتى الحقائب وسمح له بالدخول بالبندقية إلى الدولة الإسلامية .

,لا أن العملية لم تستكمل فى اللحظات الاخيرة بعد أن غير الزعيم مسار رحلته ليحيد عن مرمى القناص الذى إنتظر فى الشقة التى تم تأجيرها لمدة يومين قبل أن يتم الإعلان عن فشل العملية .

وبعد مرور عشر سنوات كاملة وعندما تولى مايك هرارى رئاسة وحدة قيصريا خطط بنفسه لعملية أخرى لإغتيال نفس الشخصية وكان ذلك عام 1970 وتم الإتفاق على أن يتم تنفيذ العملية وسط حدث علنى ,يقوم خلاله القناص بتنفيذ مهمته,كما سافر هرارى بنفسه إلى تلك الدولة المعادية لإسرائيل أكثر من مرة لمعاينة المكان عن قرب ,كان كل شىء مهيئاً هذة المرة لتنفيذ العملية بنجاح ,ولكن تدخل رئيسة الوزراء الإسرائيلية أنذاك جولدا مائيرأدى لإلغاء العملية ,حيث رفضت مائير تنفيذ عملية الإغتيال خوفاً من أن تؤدى تبعيات هذة العملية ,لإغتيال مسئولون إسرائليون كبار رداً على إغتيال الزعيم .

والغريب أن مايك هرراى المُحبط من رفض جولدا مائير ,قد طالبها بإستكمال العملية بغرض التدريب ,بمعنى أن تسير الخطة كما هى دون أن يتم إطلاق النار على الزعيم ووالهرب من المكان دون إطلاق طلقة واحدة ,وبالفعل تم تنفيذ العملية كما خطط لها هرارى وظهرت رأس الهدف على عدسة بندقية القناص ,لكنه لم يستطع الضغط على الزناد تنفيذاً لأوامر جولدا مائير .

ما يدعم حقيقة أن الشخصية التى حاول الموساد الإسرائيلى إغتيالها أكثر من مرة ,هى شخصية الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ,هو ماقاله مايك هرارى حيث أشار أنه فى أعقاب تنفيذ عملية التدريب الاخيرة بفترة ,ماتت الشخصية التى أراد الموساد قتلها, موتة طبيعية وعلى فراشه ,وهو ما تحقق بالفعل حيث توفى الرئيس عبد الناصر يوم 28 سبتمبر عام 1970 وهو نفس العام الذى تم خلاله محاولة تنفيذ العملية الثانية .