رئيس اتحاد الناشرين العرب: أكبر هدية قدمتها الصين للعالم هي الورق

عربي ودولي

بوابة الفجر

انطلق حفل تقديم كتاب الرئيس الصيني، شي جين بينج، حول الحكم والإدارة، اليوم في القاهرة، بحضور دو تشانج يوان رئيس المجموعة الصينية للإعلام الدولي، ولياو لي تشيانج، سفير الصين بمصر، والدكتور عصام شرف رئيس وزراء مصر السابق، والسفير حسين الهنداوي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، وممثل عن رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، ومحمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب، وسماء سليمان، وكيل لجنة الشئون الخارجية والأفريقية والعربية بمجلس الشيوخ.
وفي كلمته، أكد محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب، أن المؤتمر يعضد العلاقات الصينية العربية، فالاحتفاء بترجمة كتاب "الحكم والإدارة" للرئيس شي جين بينج، حدث يستحق الاهتمام، في ظل نجاحات متواصلة تحققها الصين تحت قيادته.
وأضاف: نحن العرب نقف متسائلين كيف نجحت الصين بصورة غير مسبوقة في السنوات الأخيرة، فاقتصادها هو الثاني عالميا والمرشح في خلال السنوات القادمة لكي يكون الأول عالميا، يدعونا لدراسة هذه التجربة الفريدة، ولن نجد أفضل من كتاب الرئيس شي جين بينج لكي نطلع على كيفية إدارة وقيادة بلد بحجم الصين بنجاح، مما سيجعل معرفتنا بالصين تَقْوَى، ونتعلم المفاهيم والأدوات التي تحقق بها الصين طفرات غير مسبوقة.
وتابع: لقد ظلت الصين لقرون في المخيلة العربية مقرونة بالإنتاج الحرفي رفيع المستوى الذي هو نتاج المعرفة بدأت منذ عصور ما قبل التاريخ، هذه المعرفة التي قادت إلى اكتشاف المشترك بين الكتابة التصويرية أو العلامات في الكتابة الصينية - والتي مازالت مستمرة إلى اليوم والكتابة التصويرية عند القدماء المصريين (الهيروغليفية)، وكأن جذور الحضارتين كانت مشتركة.
وأردف: في القاهرة تلقت مصر عبر العصور السلع الصينية التي كانت تشي بالفخامة والذوق الرفيع والتي عرفت من خلالها أوربا الصين، فصارت الصين بلاد العجائب ونسجت حولها الأساطير في أوروبا، في الوقت الذي كانت فيه معرفة العرب بالصين تزداد يومًا بعد يوم، بل صار التثاقف بين الحضارة الصينية والحضارة العربية صورة رائعة للتبادل الفني والفكري والمعرفي، حتى رأينا تلاقيًا فنيًا بين الحضارتين، فعرفنا نحن السحب الزخرفية الصينية والتنين الصيني في فنوننا، وصار الخط العربي له صبغة عربية في الصين.
وأوضح أنه قد حدث ذلك في ظل شراكة وتفاعل ليس فيها غالب ولا مغلوب، بل طرفين يتبادلان المنافع والخبرات، هذا النوع من العلاقات بات في حاجة ماسة للدراسة والبحث في آلياته وأسباب صموده، فلم يدخل العرب الصين بالقوة العسكرية، بل دخل الإسلام الصين عن طريق حُسْنِ الخُلُق وأمانة التجار العرب، وكان مُرحبا بهم على الأراضي الصينية.
وقال رشاد إن أكبر هدية قدمتها الصين للعالم هي الورق الذي تم ابتكاره في الصين ثم انتشر وتطور على يد العرب في نقلة كبيرة في تاريخ المعرفة والعلم في العالم، إذ إن الورق كمادة لتدوين المعرفة، سهل الصناعة والتداول ويمكن الحصول عليه بسهولة ويسر وهو سبب وصول ما يزيد عن ٣ مليون مخطوطة من التراث العربي، وهو رقم يفوق في حجم التدوين كل ما وصلنا من الحضارات السابقة على الحضارة العربية.
وتابع: ما زلنا إلى الآن نستخدم الورق في طباعة الكتب، بل إن بدايات تقنيات الطباعة تعود أيضا إلى الصين، هنا لا بد لنا أن نستدعي الماضي للحاضر، فنمو حركة النشر والمعرفة في الصين في السنوات الأخيرة، جعلنا نقدر الإنتاج المعرفي في الصين الذي نتابعه في اتحاد الناشرين العرب من كتب، وكان دعم الصين لترجمة هذا الإنتاج إلى اللغة العربية خلال العقدين الأخيرين دافعا لنا لإعادة اكتشاف الصين، ليس فقط لأن الصين تشهد تقدما في جميع المجالات العلمية، بل لأن الصين بتاريخها وتراثها وفنونها حتى أدبها المعاصر تزخر بالكثير الذي يجب أن ننهل منه فكانت الترجمة من الصينية إلى العربية بابا دخلنا منه إلى الصين المعاصرة التي تذهلنا يوما بعد يوم، وصار لدينا الآن جيل من المترجمين من الصينية إلى العربية نفتخر به وبقدراته.
وأوضح أنه وعلى الجانب الآخر نرى لأول مرة مبادرات عربية وصينية لترجمة الأدب والفكر العربي إلى اللغة الصينية، فكأن الصين عبر هذه الترجمات تعيد اكتشاف العرب من جديد، وقد لاقت العديد من الكتب العربية المترجمة إلى الصينية رواجًا في الصين غير مسبوق.
وأضاف: هكذا تقود حركة النشر كل من الصين والمنطقة العربية نحو بناء صور معرفية عن كلا الجانبين، لكي تكون قاطرة الشراكة قائمة على العلم والمعرفة.
وقال: إننا في اتحاد الناشرين العرب نتطلع لأن يكون النشر أداة أكثر فاعلية في نشر المعرفة عن الصين، وكذلك أداة لفتح آفاق جديدة في معرفة الصين بالعرب، إن حركة النشر في الصين شهدت صعودًا جعلها ثاني أكبر ناشر للكتاب في العالم، خاصة أن كل مقومات إنتاج الكتب ورقيا ورقميا تمتلكها الصين، مما يجعلنا في اتحاد الناشرين العرب نتطلع إلى الصين، فكتاب الطفل الذي تميز في دور النشر الأوربية لعقود، صارت الصين تقدم فيه إبداعات وابتكارات جذابة، تتناسب مع أطفال عصرنا، بل إن تنوع محتوى النشر في الصين يجعلنا نقول إن المعرفة الآتية من الشرق تستحق الاهتمام.
وأردف: لقد صارت الرواية الصينية الآن مقروءة بشكل غير مسبوق في المنطقة العربية خاصة مع حضور الأدباء الصينيين العديد من المناسبات في المنطقة العربية، لكن بالرغم من هذا فإن حجم ما يقدم من الإنتاج المعرفي والأدبي الصيني للعرب لا يتناسب مع حجم الإنتاج المعرفي في الصين. 
وأشار إلى أنه وعلى الجانب الآخر، ما زالت الترجمة من العربية للصينية دون ما نأمله في اتحاد الناشرين العرب، بل إن مشاركات دور النشر العربية في معارض الكتب في الصين ما زالت محدودة وهذا ما يدفعنا إلى التطلع إلى المزيد من المشاركات العربية من خلال تخصيص أجنحة خاصة لاتحاد الناشرين العرب في معارض الكتب بالصين ليضم دور النشر العربية.
واختتم رشاد: إن ما نتطلع إليه هو المستقبل القائم على المعرفة المباشرة بين الصين والعرب، معرفة تبني على ما رسخه أجدادنا من علاقات تقوم على الشراكة والتكامل.