الذكاء الاصطناعي يناقش قوة تحقيق التنمية المستدامة الاجتماعية والثقافية في ندوة مثيرة

أخبار مصر

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء

نظم مركز التخطيط الاجتماعي والثقافي بمعهد التخطيط القومي اليوم ندوة مهمة تحت عنوان "دور الذكاء الاصطناعي في البعد الاجتماعي والثقافي لأهداف التنمية المستدامة".

 شهدت الندوة حضورًا مميزًا لمجموعة من الهيئة العلمية والهيئة العلمية المعاونة بالمعهد، بالإضافة إلى حضور بعض الضيوف المتميزين من أعضاء مجلس النواب والمجلس القومي للمرأة، وكذلك المعنيين والمهتمين بموضوع الندوة.

تهدف الندوة إلى مناقشة دور الذكاء الاصطناعي كأداة قوية تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ولا سيما في البعد الاجتماعي والثقافي، وقد تم استعراض استخدامات الذكاء الاصطناعي في عدة مجالات تشمل التمكين الرقمي، والتعليم والتدريب، والمشاركة المجتمعية والتواصل، والحفاظ على التراث الثقافي، والتنبؤ والتحليل الاجتماعي.

أُشير إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساهم في توفير فرص متساوية للوصول إلى المعلومات والموارد الرقمية من خلال التمكين الرقمي، كما يمكن أن يعزز التعليم والتدريب من خلال استخدام تقنيات تعلم آلي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وبالنسبة للمشاركة المجتمعية والتواصل، يمكن استخدام التقنيات الذكاء الاصطناعي لتسهيل التواصل وتبادل المعلومات بين أفراد المجتمع وتعزيز التفاعل والتعاون بينهم.

وفي سياق حفظ التراث الثقافي، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل وتصنيف المواد الثقافية والتراثية والمساعدة في الحفاظ عليها ونقلها للأجيال القادمة، كما يمكن أن يسهم الذكاء الاصطناعي في التنبؤ والتحليل الاجتماعي من خلال تحليل البيانات الاجتماعية وتوفير رؤى قيمة حول سلوك الأفراد والمجتمعات.

أكد المشاركون في الندوة على أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة مهمة لتعزيز البعد الاجتماعي والثقافي لأهداف التنمية المستدامة، وشددوا على ضرورة استخدام هذه التقنية بشكل مستدام ومسؤول، مع الالتزام بالمبادئ الأخلاقية وحقوق الإنسان، حتى يتسنى تحقيق تغيير إيجابي وفعال في المجتمعات والثقافات.

وفي كلمتها أكدت الدكتورة نيفين مكرم أستاذ الذكاء الاصطناعي، ومدير مركز التخطيط الاجتماعي والثقافي بمعهد التخطيط القومي، ونائب رئيس الجمعية المصرية لنظم المعلومات وتكنولوجيا الحاسبات، على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تحقيق المخرجات الاجتماعية لأهداف التنمية المستدامة وبالتحديد القضاء على الفقر، والتعليم الجيد، والمساواة بين الجنسين، والصحة الجيدة، والشراكة والعدالة، كما طرحت الفرص التي يتيحها الذكاء الاصطناعي مثل استخدام تطبيقات الذكاء

الدكتورة نيفين مكرم أستاذ الذكاء الاصطناعي، ومدير مركز التخطيط الاجتماعي والثقافي

الذكاء  الاصطناعي في التعليم، والتنقيب عن البيانات، والروبوتوتات بأنواعها المختلفة، والتحديات التي يواجهها، والمخاطر التي يفرضها، واستعرضت جهود الدولة المصرية في استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتعزيز المساواة بين الجنسين، وتمكين المرأة.

وفي ذات السياق  أكد الدكتور أيمن عدلي رئيس لجنة التدريب والتثقيف بنقابة الإعلاميين، وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية في كلمته على التطورات المتسارعة في مجال الإعلام والذكاء الاصطناعي.

الدكتور أيمن عدلي رئيس لجنة التدريب والتثقيف بنقابة الإعلاميين وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية 

 وأشار إلى التحديات التي يفرضها مثل حرب المعلومات، والاستهداف الفكري، والأخطار السيبرانية، فوضى المعلومات، تغير سوق العمل.

وتناولت الأستاذة الدكتورة عزة فتحي أستاذ مناهج علم الاجتماع بجامعة عين شمس وخبير الأمن الفكري، دور الذكاء الاصطناعي في مجال التنبؤ والتحليل الاجتماعي، من خلال القدرة علي جمع البيانات عن أي مشكلة.

 

الدكتورة عزة فتحي أستاذ مناهج علم الاجتماع بجامعة عين

ومعالجة هذه البيانات الضخمة وتحليلها بطريقة ذكية وفائقة وسريعة، والتعرف على ما إذا كانت المشكلة ناتجة عن قرارات إدارية أم سياسية أم اقتصادية أو مفاهيم مغلوطة لدى المواطنين، وتحديد المخاطر الحالية والتنبؤ بالمخاطر اللاحقة، ومن ثم اتخاذ القرار الذكي والمناسب للحل المستدام وجودة الحياة، انتهاءً بتقديم كل ذلك للجهات المعنية لمراجعة التدخلات اللازمة وتحسينها.

وخرجت الندوة بمجموعة من التوصيات أهمها:

1. تفعيل مفهوم “حوكمة الذكاء الاصطناعي” وتفعيل المواثيق الأخلاقية، ووضع التشريعات والقوانين المرتبطة بالملكية الفكرية، وحماية الخصوصية.

2. ضرورة الاهتمام بالجوانب الأخلاقية عند استخدام الذكاء الاصطناعي في التنبؤ والتحليل الاجتماعي، وتقديم حلول تراعي خصوصية بيانات افراد المجتمع.

3. تعزيز دور الوعي والتثقيف، وتطوير السياسات والإطار التشريعي المناسب لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي الفعال في البعد الاجتماعي والثقافي بطريقة مسؤولة ومستدامة.

4. التركيز على تقديم أبحاث وابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي وتوظيفها في البعد الاجتماعي والثقافي وبما يتناسب مع المجتمع المصري، وكذلك توفير الدعم المالي والتقني للمشاريع الواعدة في هذا المجال.

5. التكامل، والتنسيق بين الأجهزة والمؤسسات المختلفة المسؤولة عن بناء وعي الإنسان وتطوير مهاراته نحو محو الامية الرقمية والمعلوماتية.

6. وضع استراتيجية اعلامية متكاملة توظف وتستفيد من تقنيات الذكاء الاصطناعي لمواجهة الأزمات التي يواجهها المجتمع المصري.

7. تحديد وفهم احتياجات المجتمع المصري في جميع القطاعات الصحة والتعليم والاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي لتلبية تلك الاحتياجات.

8. توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسن وتطوير جودة التعليم والخدمات التعليمية في المؤسسات التعليمة المختلفة.

الجدير بالذكر أن تعكس الندوة الحالية التزام مركز التخطيط الاجتماعي والثقافي بالابتكار والتطور، وتؤكد على أهمية تواصل المؤسسات الأكاديمية والسياسية والمجتمعية لتعزيز فهمنا واستخدامنا الأمثل للذكاء الاصطناعي في سبيل تحقيق التنمية المستدامة.

من المتوقع أن تترك الندوة أثرًا إيجابيًا على الجهود المبذولة في مجال الذكاء الاصطناعي وتعزيز البعد الاجتماعي والثقافي لأهداف التنمية المستدامة. ومن المهم أن يتبنى صناع القرار والمهتمون بالمجال هذه النتائج ويعملوا معًا لتعزيز التعاون والتنسيق لتحقيق تطبيق فعال للذكاء الاصطناعي في خدمة المجتمع والثقافة.

جانب من اللقاء 
جانب من اللقاء
جانب من اللقاء
جانب من اللقاء