تدمير يصيب قلعة أثرية في سيناء.. وخبير يحذر من العواقب

أخبار مصر

تدمير في أثر بسيناء
تدمير في أثر بسيناء

كشف الدكتور عبد الرحيم ريحان الخبير الأثري المعروف، عن أعمال تعدى على قلعة الجندي في سيناء، والتي تقع على طريق الحج حيث تمت بها أعمال حفر خلسة أدت إلى تدمير حمام بخار بالكامل تم اكتشافه فى موسم حفائر 2020- 2021  بواسطة بعثة آثار منطقة جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية واتضح التدمير الكامل في أرضيته مما ينم عن أعمال حفائر خلسة تمت بالموقع. 

الحمام قبل التعدي 

وقال ريحان إن الصورة المرفقة تظهر أرضية الحمام وقت اكتشافه والذى يوضح أنها أرضية سليمة  بعدد ستة بلاطات أثرية بحالة كاملة كما هو مثبت فى تقرير الحفائر، ويعد هذا الحمام ثالث حمام أيوبى متبقي فى سيناء، وصورة أخرى تظهر أرضية الحمام بعد حدوث تعدى عليه من قبل المحيطين بالمنطقة والقيام بأعمال حفائر خلسة داخل القلعة بحثًا عن الآثار وهو ما أدى إلى تدمير أرضية الحمام مما يمثل كارثة كبرى، والحمام مكون من ثلاث حجرات وموقد حجرى ضخم أسفل الحمام تحت البلاطات التى تم تدميرها وبه أحواض علوية وحوض توزيع ومغطس. 

الحمام بعد التعدي 

وأكد الدكتور أن سبب تدهور الوضع الأثري في سيناء يرجع إلى قرار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور مصطفى وزيري عام 2022، والذي تم على أثره 276 موظف من سيناء «آثاريين وأخصائيي ترميم وأخصائيي مساحة وأملاك وإداريين وأمن وحراس» وهم عناصر على درجة عالية من الكفاءة والخبرة بالعمل في سيناء مما أدى إلى فراغ فى العناصر البشرية المؤهلة بهذه المناطق. 

 وأوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية أن الحملة رصدت منذ أيام إهمال منطقة عيون موسى من عدم تواجد آثاريين بالمنطقة، وشكاوى الأهالى من أنها كانت مصدر رزق لهم لبيع منتجاتهم ومع الإهمال وإغلاق المنطقة سيؤدى إلى ردم العيون بعد تكلفة 3 مليون جنيه فى ترميمها، وكذلك إهمال آثار ما قبل التاريخ بسهل القاع وترك البقايا الآدمية بداخلها مكشوفة لوحوش الصحراء وعدم تواجد حراسة بها  رغم خضوعها لقانون حماية الآثار 117 لسنة 1983 إخضاع بالقرار رقم 328 لسنة 2002 بمساحة 1000.300م، وهذا الإهمال نتيجة نقص عدد مفتشى الآثار وأفراد الأمن والحراس مما أدى لتفريغ سيناء من الكفاءات، في الوقت الذي تنادى فيه الدولة بتعميرها. 

قلعة الجندي  

ونوه  ريحان  أن القلعة في مجملها أصبحت مهددة بالاندثار بعد عجز المجلس الأعلى للآثار في تنفيذ مشروع للترميم أو استكمال الحفائر رغم المطالبات المتعددة للمنطقة بذلك، وظهرت شروخ فى السور الجنوبى الشرقى للقلعة ( الجهة المطلة على الطريق الأسفلتى) وهى شروخ فى جسم السور أدت إلى انفصال واضح فى المداميك الحجرية والأرضية الجبلية التى تحمل السور مما يهدد السور كله بالانهيار

أهمية القلعة أثريًا 

وعن أهمية قلعة الجندى أشار ريحان أنها تقع على الطريق الحربى لصلاح الدين بسيناء المعروف بطريق صدر وأيلة والذى عبرته الجيوش وانتصرت فى موقعة حطين واسترداد المسجد الأقصى، فهو الطريق الذى اتخذه صلاح الدين عبر سيناء وصولًا إلى القدس وأنشأ عليه قلاعًا هامة مثل قلعة الجندى برأس سدر، وهى مقامة على تل مرتفع يشبه رأس الجندى علاوة على قلعته الشهيرة بجزيرة فرعون بطابا.

طريق الحج 

يبدأ طريق الحج من القلزم (السويس) إلى وادى الراحة حتى يصل إلى قلعة الجندى (100كم جنوب شرق السويس )،وينحدر إلى وادى العريش ثم عدة أودية حتى بئر الثمد (180كم جنوب شرق السويس )، وعبر عدة أودية وجبال إلى وادى طويبة الذى يؤدى إلى جزيرة فرعون (260كم شرق السويس ) ثم يستمر شرقًا إلى مفرق العقبة.

اسم القلعة بالعصر العثماني 

وأردف الدكتور ريحان بأن القلعة سميت أيضًا  فى العصر العثمانى قلعة الباشا، لانتشار لقب الباشا فى عصر الدولة العثمانية وأسرة محمد على، وربما أقام بها العثمانيون فترة من الزمن فعرفت بهذا الاسم، والقلعة مسجلة كأثر بالقرار رقم 336 لسنة 1989 وأنشأها صلاح الدين فى الفترة من 578هـ / 1183م إلى 583هـ / 1187م طبقًا للنص التأسيسى المكتشف بالقلعة.

توافرت لها كل وسائل الحماية، فهى مبنية على تل مرتفع 645م فوق مستوى سطح البحر، وشديد الانحدار ويصعب تسلقها ومهاجمتها ومحاطة بخندق اتساعه ما بين 5 إلى 6م،ومما يزيد من مناعتها أنه بنى من أحجار الدقشوم المختلف عن بناء الأسوار والأبراج، والقلعة قريبة من مصادر المياه الصالحة للشرب وتقع على بعد 5كم منها عين ماء تسمى عين صدر لا يزال أهل سيناء يستعملونها حتى الآن، كما أنها قريبة من مجرى سيل لذلك أنشأ جنود القلعة سدًا فى وادى عميق قرب القلعة لحجز مياه السيول.
بنيت القلعة من الحجر الجرانيتى والجيرى والرملى،وتحوى 3 خزانات للمياه ومسجدين ومصلى وتتميز القلعة بعناصر معمارية تمثل إبداعًا فنيًا بحسن استغلال لمفردات البيئة الصحراوية حول القلعة والاستفادة منها فى مواد البناء من نفس الأحجار بالمنطقة ومونة من الطفلة الناجمة عن السيول،والمدخل الرئيسى للقلعة يقع بالجهة الشمالية الغربية،وهو عبارة عن فتحة مستطيلة اتساعها 1.85م بالحجر المنحوت يعلوها عقد مستقيم من صنجات حجرية مزررة بمفتاح العقد دائرة، وداخلها لفظ الجلالة (الله).

وكان يعلو العقد المستقيم عقد عاتق بصنجته الوسطى دائرة بها نجمة سداسية، وهى زخرفة إسلامية شهيرة فى معظم الآثار الإسلامية، وفوق العقد العاتق اللوحة التأسيسية للقلعة بالخط النسخ الأيوبى البارز، وعلى جانبيها سرتان دائريتان بإحداهما رسم سيف والأخرى درع وتبقى منها جزء يسير، وقد اتخذهما صلاح الدين شعارًا لدولته.