بعد غياب.. شريف حمدي لـ "الفجر الفني": تغير السوق سبب ابتعادي عن الفن.. وتصنيفي ككوميديان لم يضُرني (حوار)

الفجر الفني

شريف حمدي
شريف حمدي

*لا أفضل الشكوى على السوشيال ميديا ولكن ليس لدي الحرية للحكم على الآخرين

 

*تصنفيني ككوميديان لم يضرني لهذا السبب

 

 

* مسلسل" الصفارة " أكثر الأعمال التي نالت إعجابي

 

*تشغيل الفنانين ليس من اختصاص أي نقابة بالعالم


 

" الدرملي فقري تملي"، " شباب أونلاين "، " فيلم ثقافي"، "جاءنا البيان التالي" .. أعمال أشترك فيها  الفنان شريف حمدي واستطاع أن يلفت الأنظار إليه بأدائه البسيط المختلف وأصبح من الفنانين المميزين في  الكوميديا تحديدا، لكننا فوجئنا  بغيابه عن الفن لعدة سنوات وتحديدا بعد عام 2011 وسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ليخوض تجارب مختلفة ويحقق نجاحات بأفلام قصيرة وإعلانات تجارية مرورا بتجارب أخرى بمصر ودبي خارج الوسط الفني

 

حاور “الفجر الفني” شريف حمدي ليكشف كواليس هذا الغياب وكيف يرى الوضع الفني حاليا وماذا يحقق من إنجازات وإليكم نص الحوار :-

 


في البداية.. صرحت أن بُعدك عن الفن كان بسبب تغير السوق بعد ٢٠١١ فلماذا غبت مرة أخرى عقب مسلسل "أنا الخائن"؟

 


سبب غيابي قبل "أنا الخائن" هو نفسه بعد "أنا الخائن "، حيث تغير أسلوب العمل في السوق الفني لأسلوب غير مريح، للتعامل معاه لأنه في رأيي لا ينتج فن بجودة عالية تعيش لأعوام طويلة، أهم مفردات هذا الأسلوب هو عدم الانتهاء من كتابة كل حلقات العمل قبل الدخول لتصويره بفترة كافية لدراسته بدقة، قصر أفكار الاعمال الفنية علي عدد محدود من الموضوعات التي لا تتغير، الظروف غير الإنسانية اللي بيمر بها الكاست وقت التصوير من العمل لعشرين ساعة يوميا و راحة ٦ ساعات فقط، بالإضافة طبعا لاحكتار شركة واحدة عملية الإنتاج و التوزيع، وهذا أنتج عنه غلق  غالبية شركات الإنتاج في مصر.

 

هناك عدد من الفنانين غابوا أيضا عن الساحة ودأبوا على الشكوى عبر السوشيال ميديا والدخول في جولات التيك توك .. ما رأيك في هذا الأمر ؟


كل إنسان له مطلق الحرية في طريقة تعامله مع مشاكله و أنا لا أستطيع الحكم على أحد ، بالنسبة لي أنا لا أفضل الشكوي نهائيا، لأن أولا الشكوي لغير الله مذلة، و ثانيا لأن الطفرة الجبارة التى حدثت في أسلوب التصوير، و التواصل مع الجمهور من خلال السوشيال ميديا في إمكانها أنها تجعلك واصل بفنك لألاف بل لملايين من المشاهدين في مصر و العالم لو أحسنت  استخدامها بشكل صحيح وهذا ما أفعله  من خلال حساباتي علي السوشيال ميديا.

هل النقابة لديها دور قوى في عودة الفنانين الغائبين أم لا ؟


في كل بلاد العالم التي بها  فن متقدم، نقابة المهن التمثيلية بها  ليست مسؤولة عن تشغيل أعضائها، لأن هذا  يخضع لطلب السوق و لإدارة الممثل لموهبته سواء عن طريق وكيل أعمال أو عن طريق نفسه، لكن النقابة بالأساس مسؤولة عن تنظيم قوانين و إجراءات التشغيل الفعلي، بمعني أنه عندما يكون هناك ممثل متعاقد  علي عمل فني و يبدأ العمل به يجب أن تتأكد  النقابة أن طريقة سير هذا العمل الفني تتماشى مع كل قوانين النقابة التى  تحفظ للممثل كل حقوقه المادية و الأدبية و الإنسانية وفي حالة  غير ذلك لابد أن يكون لها  وقفة حازمة مع جهات الإنتاج لكي تحفظ للممثل حقوقه، ومثال على ذلك عندما شاهدنا  منذ عدة أشهر إضراب نقابة المهن التمثيلية في أمريكا لحفظ حقوق أعضائها.

 

- كيف ترى وضع الأعمال الكوميدية في الوقت الحالي بشكل خاص والفن بشكل عام ؟


هناك اجتهادات قوية للغاية ، لكن للأسف فردية فقط لأن  لازال أسلوب العمل الجماعي العام المتبع في مصر لإنتاج أعمال فنية كوميدية أو غيرها به العديد من  العيوب اللي سبق وذكرتها في إجابة السؤال الأول، و هذا للأسف يجعل الإنتاج المصري رغم تفوقه في المضمون البصري إلا أن مضمون الحكي يتراوح بين متوسط لضعيف.

 

من الفنانين الأهم في الكوميديا على الساحة حاليا من وجهه نظرك ؟


مصر مليانة بالكوميديانات الهايلين واللي لهم جمهور كبير داخل وخارج  مصر و هذة ميزة ليست موجودة بهذا الشكل في بلاد كثيرة،  بالنسبة لي الكوميديان الأهم هو الذي يجتهد في تقديم موضوعات مختلفة في كل مرة يقف فيها أمام الكاميرا، الذى يغير من جلده بإستمرار ولا يحصر نفسه في قالب كوميدي محدد ، أنا  شخصيا أحب مشاهدة  كل الكوميديانات المصريين و علي رأسهم ماجد الكدواني و أكرم حسني و أحمد أمين


هل ترى أن تصنيفك كممثل كوميدي في بداياتك كان له تأثير سلبي فيما بعد على مشوارك الفني ؟


علي العكس تماما، هذا التصنيف كان و لازال له تاثير إيجابي جميل  علي علاقتي بالجمهور، لأن الكوميديا فن صعب للغاية خاصة في بلد مثل مصر معظم أهلها كوميديانات بالفطرة، ومن خلال الكوميديا نستطيع كفنانين عرض قضايا كثيرة ثقيلة علي القلب في قالب لطيف يساعد الجمهور علي تقبل القضية و التفكير في أسبابها و طرق علاجها، و بمناسبة تغير الجلد عندما قمت  بعمل دور جاد شبه شرير في أنا الخائن وجدت ردود  أفعال لطيفة للغاية من المتابعين واندهشت لقدرتي  على  لعب   شخصية مثلها.

 

- ما الأدوار التي من الممكن أن تقبلها بعد تقديمك لعدد من الأعمال الهامة على مدار  مشوار طويل ؟


أدوار هامة برضة، و أهميتها تأتي من أنها  تكون جديدة علي وبها تحدى لم أواجه من قبل وتخاطب عقل و روح المشاهد بإحترام، على سبيل المثال   دور سعدون في مسرحية "الديكتاتور" التي قمت بها  في دبي و لاقت نجاح هائل بفضل الله ، فكان دور  جديد تماما علي و مليء بالتحدي، لأن أولا المسرحية كانت سياسية و باللغة الإنجليزية و كانت ديو دراما، وبها  اثنان من الممثلين واقفين علي المسرح لمدة ساعة و ربع متواصلة، و الشخصية كانت مركبة وتجمع بداخلها ٣ شخصيات مختلفة، و المخرج كان ايرلندي و الجمهور غالبيته من الأوروبيين و الامريكان،  بالنسبة لي كان دور مهم  و أعتز به، لأنه جعلني أعمل على مناطق جديدة تماما في تركيبتي الفنية.

 

- وهل شريف يمكن أن يسعي للمخرجين الكبار الموجودة على الساحة من أجل الاشتراك بأعمالهم ؟


انا طوال مشواري كنت أفضل أن عملي  هو الذي يسعى لعناصر الصناعة، خصوصا وإن علاقتي دائما جميلة بفضل الله مع كل زملائي من مخرجين و منتجين و ممثلين.

 

- مع حدوث أزمة فلسطين.. كان هناك مسلسلات تقوم بدعم القضية عن طريق جمل صغيرة في مشاهد أو ظهور زجاجات سباتس بدلا من منتجات المقاطعة.. هل ترى أن الفن قام بدوره على أكمل وجه تجاه القضية؟


طبعا لمحات الدعم مطلوبة ومشكورين للغاية،  لكن في رأيي حاليا دور الإعلام أهم من دور المسلسلات في دعم القضية الفلسطينية، لأن معاناة اخواتنا في فلسطين مستمرة علي مدار الساعة، فالمسلسلات يمكن أن تطرح مؤخرا ولم تلحق بالدعم وشرح المعاناة الحالية إلا بعد فترة من حدوثها، لذلك المسؤولية أكبر علي الإعلام

 

ما المسلسلات التي نالت إعجابك مؤخرا؟

 

"الصفارة"

 

- حدثنا عن مشاريعك في الوقت الحالي وعن إخراجك لمسرحيات عن الاطفال بدبي


حاليا أنا أركز على تدعيم نشاطي الفني بدبي، لأن السوق الفني هنا مفتوح بترحاب لكل الكفاءات من جميع أنحاء العالم و متوافر بنية تحتية فنية جبارة، هناك جانب من نشاطي مرتكز علي تعليم الأطفال و المراهقين و الكبار لأصول فن التمثيل من خلال دورات مختلفة و جانب آخر بيركز علي إخراج أعمال للأطفال وبالفعل أخرجت فيلم دراما قصير للأطفال في ٢٠٢٣ و منذ أسبوعا أخرجت مسرحية للأطفال و حاليا أعمل  علي تأليف و إخراج فيلم روائي طويل للأطفال بأذن الله، بالنسبة للتمثيل فأنا عملت بطولة مسرحية و ١٥ إعلان لبرندات عالمية وجميعهم نالوا النجاح و التقدير بفضل الله، و أحضر  لمشروع فني سيكون مفاجئة لطيفة لو تم كما هو مخطط له بعون الله.

ومن أين تأتيك أفكار الفيديوهات الساخرة على قناتك باليوتيوب ؟


أفكار شغلي تولد بناءا علي قاعدة أنا أتبعها بدقة منذ بداية مشواري  و هي "أنا بمثل الناس مش بمثل عليهم"، بمعني أنه يجب أن تكون  أفكاري الفنية  تعبر  عن اهتمامات الناس، و كل ما يسعدهم و يؤلمهم، فالناس هما بوصلتي الفنية التى أثق بها  دائما.