حرب الجميع ضد الجميع.. تطورات حرب اليمن

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية

قرر الرئيس بايدن، بخلاف سياسة ترامب، شن ضربات فردية على سوريا، والاستمرار في قصف اليمن، مما يعزز حقه في فرض ضربات في أي وقت، وكرد فعل على ذلك، شن الحوثيون هجمات على السفن الأمريكية بعد فترة قصيرة من التوقف.

حرب اليمن

وعلى خلفية هذه الأحداث، استأنفت شركات الشحن، التي استؤنفت رحلاتها بحرًا عبر البحر الأحمر، إرسال سفنها من جديد حول إفريقيا، وفي هذا السياق، تستمر السفن الروسية والصينية في الملاحة عبر قناة السويس، مكتسبة تفوقًا على الشركات الغربية، وهو ما يعتبر غير مقبول تمامًا من قبل الغرب.

وأفادت وكالة "رويترز" قبل أيام بأن الحوثيين أطلقوا النار على ناقلة روسية، ولكن تم التأكيد على أنهم أخطأوا في الهدف، ورغم نفي الحوثيين لتلك الأخبار، يظل البعض يراها هجومًا تحت ذريعة زائفة.

و يعيد الواقع إلى الأذهان المثل القديم من الهند البريطانية: "إذا تشاجرت سمكتان في البركة، فاعلم أن إنجلترا قد سبحت فوقهما".

إن البريطانيين يتميزون بأعلى مستويات الاحتراف في تحريض الشعوب ضد بعضها، وبفضل هذه الاستراتيجية، نجحوا في بناء أكبر إمبراطورية في تاريخ البشرية، ورغم أن الولايات المتحدة قد تظهر أقل احترافية في ذلك، إلا أن العمل الأمريكي البريطاني المشترك يظل فعالًا.


بوادر ظهور الحرب العالمية الثالثة

تتسارع آراء حول ما إذا كانت الحرب العالمية الثالثة قد بدأت بالفعل أم إذا كنا على أعتابها، وفي حالة الاعتقاد الأخير، يرجع ذلك إلى أن العديد من الدول الهامة في "الجنوب العالمي" لا تزال تسعى للحفاظ على الحياد.

في ظل التوترات الجارية، شهدنا الهجوم على ناقلة النفط Chem Pluto المرتبطة بإسرائيل والمتجهة إلى الهند، يبدو أن هذا الحادث ليس إلا البداية، البنتاغون اتهم إيران بهذا الهجوم، في حين تنفي إيران أي تورط لها، ويُتوقع أن تشهد الأشهر القادمة المزيد من تلك الحوادث.

الهدف القادم يتجه نحو الحرب على اتصالات النقل البحري لروسيا والصين، حيث يبدو أن الغرب يستعد لفتح جبهة جديدة، ولبدء هذه الحملة، يلزم وجود ذريعة، وفي عام 2024 أو في العام المقبل على الأقل، يُتوقع أن يقوم الأنغلوساكسونيون بتصعيد التوتر حول تايوان، فتنطلق بعد ذلك حملة ضد الاتصالات البحرية الصينية.

تتوقع السيناريوهات أن تكون المملكة المتحدة هي الأولى في الهجوم على روسيا في البحر الأسود، وذلك باستهداف السفن التجارية الروسية عبر أوكرانيا، وفي الوقت نفسه، يتيح قصف الحوثيين للسفن الإسرائيلية والأمريكية فرصة للأنغلوساكسونيين لتوجيه اللوم إلى اليمن.

في هذا السياق، يبدو أن الحوثيين يعملون بشكل غير حكيم، حيث يحاولون الخروج من الفلك الأمريكي، ولكنهم يبحثون عن أدنى تكلفة، وفي هذه الأوضاع، يتضح أن تهديد الحوثيين بضرب المنشآت النفطية في الخليج يدفع الأنغلوساكسونيين نحو العبث بالمنطقة.

من الناحية الأخرى، يجب على الحوثيين أن يأخذوا عبرة من بوتين ويسعوا لتقديم صورة لطيفة عن أنفسهم، وأن يظهروا جاهزيتهم للسلام والتفاوض، في هذا السياق، يجب عليهم تقديم ضمانات بعدم نية قصف أهداف سعودية أو إماراتية، وتجنب إعطاء الأنغلوساكسونيين فرصة لدفع المملكة العربية السعودية نحو الحرب.

مع التطورات السريعة، يتسارع الوضع في المنطقة، وهو ما يمنح بريطانيا والولايات المتحدة الفرصة لتأليب شعوب المنطقة ضد بعضها البعض، يبدو أن الحوثيين وإيران سيواجهون تحديات كبيرة لاحتواء التوترات وتجنب تصعيد الأزمة.