هآرتس: إسرائيل في "مأزق استراتيجي" بسبب حرب غزة

العدو الصهيوني

جيش الأحتلال
جيش الأحتلال

تجد إسرائيل نفسها في "مأزق استراتيجي" بسبب الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر الماضي مع حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة. وتشير تحليلات نشرتها صحيفة هآرتس الإسرائيلية إلى أن هذه الحرب تسببت في تكاليف تجاوزت 18 مليار دولار، وعادت صراعات إسرائيل غير المحلولة مع الفلسطينيين وحزب الله إلى الواجهة الإقليمية.

وفي هذا السياق، يعتبر الكاتب عاموس هاريل أن إسرائيل تواجه مأزقًا استراتيجيًا يتمثل في محاولاتها لمواجهة حماس وحزب الله، بالإضافة إلى التحديات التي تواجهها في الجبهة الداخلية والرأي العام الإسرائيلي.

ويشير هاريل إلى أن الجيش الإسرائيلي يعتمد على استراتيجية تدريجية وتراكمية للتصدي للتهديدات الأمنية، وذلك من خلال تدمير البؤر العسكرية والهجمات على الأنفاق وقتل المسلحين وتدمير تجهيزاتهم القتالية.

 ومع ذلك، يؤكد الكاتب أن الرأي العام الإسرائيلي له أهمية كبيرة، حيث يتأثر بشكل سلبي بتكاليف الحرب ويشعر بأن الإنجازات أقل من المتوقع.

ويشير الكاتب إلى أن التهديدات الأمنية التي كانت محدودة في السابق وسمحت للإسرائيليين بممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي، قد ازدادت بشكل كبير بعد الحرب مما أدى إلى تغير جذري في الحياة اليومية للإسرائيليين.

ويشير هاريل إلى أنه في الوقت الحالي ليس من الواضح كيفية الخروج من هذا المأزق، ومن الممكن أن ينشأ وضع يتم فيه شن حرب استنزاف طويلة الأمد على الحدود. ولا يزال هناك خطر من تصاعد الصراع في الجبهة اللبنانية، خاصة مع التوترات المتصاعدة مع إيران وحزب الله.

ويؤكد الكاتب أن هذا الصراع المستمر مع حماس وحزب الله قد أعطى دفعة للمنظمات الأخرى في المنطقة التي تطمح للتحالف والتصدي لإسرائيل. ويشير إلى أن التهديدات التي تطرحها إيران وحلفاؤها لا تزال محدودة، ولكن يفاقم الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين وحزب الله التوترات الإقليمية والدولية.

 ويعزز الكاتب أهمية إيجاد حل سياسي للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني وحل القضية الفلسطينية بشكل عام، مع إقامة دولة فلسطينية مستقلة وسط إسرائيل.

إسرائيل والتوجه الاستراتيجي

وفي الوقت الحاضر، يعتقد الكاتب أن إسرائيل بحاجة إلى توجيه استراتيجي جديد يركز على الحوار والتفاوض مع الفلسطينيين وتعزيز الثقة المتبادلة، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الإقليمي مع الدول العربية المعتدلة. ويشدد على ضرورة إيجاد حلول سياسية للصراعات الإقليمية والتعاون مع الجهود الدولية للتوصل إلى سلام شامل ومستدام في المنطقة.

إن مأزق إسرائيل الاستراتيجي يتطلب تفكيرًا جديدًا ومرونة في النهج السياسي والأمني. ومن المهم أن تتعاون إسرائيل مع المجتمع الدولي وتعمل على بناء شراكات إقليمية قوية لتعزيز الأمن والاستقرار. كما يجب أن تولي إسرائيل اهتمامًا كبيرًا لتعزيز العدل الاجتماعي والاقتصادي وتقليل التوترات الداخلية، لأن الاستقرار الداخلي هو جزء أساسي من الأمن الوطني.