لماذا يضع الاحتلال مدينة خانيونس هدفًا رئيسيًا له في الحرب؟

تقارير وحوارات

مدينة خانيونس
مدينة خانيونس

 

69 يومًا من الخراب والتدمير والتشريد، من قتل الأطفال والنساء والرجال العزل، من الجوع والعطش، فمنذ السابع من أكتوبر وأهل القطاع يعيشون كل هذه المعاناة، وسط وحشية من الاحتلال.

استهداف خانيونس

فعلى الرغم من النداءات للسكان باللجوء إليها، استهدف الاحتلال مدينة خانيونس، التي تقع جنوب قطاع غزة، كهدف رئيسي في الحرب الدائرة منذ 7 أكتوبر الماضي.

وتوسعت العمليات العسكرية لتشمل مناطق القطاع بأكمله، حيث أمرت بإخلاء المدينة والمناطق المحيطة بها استعدادًا لعملية برية.

ويُعتبر خانيونس مدينة تاريخية وثاني أكبر مدينة في غزة من حيث السكان والمساحة.

وقد شنت إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية الكثيفة على مناطق متعددة في خانيونس، حيث استهدفت طائراتها الحربية مناطق معن، وبني سهيلا، والشيخ ناصر.

كما قصفت المناطق المحيطة بمستشفى ناصر، حسب التقارير التلفزيونية الفلسطينية، وأكد الجيش الإسرائيلي تنفيذ غارات مكثفة تركزت على المدينة باستخدام أحزمة نارية عنيفة.

أسباب سعى الاحتلال لتهجير سكان خانيونس

وهناك عدة أسباب لسعى الاحتلال الإسرائيلي في تهجير سكان مدينة خانيونس، وهي كالآتي:

القيادة البارزة لحماس، فيُعتقد أن خانيونس هي مسقط رؤوس محورية في حركة حماس، بما في ذلك القادة البارزين مثل يحيى السنوار ومحمد الضيف.

كما يعتقد جيش الاحتلال الإسرائيلي أن هؤلاء القادة يديرون عمليات حماس من هذه المنطقة.

معتقدات الجيش الإسرائيلي، فيُعتقد أن قادة حماس وكبار المسؤولين يستترون في خانيونس، مما يجعل المنطقة هدفًا محتملًا للهجوم بهدف استهداف القيادة الحركية لحماس.

واستراتيجية الجيش الإسرائيلي، حيث تُعتبر تلك العمليات جزءًا من استراتيجية إسرائيل لتقليل قدرة حماس على العمل والتنظيم داخل القطاع.

لذلك يسعى الاحتلال في استهداف خانيونس وتحديد المنطقة التي يُطلب من السكان إخلاؤها، وذلك كجزء من سياسة جيش الاحتلال الإسرائيلي للحد من نفوذ وقدرة حركة حماس في القطاع.

فالحملة القصفية الإسرائيلية أدت إلى نزوح نحو 80% من سكان غزة، الذين يبلغ عددهم 2.3 مليون نسمة، مما تسبب في تحويل القطاع الساحلي إلى حطام.

استراتيجية الاحتلال في هذه المنطقة

إسرائيل تتبع استراتيجية محددة في جنوب غزة، وهي:

تركيز الاحتلال على استخدام المعلومات التي تحصلت عليها حول وجود قادة حماس في خانيونس، وتعتمد على اعترافات عناصر حماس ومسلحين تم القبض عليهم خلال عملياتها في شمال غزة.

والهدف من استراتيجية الجيش الإسرائيلي في الجنوب هو استهداف قادة حماس باستخدام هذه المعلومات.

كما أن البعض ينتقد هذه الاستراتيجية، معتبرين أنها لن تقلل كثيرًا من التأثير البشري الذي تسببت فيه العمليات الإسرائيلية.

وهناك محاولات من إسرائيل للوصول إلى اتفاق أفضل بشأن الإفراج عن أسراها لدى حماس.

كما أن العمليات العسكرية تركز على رفح بسبب وجود أنفاق التهريب التي تعزز قدرات حماس العسكرية.

وهذه الاستراتيجية تعكس تركيز الاحتلال على تحديد القادة الحركيين لحماس وتقليل قدرتهم على التنظيم والعمل داخل القطاع.

تاريخ خانيونس

وخانيونس تمثل تاريخًا طويلًا من الصمود والحضور الثقافي والتاريخي في المنطقة.

فقد تأسست في العصور القديمة وترتبط بالعديد من الحقب التاريخية:

ففي العهود الوسطى، يُرجع تأسيسها إلى فترة المماليك الجراكسة والسلطان المملوكي برقوق الذي حكم مصر وبلاد الشام في القرن الرابع عشر.

ولها دور بارز في الأحداث التاريخية، حيث شهدت مشاركة بارزة في صد الغزو البريطاني ولعبت دورًا هامًا خلال حروب 1956 و1967، حيث أظهرت إرادة قوية وصمودًا لا مثيل له.

و استقبال اللاجئين الفلسطينيين، فبعد حرب عام 1948، استضافت المدينة عددًا كبيرًا من اللاجئين الفلسطينيين الذين لا يزالون يعيشون في معسكرات داخل المدينة.

بالإضافة إلى معالمها التاريخية، حيث تشتهر بقلعة برقوق الأثرية، وتمثل شاهدًا على التاريخ لأكثر من 632 عامًا، بالإضافة إلى مقام إبراهيم الخليل الذي يوجد في قرية عبسان الكبيرة.

والصمود والتحديات، فتعرضت للعديد من التحديات بما في ذلك الهجمات العسكرية والحصارات من إسرائيل، مما أثر على بنيتها التحتية وأدى إلى وضعها المنكوب.

لذلك فإن خانيونس باتت تمثل رمزًا للصمود والتاريخ في وجه التحديات المستمرة التي واجهتها عبر السنوات، وبقيت معالمها التاريخية وشواهدها القديمة تشهد على عمق تاريخها واستمراريتها.