"مهرة عربية تحللها بغل" الحسناء هند بنت المهلب التي أذلت الحجاج الثقفي ورفعت لواء الدفاع عن أسرتها

الفجر الرياضي

هند بنت المهلب والحجاج
هند بنت المهلب والحجاج بن يوسف الثقفي

“وما هند إلا مهرة عربية سليلة أفراس تحللها بغل فإن ولدت فحلا فلله درها وإن ولدت بغلا فجاء به البغل” هند بن المهلب عن الحجاج بن يوسف الثقفي.

هند بنت المهلب بن أبي صفرة، تعد واحدة من أشهر نساء القرن الهجري الأول في عصر الدولة الأموية، وتزوجت من الخليفة عبد الملك بن مروان وكانت قد تزوجت أشهر ولاته الحجاج بن يوسف الثقفي، اشتهر عن هند جمالها وفصاحتها وبلاغتها ورجاحة عقلها فكانت من أشهر النساء في التاريخ الإسلامي.

علم غزير 

تعلمت هند منذ صغرها، وروت عن أبيها المهلب بن أبي صفرة وعن الحسن البصري وأبي الشعثاء جابر بن زيد، كما روى عنها أبن أخيها حجاج ابي عيينة بن المهلب وأخوه محمد بن أبي عيينة، وزياد بن عبد الله القرشي، وأبو سلمة مولى العتيك ومن النساء أم عبد الله العتكي.

وذكرت أن جابر بن زيد كان يزروهم دائما، وكان يعلمها أمور دينها، وقالت عنه “كان يأمرني أين أضع الخمار من جبهة المرأة”.

ومن أقوالها "إذا رأيتم النعمة مستدبرة فبادروها بالشكر قبل حلول الزوال».  (إن 

انقلاب الزمان وحوادث الأيام

 هند ابنة القائد التابعي المهلب بن أبي صفرة التي تنتمي إلى قبيلة العتيك الأزدية، تزوجت من الحجاج بن يوسف الثفي الرجل الأول في الدولة الأموية.

فكان الحجاج يرتب بآل المهلب بن أبي صفرة القائد الشهير ووجهه لحرب “الخوارج” لكن الزمان لا يستقر لأحد، حيث انقلب عليهم الحجاج ووضع أهلها في السجن لمدة 4 سنوات (86-90 هجريا).

“لجوج حقود حسود” الحجاج وصف نفسه بهذا الوصف، حيث انقلب على آل المهلب وحبس يزيد أخو هند وكانت تسمع صراخه وهو يعذب في السجن، ليطلقها الحجاج خوفًا من أن تنتقم منه وتقتله.

واختلف سبب طلاقهم في رواية أخرى، حيث روي أن الحجاج رأى فيما يرى النائم اقتلاع عينيه، وكان متزوج بهند وأخرى تسمى هند بنت أسماء ليطلقهما على الفور.

حمل إلى الحجاج خبر وفاة أخاه محمد بن يوسف في يوم وفاة ابنه محمد بن الحجاج فعلم أن هذا هو تأويل رؤيا اقتلاع عينيه حيث قال: والله هذا تأويل رؤياي من قبل، محمد ومحمد في يوم واحد، إنا لله وإنا إليه راجعون.

فقال الفرزدق عن تلك الحادثة:

 إِنَّ الرَزِيَّةَ لا رَزِيَّةَ مِثلُها..لِلناسِ فِقدُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدِ مَلَكَينِ قَد خَلَتِ المَنابِرِ مِنهُما.زأَخَذَ المَنونُ عَلَيهِما بِالمِرصَدِ

وفي قصة أخرى، تؤكد دفاع هند عن يزيد أخوها حين حبسه الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز، فقالت له: يا أمير المؤمنين علام حبست أخي؟ قال: تخوفت أن يشق عصا المسلمين. فقالت له: فالعقوبة بعد الذنب أو قبل الذنب؟

قصة زاوج المهرة العربية

رأي الحجاج بن يوسف الثقفي هند بنت المهلب، فأعجب بها وأراد أن يتزوجها لكنها كانت ترفض الزواج بها، ليفكر الحجاج في طلب يدها من الخليفة عبد الملك بن مروان ليكتب لوالدها كتاباً كي يزوجه إياها، لكنها أصرت أن يمزق كتاب الخليفة ثم يطلبها من والدها، وهو ما حدث.

بعد عام واحد من الزواج، كانت هند تردد أبياتاً من الشعر متباهية بجمالها أمام المرآة، وحين دخل عليها الحجاج قالت:

وما هند إلا مهرةٌ عربيةٌ.. سليلة أفراسٍ تحللها بغل

 فإن أتها مهر فلله دره.. وإن أتاها بغل فمن ذلك البغل

زوجة الحجاج بن يوسف الثقفي – لاينز

هنا استشاط الحجاج غضبًا، وأرسل لها مع خادمه رسالة، حيث قاله له أخبرها بكلمتين فقط “كنت فبنت” والتي معناها أنها طلقت، لترد بفصاحتها المعروف عنها "كنا فما فرحنا.. فبنا فما حزنا” ثم أعطت الخادم مهرها كاملاً (200 ألف دينار) مكافأة له بعد هذا الخبر السعيد. 

وقيل أن هذه القصة حدثت أثناء زيارتها لإحدى الطبيبات بسبب عدم إنجابها الأولاد.

الدينار والدرهم

 لم يمر زمن طويل حتى أُعجب الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بهند بنت المهلب نظرًا لذكائها وجمالها، لتوافق على الفور من إتمام الزواج انتقامًا من زوجها السابق الحجاج. 

ومن كيد النساء، أنها اشترطت أن يقود الحجاج بنفسه الهودج الذي سيقودها مع زوجها الجديد إلى دمشق دمشق، ففعل ذلك بأمر من الخليفة رغمًا عنه.

أذلَّت الحجاج وأجبرته على المشي حافياً.. كيف كسرت هند بنت المهلب جبروت والي  العراق؟ -

لم تكف هند بن المهلب عن قصة الهودج وحسب، لكنها حينما وصلوا إلى دمشق رمت على الأرض شيئًا “دينار”، وقالت لخدمها ابحثوا عن "الدرهم"، فلم يعثر الحجاج إلا على الدرهم ولم يجد الدينار، فكان مقصدها أن الله عوضها عن الدرهم (الحجاج بن يوسف الثقفي) دينارًا (عبدالملك بن مروان).

 ففهم الحجاج ما ترمي إليه، ثم قال لها:

 فإن تضحكي مني فيا طول ليلى تركتك فيها كالقبى تبكين

 فأجابته: فالمال مكتسب والعز مرتجع إذا النفوس وقاها الله من عطب

 ظلت هند على قيد الحياة بعد مقتل أخواتها في عهد الخليفة يزيد بن عبد الملك، لتموت في عمان عام 102 هجريًا بعدما عاشت فترة ببلدة “أدم” وبنت مسجدًا يعرف باسم مسجد المهلبية.