بتكلفة 48 مليون جنيه.. كل ما تريد معرفته عن متحف إيمحتب بعد تطويره

تقارير وحوارات

متحف إيمحتب
متحف إيمحتب

افتتح أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار، متحف إيمحتب بمنطقة سقارة الأثرية وذلك بعد الانتهاء من مشروع ترميمه وإعادة تأهيله بتكلفة 48 مليون جنيه.

متحف إيمحتب

يقع مشروع تطوير متحف إيمحتب بمنطقة سقارة الأثرية، ويعد أحد أجمل متاحف المواقع الأثرية والذي يحكي قصة أقدم البنائين في مصر وهو المهندس إيمحتب الذي قام ببناء هرم زوسر المدرج، أول بناء يتمّ إنشائه من الحجر في التاريخ، وقصة المصري القديم الذي بدأ بتقطيع الحجر وتشييد أعظم الآثار.

وموقع المتحف بمنطقة آثار سقارة يضيف إلى أهميته الكبيرة لكونها أحد المواقع الأثرية المسجلة على قائمة التراث العالمي لليونسكو والتي يحرص السائحون على زيارتها.

واحتفظ المتحف بنفس سيناريو العرض القديم الخاص به، وذلك للحفاظ علي القيمة التفسيرية للقطع الأثرية المعروضة به والتعرف على كل ما يخص المهندس المعماري الفريد "إيمحتب" الذي قام ببناء المجموعة الهرمية للملك زوسر.

سيناريو العرض المتحفي

يركز سيناريو العرض للمتحف على 3 موضوعات هي تسليط الضوء على الطرز المعمارية والفنية بسقارة، وتطور أساليب الدفن ومقتنياتها خلال العصور المصرية القديمة وعن المهندس إيمحتب.

وتم إضافة 6 فتارين للعرض المؤقت بها نحو 70 قطعة أثرية من أهم القطع التي اكتشفتها البعثة الأثرية المصرية برئاسة الدكتور مصطفي وزيري، بمنطقة سقارة.

ويعود تاريخ المتحف لعام 1997 م حيث تم افتتاحه لأول مرة ثم إغلاقه في مارس 2022، لتطويره وإعادة تأهيله وافتتاحه اليوم بتكلفة بلغت نحو 48 مليون جنيه لإضافة مزارا جديدا بالمنطقة.

ومن أهم ما يميز المتحف وجود أول أدوات جراحة عرفها العالم تعود لنهاية الأسرة الخامسة وكذلك أقدم مومياء ملكية لمري رع رابع ملوك الأسرة السادسة، بالإضافة إلى بعض القطع الأثرية من مومياوات حيوانية نادرة، مثل شبل الأسد والنسناس والقطط والنمس وغيرها.

وعن مشروع تطوير وإعادة تأهيل متحف إيمحتب، أوضح العميد مهندس هشام سمير أن مشروع التطوير تتضمن أعمال تنسيق الموقع العام الخارجي للمتحف بدءًا من مدخل المنطقة الأثرية وحتى مدخل المتحف الرئيسي والتي تتمثل فى تغيير الأرضيات الحجرية التالفة وصيانة ورفع كفاءة وتعلية الأسوار المحيطة بمسار الزيارة، وتطوير شبكات الري بمنطقة الزراعات.

كما تم تطوير الحديقة المتحفية وإنشاء برجولة ذات طابع مصري قديم، فضلا عن أعمال تطوير ورفع كفاءة البنية التحتية، ورفع كفاءة نظام الكهرباء ووحدات التكييف المركزي للمتحف، وتحديث المنظومة الأمنية داخل وخارج المتحف بتركيب كاميرات مراقبة ذات تقنية فنية عالية، وتحديث أنظمة الانذارات، وإنشاء غرفة تحكم أمنية بها أحدث الأجهزة والشاشات، بالإضافة إلى صيانة وترميم واجهة المتحف وواجهات المباني الإدارية والخدمية، وقاعات العرض المتحفي، وصيانة ورفع كفاءة أرضيات مبني المتحف.

كما شمل مشروع ترميم وتطوير المتحف، تطوير أعمال الإضاءة التخصصية البانورامية للموقع العام، وتحديث نظام إضاءة العرض المتحفي داخل فتارين العرض وخارجها، وتحديث إضاءة قاعة التهيئة المرئية، واستحداث معمل ترميم، بالإضافة إلى تطوير الخدمات المقدمة للزائرين بما يعمل على تحسين التجربة السياحية لزائري المتحف حيث تم تطوير مسار الزيارة وتزويد المتحف بعدد من اللوحات الإرشادية والمعلوماتية، وتحديث بيانات بطاقات العرض المتحفي، فضلا عن توفير كافة سبل الإتاحة للزيارة الميسرة من ذوي الهمم حيث تم عمل مسارات خاصة بهم وكذلك دورات مياه.

الجدير بالذكر أن تاريخ إنشاء متحف إيمحتب يعود لعام 1997، وتبلغ مساحته نحو 1500 متر، ويضم 286 قطعة أثرية معروضة، موزعة في 6 قاعات داخل 27 فاترينة عرض، بالإضافة إلى نحو 70 قطعة أثرية داخل 6 فتارين للعرض المؤقت والمكتبة.

مقتنيات متحف إيمحتب

يُعرض بالقاعة الأولى قطعة حجرية نادرة وهي عبارة عن قاعدة لتمثال الملك "زوسر"، والتي تحتوي على ألقاب المهندس والطبيب "إيمحتب"، أما القاعة الثانية فهي مكتبة المهندس وعالم الآثار الفرنسي الراحل "جان فيليب لوير"، الذي عمل لمدة 75 عامًا في سقارة للكشف المجموعة الهرمية للملك زوسر، في حين تضم القاعة الثالثة أهم نماذج العناصر المعمارية بمجموعة هرم زوسر، والقاعة الرابعة التي تسمي قاعة مقابر سقارة والتي تحتوي على أهم مقتنيات ملوك الأسرة الخامسة والسادسة، من أبرزها مومياء الملك "مري إن رع" أحد ملوك الأسرة السادسة، والتي تعتبر أقدم مومياء ملكية.

أما القاعة الخامسة تعرض عددًا من الأواني المختلفة الأشكال والأحجام، اكتشفت داخل هرم الملك زوسر وبعض ملوك الأسرة الثانية وتسمي قاعة طرز سقارة، كما تحتوي أيضًا على أهم منحوتات النماذج الخشبية والحجرية لكبار الموظفين.

في حين تضم القاعة الأخيرة والمعروفة باسم قاعة البعثات، أهم نتاج حفائر البعثات المصرية والأجنبية التي عملت في سقارة، من بينها أهم وأقدم مجموعة من أدوات الجراحة  في التاريخ، وكذلك التماثيل البرونزية للمعبودات المصرية، هذا وقد تم تزويد المتحف بقاعة للتهيئة المرئية تعرض مواد فيلمية عن أهمية منطقة سقارة الأثرية.