"الكيبوتس".. هل أنهت عملية طوفان الأقصى حلم إسرائيل؟

تقارير وحوارات

الكيبوتس
الكيبوتس

هل تنتهي فكرة الكيبوتس بعد هجوم السابع من أكتوبر 2023 وعملية طوفان الأقصى على مستوطنات غلاف غزة، تساؤل يبحث عن إجابته الكثيرون من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني وحتى من المتابعين للقضية الفلسطينية.

ما هي الكيبوتس؟

الكيبوتس هي مستوطنة زراعية وعسكرية وعبارة عن تجمع سكني تعاوني تضم جماعة من المزارعين أو العمال اليهود الذين يعيشـون ويعملون سـويا، ويبلغ عددهم ما بين 40 و1500 عضو في الغالب.

والكيبوتس من أهم المؤسسات التي تستند إليها الحركة الصهيونية في فلسطين (قبل 1948) أو إسرائيل (بعد تأسيسها) حيث أثرت على الحياة السياسية والاجتماعية في إسرائيل حتى بداية الثمانيات وقتما بدأ انحطاطها.

والكيبوتس كيان مستقل إداريا على السلطات المحلية ويوفر خدمات تعليمية وصحية وحرفية معتمدا على جهود ذاتية للمقمين فيه ويلقى دعمًا من الدولة العبرية.

مصير الكيبوتس بعد عملية طوفان الأقصى

قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية والقيادي بحركة فتح، إن فكرة الكيبوتس أو المستوطنات هي الفكرة التي قامت عليها دولة إسرائيل من البداية وهي عبارة عن نظام اشتراكي زراعي يقوم على استقدام المستوطنين اليهود من أنحاء العالم ومنحهم أراضي ومساعدات من الحكومة ومن ثم شراء منتجاتهم لتزويدهم بالأموال.

وأضاف "الرقب"، في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أن هذه المستوطنات موجودة في الضفة الغربية بشكل كبير جدا إلى جانب منطقة غلاف قطاع غزة.

وأكد أن بعد هجوم 7 أكتوبر 2023 ستكون العودة للإقامة في هذه المستوطنات صعبة، لكنهم سيعودون مرة أخرى لأن هذا النموذج الذي يغذي الدولة اليهودية ويضمن توسعها وتقوم عليه من الأساس.

وأوضح الدكتور أيمن الرقب أنه من المستبعد أن ينتهي هذا المشروع الاستيطاني ولكن ستكون العودة صعبة ما دام استمرت الحرب دائرة بين الطرفين ولن يعود من هرب من المستوطنين إلا بعد توقف هذا الصراع والنزاع الدائر.

هل يعود مستوطنو الغلاف؟

قال الدكتور جمال زحالقة، رئيس حزب التجمع الوطني في أراضي 48 وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق، إنه في ظل حالة كارثية وموت وجرح وأسر نحو 20% من سكان مستوطنات غلاف غزة، تم إخلاء المنطقة بالكامل، وسط شعور بغياب الثقة بالدولة وبأجهزتها السياسية والأمنية منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023.

وأضاف "زحالقة" في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أنه ظهرت منذ الهجوم ثلاثة توجهات، ينقسم وفقها المستوطنون: الأول سيعود إلى مكان سكنه، وهم كبار السن المشبعين بالعقيدة الاستيطانية الصهيونية، والثاني، يقول إنه لن يعود مهما حصل، ومعظمه من الشباب المصدوم بهول ما حدث.

أما القسم الثالث، وهو الأغلبية، فيشترط عودته بالقضاء على أي إمكانية للتعرض لتهديد أمني حاضرا ومستقبلا، وهم لا يكتفون بتشديد الإجراءات الأمنية من حراسة ومراقبة وانتشار للقوات العسكرية على الحدود، بل يربطون عودتهم بما يسمونه القضاء على حماس.

وتابع أن سكان 22 مستوطنة يأملون في العودة لكن تمنعهم فكرة وجود تهديد أمني حسب ما ذكره الجنرال احتياط جيورا آيلاند الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي.

وذكر الجنرال الإسرائيلي أيضا أنهم بحاجة إلى برهان بالفعل والعمل أنه لم يعد هناك تهديدا ولا يمكن تحقيق هذا الهدف بالقصف الجوي، وهناك شك في ما إذا كان من الصحيح المخاطرة باجتياح بري طويل الأمد.

وأوضح أنه لا يوجد مفر أمام إسرائيل سوى تحويل غزة بشكل مؤقت، أو دائم، إلى مكان لا يمكن العيش فيه، حتى يتمكنون من العودة.

وأكد الدكتور جمال زحالقة أنه لأن الاستيطان هو عصب الصهيونية فإن إنهاء الحرب، دون عودة المستوطنين إلى الغلاف سيشكل ضربة استراتيجية للدولة الصهيونية.