هل ستلجأ مصر لقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بعد البحرين والأردن؟.. خبراء يجيبون

الفجر السياسي

مبنى وزارة الخارجية
مبنى وزارة الخارجية المصرية

تزامنا مع استمرار الاعتداءات الغاشمة والوحشية من قِبل كيان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، فقد أعلنت دول أمريكا اللاتينية والمملكة الأردنية والبحرين، طرد سفراء الاحتلال الإسرائيلي من بلادهم وسحب سفرائهم من تل أبيب، وقطع العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل.

قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل


وحول الموقف المصري تجاه اللجوء إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل والقيام بطرد السفير الإسرائيلي وسحب السفير المصري، كشف عدد من الخبراء والمحللين السياسيين، عواقب هذا القرار على قطاع غزة، خاصةً أن مصر هي الدولة الوحيدة التي لها تواصل مع الاشقاء الفلسطينيين، وكذلك تأثيره على الجانب الإسرائيلي فيما يتعلق بالتطبيع.

الدكتور أحمد قنديل
الدكتور أحمد قنديل

من جانبه، قال الدكتور أحمد قنديل، رئيس وحدة الدراسات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، الخبير السياسي، إن هناك وجهتي نظر حول قطع العلاقات الدبلوماسية لمصر مع إسرائيل، موضحًا أن وجهة النظر الأولى ترى أن قطع العلاقات الدبلوماسية وسحب السفراء رسالة قوية تعبر عن رفض استمرار العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة، بينما ترى وجهة النظر الثانية أن وجود السفراء واستمرار العلاقات هو الذي سوف يضغط من أجل تغيير الممارسات الإسرائيلية، وهذه السياسات العدوانية.

قطع العلاقات لن يكون مفيدًا


وأوضح "قنديل" في تصريح خاص لـ "الفجر"، أن مصر تميل إلى اتباع وجهة النظر الثانية، حيث أن مصر هي الدولة الوحيدة التي لها تواصل أرضي وجغرافي مباشر مع الأشقاء الفلسطينيين، وبالتالي فإن قطع العلاقات لن يكون مفيدًا لهم، بل بالعكس ربما يكون ذلك مؤثرًا على الجهود الدبلوماسية لإدخال المساعدات الإنسانية، ووقف العمليات العسكرية فورًا، ومنع التوغل البري الإسرائيلي في قطاع غزة.

وعن فرض حدوث وجهة النظر الأولى وقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، والعواقب المترتبة على ذلك السيناريو، أوضح "قنديل"، قائلًا: على المدى القصير لا يكون له تأثير، وذلك لأن رد الفعل الإسرائيلي جاء ردًا على ماتم نتيجة "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر، والذي يمكن وصفة بـ "الثور الهائج" في الوقت الحالي نتيجة الضربة القوية التي قامت بتوجيهها كتائب القسام، وما نتائج عنه من وقوع ضحايا كثيرة من الشعب الإسرائيلي على نحو غير مسبوق، وكذلك وجود أسرى إسرائيليين لدى حماس يُمثل أحد عوامل رد الفعل الإسرائيلي وانتقامه لهذا الحدث الضخم.


ستظل المنطقة على شفا بُركان يمكنه الانفجار 


وبشأن تأثير قطع العلاقات الدبلوماسية على اسرائيل على المدى المتوسط والطويل، أوضح الخبير في الشأن السياسي، قائلًا: بالطبع سيكون له تأثير وسوف يعرقل من إمكانية المُضي في قطار التطبيع والمصالحة واستئناف العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وباقي الدول العربية التي يتم التوصل إلى اتفاقيات سلام معها، ومنها السعودية على سبيل المثال، وبالتالي سوف تظل المنطقة على شفا بركان يمكنه الانفجار في أي وقت نتيجة نمو الكراهيه والعداء بين العرب وإسرائيل.

الدكتور عماد الأزرق
الدكتور عماد الأزرق

 

وجود نقطة اتصال مهم في الوضع الحالي 

فيما أوضح الدكتور عماد الأزرق، المتخصص في الشأن الآسيوي، قائلًا: كل دولة يكون له حساباتها السياسية في ضوء الأحداث والمعطيات المتاحة أمامها، مشيرًا إلى أن مصر تلعب دورا مهما في الوساطة بين حركة حماس والكيان الإسرائيلي للتخفيف من حِدة الأزمة في قطاع غزة من خلال لعب دور محوري في الوساطة والاستعانة بالضغوط الأمريكية والأوروبية، وبالتالي وجود نقطة اتصال بين مصر وإسرائيل مهم للغاية في ضوء الوضع الحالي.

وأضاف في تصريح خاص لـ "الفجر"، أنه ربما مع تطور الأحداث قد تلجأ مصر إلى سحب سفيرها في إسرائيل مع الإبقاء على قنوات الاتصال الأمنية التي تقوم بعملية التواصل مع الجانب الإسرائيلي، موضحًا أن تطور الأحداث في المنطقة هو الذي سوف يُحدد موقف سواء بالإبقاء على سفيرها في تل أبيب أو سحبه.

القمة العربية ١١ نوفمبر

وأردف قائلًا: أتصور ربما سيكون هناك قرار جماعي في خلال القمة العربية المُزمعة في ١١ نوفمبر، فقد يكون هناك اتجاه عربي لاتخاذ إجراءات مضادة لإسرائيل أقلها سحب السفراء العرب، خاصةً فيما يتعلق بدول الخليج ودول المغرب العربي.

الوضع الأمني هو الحاكم

وأشار الخبير في الشأن الآسيوي، إلى أنه إذا حدث ذلك وقامت مصر بسحب سفيرها من تل أبيب، فتكون هذه ليست المرة الأولى التي ستقوم فيها مصر بسحب سفيرها، فقد تم ذلك أكثر من مرة، مؤكدًا أن الوضع الأمني هو الذي يحكم العلاقات بين مصر وإسرائيل، من خلال التزام إسرائيل بعدم تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وكذلك التزامها بعدم ضرب ممر "صلاح الدين" المرافق للحدود المصرية وقطاعات غزة، والالتزام بتحذير مصر من ضرب هذا الممر، وكذلك الحفاظ على أمن مصر وعدم الاعتداء مرة أخرى على النقاط الأمنية سواء على الحدود أو داخل سيناء، لافتًا إلى أنه هناك محددات كثيرة للعلاقات بين البلدين والوضع الأمني هو الذي سيحدد  ذلك التوجه.