البدو العرب في فلسطين بين مطرقة إسرائيل وسندان المقاومة

العدو الصهيوني

بوابة الفجر

بعد انتهاء حرب عام 1948 بين العرب وإسرائيل، فرَّ معظم البدو الذين كانوا يعيشون في الجزء الجنوبي من النقب من المنطقة أو تم طردهم بالقوة، حيث هاجروا إلى الأردن وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة.

وخلال تلك السنوات، سعت السلطات الإسرائيلية إلى تجميع البدو الذين بقوا في مناطق أصغر في الصحراء، ومن ثم سعت لنقلهم إلى بلدات جديدة تم بناؤها خصيصًا لهم.

ومع ذلك، رفض العديد منهم هذا النقل، حيث كانوا مترددين عن التخلي عن طريقة حياتهم التقليدية.

يُقدر الآن أن هناك حوالي 300,000 بدوي في النقب، ويُقدر أن حوالي 100,000 منهم يعيشون في قرى بدوية بدون خدمات كهربائية أو مياه جارية أو طرق معبدة.

وبناءً على عدم اعتراف الحكومة رسميًا بالقرى، فإن بناء منازل دائمة للبدو يُعتبر غير قانوني.

 يعيشون في أكواخ صغيرة، تحت تهديد مستمر بالهدم، في مجتمعات تفتقر إلى أنظمة الإنذار من الصواريخ وملاجئ من القنابل وحماية من نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي المعروف بـ "القبة الحديدية".

وسعى البدو لعقود طويلة للحصول على اعتراف إسرائيل بقراهم وتوفير الخدمات الأساسية لهم، بالإضافة إلى الحماية من هجمات الصواريخ، لكن نداؤهم لم يجد صدى كبيرًا، وذلك لأن هجوم حماس  وضعهم في موقف الحرج وزادت من مشاكلهم القديمة مع الحكومة.

قال طالب الصنعة، زعيم بدوي، "كمواطنين نعاني مرتين، نعاني من سياسات التمييز الإسرائيلية ونعاني من الحرب، حيث نعيش بدون ملاجئ وبدون أي شيء ليحمينا من القنابل."

ما بعد 7 أكتوبر

لقي ما لا يقل عن 17 شخصًا مصرعهم وتم اختطاف سبعة بدويين آخرين في هجمات حماس، من القرى المنتشرة في النقب ومنطقة رهط، وهي أكبر مدينة في منطقة جنوب إسرائيل الفقيرة والتي تتألف أغلبية سكانها من العرب البدو.

لم تستهدف حماس مباشرة البدو، ولكن الصواريخ والرصاص لا يميزون، فبعد الهجمات فقد العديد من البدو وسائل عيشهم في المزارع الإسرائيلية التي تعرضت للعنف، مما أدى إلى ظروف معيشية صعبة بالفعل لمجتمع يعاني بالفعل.

أثناء الهجوم، تم سفك دماء عربية وهناك أصوات تطالب بالانتقام   بين البدو، حيث تأثرت حياة البدو العرب في فلسطين بشكل كبير جراء هذه الأحداث.

في الختام، نجد أن البدو العرب في فلسطين يعيشون واقعًا صعبًا ومعقدًا بعد الحروب والهجمات والنزوح، يستمرون في مواجهة تحديات كبيرة في محاولة الحفاظ على هويتهم وأسلوب حياتهم التقليدي تعد القرى البدوية غير المعترف بها بمثابة أماكن تفتقر إلى الخدمات الأساسية والحماية من التهديدات الأمنية.

النداءات الطويلة للحصول على الاعتراف والحماية لم تجد الاستجابة الكافية من الحكومة وبعد الحرب الأخيرة، زادت معاناة البدو العرب، حيث فقدوا أرواحًا ووسائل عيشهم.

يبقى الوضع غير مستقر، وتتطلب الأوضاع الراهنة تدخل دولي وإقليمي للتسوية والتهدئة، يجب أن تكون حقوق البدو العرب محمية، ويجب توفير الخدمات الأساسية لهم، بما في ذلك الحماية من التهديدات الأمنية.

 

فعواقب الهجوم الأخير من حماس جعل إسرائيل في مواجهة مباشرة مع البدو بسبب الهجمات المتكررة عليهم، مما قد يدفع البدو للثأر من حماس، وبالتالي اكتساب المزيد من الأعداء.