أحد أبطال أكتوبر: عبرت القناة بذراع واحد وقبلت المفقود من ذراعي

توك شو

الحكمدار
الحكمدار

روى الحكمدار إسماعيل بيومي، أحد أبطال سلاح المهندسين في حرب أكتوبر، جانبًا من بطولات حرب أكتوبر المجيدة، قائلًا إن أحد الجنود المصريين حاول نقله إلى السويس، ولكن رفض وأمر بأن يلتزم كل جندي في موقعه، وبالفعل ظل ماكثًا في هذه الحفرة لمدة ثلاث ساعات متتالية ليفكر في حل لهذه الإصابة دون ترك الموقع.

عبرت القناة بذراع واحدة

وأضاف الحكمدار إسماعيل بيومي، خلال لقائه ببرنامج "الشاهد"، المذاع عبر فضائية “إكسترا نيوز”، أن أحد الجنود قام بربط الباقي من ذراعه بشكل محكم لمحاولة إيقاف النزيف، ولكن بدأ النزيف يزداد شيئًا فشيئًا، ولهذا فكر في الذهاب إلى الفرقة التي عبرت، حيث كان برفقة هذه الفرقة كتائب طبية، ليعود بعد العلاج مباشرة إلى موقعه، قائلًا: "قبلت المفقود من ذراعي وقمت بقراءة القرآن ودفنه في موقع الإصابة ثم عبرت القناة بذراع واحد.

مجرد ذراع

وتابع:" لم يصاحبني شعور الحزن آنذاك وذلك لأن النصر ليس أمر هين، ويحتاج إلى التضحية، وما فقدته مجرد ذراع وليس استشهاد كامل مثلما حدث مع أصدقائي".

أدركت الموت

واستطرد: "أرهقت كثيرًا في أثناء عبور القناة بسبب قلة النوم، قلة الغذاء، نزيف ذراعي الأيمن، ولهذا شعرت بالدوار الشديد في منتصف المياه، ولهذا قمت بقول الشهادة حيث أدركت الموت".

عبوات ناسفة كثيفة

ونوه بأن القوات الإسرائيلية قامت بإطلاق عبوات ناسفة بكثافة وبشكل عشوائي أثناء تواجدي في المياه، وهذه الصواريخ كانت تعمل على غليان المياه، وكان الموج يرتفع ويهبط حينها وبعد هدوء هذا الصراع المائي وجد نفسه على الضفة الشرقية من القناة ولكن كان مازال بعيدًا عن الكتائب الطبية.

قرار الأمم المتحدة

وأوضح أن الأمم المتحدة أصدرت قرار يوم 22 أكتوبر بضرورة وقف إطلاق النار، ووافق الجانب المصري على هذا القرار، ولكن كان لإسرائيل رأي آخر، حيث لم يلتزم اليهود بهذا القرار على الإطلاق.

وتابع:" الولايات المتحدة الأمريكية ساعدت الجانب الإسرائيلي في إقامة جسر لعبور القناة، ولم نكن نعرف في هذا الوقت الجهة التي تساعد إسرائيل ولكن بعد ذلك تم إدراك ذلك، ولهذا جاءت الأوامر بضرورة حماية المواقع المصرية لمنع تسلل العدو من على الجسر على اتجاه السويس، ولهذا تم عمل تم عمل حفر برمانية مع وضع الألغام في المواقع وإقانمة كمائن على أن تكون المسافة الواقعة بين كل كمين والآخر 100 متر".

اشتباك مع العدو

وأضاف في حديثه، أنه تم الاشتباك مع العدو يوم 23 أكتوبر، وحدث الكثير من الخسائر للمدرعات والدبابات في هذا اليوم من الجانب الإسرائيلي، ولم يتم سحب أي جندي من سيناء في هذا اليوم، إسرائيل عندما كانت تلاحقها الخسائر كانت تبتعد سريعًا عن موقع الاشتباك، وكان يتم إرسال الطيران سريعًا للالتفاف حول مواقع الجنود المصريين ليقوم بقذف القنابل والصواريخ، والذي بلغ عددهم نحو 400 قنبلة، وفي حقيقة الأمر كان الجيش المصري تلحقه الخسائر ولكن ليس بنفس مقدار الخسائر التي كانت تتكبدها إسرائيل.

وأشار إلى، أن هذا الاشتباك ظل مستمر حتى يوم 24 أكتوبر، حيث كان العدو يرسل غارات من الطائرات على مدار اليومين بشكل متقطع.

وتابع: "يوم 24 أكتوبر تم إصابتى من خلال صاروخ أرسله العدو بجوار الحفرة التي كنت أمكث بجوارها، وبالتالي تم إصابتي في هذا التوقيت وكنت أقوم أحاول النهوض من الحفرة بذراع واحد لأن الذراع الأيمن غير موجود بجسدي وهنا أدركت أنني أصبت، وحاول الجنود المصريين نقلي إلى السويس ولكن رفضت بقوة ذلك، حيث كنت لا أرغب في ترك هذه الأرض رغم هذه الإصابة البالغة، خاصة وأن الهجوم الإسرائيلي كان شرس في هذا التوقيت".