بعد التغيرات السياسية في المنطقة| هل تعود العلاقات التركية السورية؟.. خبراء يجيبون

تقارير وحوارات

بشار وأردوغان
بشار وأردوغان

وسط أجواء التفاؤل التي بدأت تخيم على العلاقات المصرية التركية، بدأ رواد السوشيال ميديا يتناولون أنه ليس من المستحيل أن تعود أيضا العلاقات بين تركيا وسوريا.

خاصة بعد تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي أكد فيها أن عودة علاقات بلاده مع مصر قد تقود إلى نتائج إيجابية في العديد من المشكلات الإقليمية خاصة في الملف السوري.

التعاون الاقتصادي 

ويرى الدكتور بشير عبدالفتاح، المتخصص في الشأن التركي، أنه ليس من المستحيل أن تعود العلاقات بين سوريا وتركيا خلال الفترة القادمة خاصةً بعد قطع شوط بين الدولتين قبل 2011 وصلت إلى إلغاء التأشيرات بين البلدين.

وأضاف عبدالفتاح في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن البلدين في أشد الاحتياج لعودة العلاقات بينهما، لأن أنقرة تريد نقل منتجاتها إلى الدول العربية من خلال سوريا، وذلك يساعد في انتعاش الاقتصاد التركي، أما سوريا تحتاج إلى تركيا من أجل الانتعاش الاقتصادي وأيضا الحفاظ على أمنها المائي الذي يأتي من تركيا.

وأكد المتخصص في الشأن التركي، أن تطبيع سوريا مع الدول العربية سوف يفتح الباب التقارب الجانبين مع بعضهم البعض.

انسحاب تركيا هو الحل 

ولم يستبعد عمر رحمون، الخبير في الشأن السوري، عودة العلاقات التركية السورية، مشيرًا إلى أنها سوف تعود بكل تأكيد اليوم أو غدًا.

وأضاف رحمون في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن عودة العلاقات بين البلدين هي مصلحة وطنية بالنسبة لسوريا وتركيا معا.

ويرى الخبير في الشأن السوري، أن الحل من أجل عودة العلاقات بين تركيا وسوريا هو انسحاب تركيا من الأراضي السورية، برغم أن الأخيرة لا تريد ذلك.

تاريخ العلاقات السورية التركية 

العلاقات السورية التركية حين نالت سوريا استقلالها في العام 1946، لم تكن في حالة طبيعية وصولًا إلى نهاية القرن العشرين، بل سادت حالة من العداء والتأزم مجمل هذه الفترة المديدة، وذلك على خلفية أسباب عديدة، أهمها ضم تركيا لأراضي واسعة من سوريا كلواء إسكندرون عام 1938 بمؤازرة الانتداب الفرنسي، واختلاف الخيارات والتحالفات الاستراتيجية لكلا البلدين، حيث اختارت تركيا السياسات والتوجهات الأطلسية الغربة الرأسمالية، في حين انحازت أغلب الحكومات السورية إلى التوجهات اليسارية والاشتراكية.

وخلال هذه الفترة دخل البلدان في أكثر من مرة في حالة من النزاع، كادت تفضي إلى حرب مدمرة بينهما، وكان يجسدها على الأرض تعزيز الوجود العسكري على الحدود وزراعة المزيد من الألغام على الجانب التركي، بحيث لا يستطيع أي كائن عبورها. 

وامتد النزاع ليشمل المياه، خصوصا خلال تسعينيات القرن العشرين، حيث قامت تركيا بإنشاء سلسلة من السدود الكبرى على نهر الفرات، فحجزت القسم الأعظم من مياهه، وحجزت مياه نهر الخابور بأكملها حتى جفّ وتوقف جريانه في الأراضي السورية.

حجم التبادل التجاري

حجم التبادل التجاري بين سوريا وتركيا عام 2010 قد بلغ ملياري دولار.

بداية الخلاف بين تركيا وسوريا 

منذ بداية النزاع في سوريا عام 2011، قدمت أنقرة دعمًا أساسيًا للمعارضة السياسية والعسكرية، كما شنت منذ العام 2016 ثلاث عمليات عسكرية واسعة في سوريا، استهدفت بشكل أساسي المقاتلين الأكراد، وتمكنت قواتها بالتعاون مع فصائل سورية موالية لها من السيطرة على منطقة حدودية واسعة في شمال سوريا.

بوادر عودة العلاقات بين تركيا وسوريا 

وكان الرئيس التركي قد قال في وقت سابق من الشهر الجاري، إن على نظيره السوري بشار الأسد الابتعاد عن أي تصرفات تلحق الضرر بمسار التطبيع، وأوضح أنه لا يرى أي خطوة إيجابية من الأسد لإعادة العلاقات مع سوريا.

شروط بشار

أتت هذه التصريحات بعدما وضع الأسد، شرط انسحاب القوات التركية من الشمال أساسًا لعودة العلاقات.

يشار إلى أن محادثات ثلاثية جرت قبل فترة بين وزراء دفاع كل من روسيا وسوريا وتركيا كانت انعقدت في موسكو في 28 ديسمبر الماضي، جرى خلالها بحث سبل حل الأزمة السورية ومشكلة اللاجئين، والجهود المشتركة لمكافحة الجماعات المتطرفة في سوريا في لقاء رسمي كان الأول على المستوى الوزاري بين البلدين منذ اندلاع الأزمة السورية في العام 2011، وما نجم عنها من توتر للعلاقات بين أنقرة ودمشق.

جهود روسيا لعودة العلاقات بين تركيا وسوريا 

وأعلنت موسكو مرارًا عن جهود روسية لحل الأزمة بين تركيا والأسد وسط حديث عن مزيد من المناقشات بين الطرفين حول آخر التطورات في سوريا، والوضع شمالها، ومحاربة التنظيمات الإرهابية، إضافة إلى عودة اللاجئين.