العباءة تتسبب في أزمة داخل فرنسا.. ما القصة؟

تقارير وحوارات

 حظر ارتداء العباءة
حظر ارتداء العباءة في المدرسة

 

قامت شرطة مدينة كليرمون-فيران في وسط فرنسا بإلقاء القبض على رجل بعدما قام بتوجيه تهديدات بالقتل ضد مدير مدرسة رفض السماح لابنته بالدخول إلى المدرسة الثانوية وهي ترتدي عباءة بعد حظر هذا اللباس باسم العلمانية.


قصة حظر ارتداء العباءة في المدرسة


أفرجت الحكومة عن الرجل صباح اليوم الجمعة 8 سبتمبر وتم تحديد جلسة محاكمة له في نهاية اكتوبر القادم أمام محكمة الجنح بتهمة "التهديد بهدف تخويف شخص مسؤول عن مرفق عام"  

في 27 من أغسطس الماضي، أعلن غابرييل أتال حظر ارتداء العباءة في المدارس والمعاهد الحكومية، وهو ما صادق عليه مجلس الدولة، أعلى سلطة إدارية، ورفض المجلس طلب جمعية العمل من أجل حقوق المسلمين تعليق الحظر على أساس التمييز وانتهاك الحقوق.

وطلب مسؤولو ثانوية أمبرواز-بروجيار من طالبة ثانوية خلع العباءة لكنها رفضت فمُنعت من دخول المدرسة، بعد ذلك اتصل والدها ووجه تهديدات بالقتل تستهدف مدير المدرسة.

وكانت قد وصلت نحو 300 تلميذة يوم الإثنين الماضي من أصل 12 مليون تلميذ عادوا إلى المدارس هذا الأسبوع، بالعباءة إلى المدرسة ورفضت 67 منهن خلعها.

وفي ذات السياق قال رئيس بلدية المنطقة إن مسؤولي المدرسة الذين رفضوا دخول الطالبة بالعباءة "تلقوا تهديدات بالقتل وقطع الرأس ويجب أن يكون إصرارنا وحزمنا ثابتين، معلنًا عن نشر فرق أمنية في المدرسة الثانوية".


حظر العباءة في مدارس فرنسا


أعلن مجلس الدولة تأييد القرار الذى اتخذه وزير التربية الوطنية جابرييل أتال قبل وقت قصير من بداية العام الدراسي، حيث استندت الحكومة الفرنسية لمبدأ علمانية الدولة وحظر ارتداء العباءة (الثياب التقليدية الطويلة التى ترتديها بعض الطالبات المسلمات) أو القمصان (ما يعادلها للرجال) فى المدارس الفرنسية، بسبب طابعها الديني، علما أنه يحظر فى فرنسا وضع رموز دينية فى المدارس بموجب قانون صدر عام 2004. 

ومنذ بداية العام الدراسي، لا تتمكن الطالبات اللاتى يصلن إلى المدرسة وهن يرتدين العباءات أو الطلبة الذين يرتدون القمصان من دخول المدرسة، وهو حظر أيدته الحكومة، وتقدمت جمعية "العمل من أجل حقوق المسلمين" بطلب عاجل إلى مجلس الدولة، أعلى محكمة إدارية فى فرنسا للشكاوى ضد سلطات الدولة، لإصدار أمر قضائى ضد الحظر المفروض على العباءة والقميص الطويل للرجال. 
وأوضحت للجمعية التى تقدمت بالشكوى أن هذا الحظر ينتهك حقوق الطفل، لأنه يستهدف بشكل رئيسى الأطفال الذين يفترض أنهم مسلمون، مما يخلق خطر التنميط العرقى فى المدرسة. 


لكن مجلس الدولة يرى فى قراره أن "حظر ارتداء هذه الملابس لا يؤثر بشكل خطير وبشكل غير قانونى على إحدى الحريات الأساسية". كما يشير إلى أن ارتداء العباءة والقميص فى المدارس، والذى سجل ارتفاعا كبيرا، يأتى فى إطار منطق دينى ويظهر هذا بشكل خاص من خلال التعليقات التى أبداها الطلاب خلال حوارات دارت معهم. 


فرنسا تعيش أزمة ديمقراطية


تحدث المؤرخ الفرنسي بيير روزانفالون عن حال فرنسا قائلًا "إنها تعيش أخطر أزمة ديمقراطية منذ نهاية الصراع الجزائري ومن دون أن يمتلك الرئيس أي مكابح أو نقطة لإيقافها في هذا المنحدر الزلق".