بسبب إسرائيل.. القصة الكاملة لأزمة وزيرة خارجية ليبيا نجلاء المنقوش

تقارير وحوارات

نجلاء المنقوش
نجلاء المنقوش

تمتلئ  ليبيا بالتظاهرات بعدما حدث لقاء في روما بين وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش ووزير الخارجية الإسرائيلي، وكان قد تم إحالتها للتحقيق ولكن لم تهدأ البلاد حتى تم إقالتها صباح اليوم.

 

إقالة المنقوش

حيث أفادت وسائل إعلام ليبية، اليوم الإثنين، أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الديبية أقال وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش على خلفية لقائها مع نظيرها الإسرائيلي.

ومساء أمس الأحد كان الدبيبة قد أحال نجلاء المنقوش للتحقيق بسبب اللقاء، الذي كان الأول على الإطلاق بين كبار الدبلوماسيين في ليبيا وإسرائيل، والذي تم في روما الأسبوع الماضي.


وزير الخارجية الإسرائيلي يعلق

 

وقال كوهين إنه ناقش أهمية الحفاظ على تراث الطائفة اليهودية في ليبيا، بما في ذلك تجديد المعابد والمقابر.

وتناولت المحادثات المساعدات الإسرائيلية المحتملة في القضايا الإنسانية والزراعة وإدارة المياه، حسب الخارجية الإسرائيلية.

 

تظاهرات في ليبيا

 

وفور الإعلان عن اللقاء، انتشرت احتجاجات متفرقة في طرابلس وبلدات أخرى في غرب ليبيا، واقتحم متظاهرون مقر وزارة الخارجية للتنديد بالاجتماع، بينما هاجم آخرون وأحرقوا مقر إقامة رئيس الوزراء في طرابلس.

وفي بلدة الزاوية أحرق متظاهرون العلم الإسرائيلي، بينما حمل آخرون العلم الفلسطيني.

كما اندلعت احتجاجات في مدينة مصراتة، معقل الدبيبة، حسب لقطات تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي.

إحالة للتحقيق

ومساء أمس الأحد، أصدر رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، قرارا بوقف وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش عن العمل احتياطيا وإحالتها للتحقيق.

وجاء القرار رقم 368 لسنة 2023 على خلفية لقاء المنقوش في روما قبل أسبوع مع وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين.

ونصت المادة الثانية من القرار على تشكيل لجنة للتحقيق برئاسة وزيرة العدل وعضوية وزير الحكم المحلي ومدير إدارة الشؤون القانونية والشكاوي بمجلس الوزراء، تكون مهمتها التحقيق إداريا مع وزيرة الخارجية والتعاون الدولي بشأن ما ورد في التقرير المقدم إلى رئيس مجلس الوزراء فيما يخص الإجراءات المتخذة من قبلها، على أن تحيل اللجنة تقرير بنتائج أعمالها لرئيس مجلس الوزراء في أجل أقصاه ثلاثة أيام.

وبمقتضى المادة الثالثة جرى تكليف وزير الشباب فتح الله عبد اللطيف الزني، بتسيير العمل بوزارة الخارجية والتعاون الدولي مؤقتا.

بيان وزارة الخارجية الليبية

ونشرت وزارة الخارجية بحكومة الوحدة الليبية بيانا قائلة، تؤكد الخارجية الليبية التزامها الكامل بالثوابت الوطنية تجاه قضايا الأمتين العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وتشدد على تمسكها بالقدس عاصمة أبدية لفلسطين، وهذا موقف راسخ لا تراجع عنه، وتعلن الوزارة أن الوزيرة نجلاء المنقوش رفضت عقد أي لقاءات مع أي طرفٍ ممثل للكيان الإسرائيلي ومازالت ثابتة على ذلك الموقف بشكل قاطع، ووفقا لنهج حكومة الوحدة الوطنية الليبية والمواقف الراسخة في وجدان الشعب الليبي.

وأفادت الوزارة بأن بيانات الإدانة والرفض المتكررة والصادرة عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي الرافضة للاستيطان الإسرائيلي والاعتداءات المتكررة على المخيمات الفلسطينية والمسجد الأقصى، هي تعبير واضح عن موقف دولة ليبيا والوزيرة الثابت من هذه القضايا وعبرت عنه الخارجية الليبية بشكل دائم، وعليه فإن ما حدث في روما هو لقاء عارض غير رسمي وغير مُعدّ مسبقا أثناء لقاء مع وزير الخارجية الإيطالي، ولم يتضمن أي مباحثات أو اتفاقات أو مشاورات، بل أكدت فيه الوزيرة ثوابت ليبيا تجاه القضية الفلسطينية بشكلٍ جَليّ وغير قابل للتأويل.

بيان المجلس الأعلى للدولة

كما أكد المجلس الأعلى للدولة في ليبيا أن لقاء وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش بنظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين، خطوة مسيئة ومخالفة لقواعد مقاطعة إسرائيل قرارات عربية وإسلامية.

وأكّد المجلس الأعلى للدولة أن هذا اللقاء عبارة عن خطوة مسيئة لتاريخ طويل وحافل من نضال الشعب الليبي الداعم والمساند على مر التاريخ للقضية الفلسطينية العادلة، وحمّل المجلس المسؤولية القانونية والأخلاقية والتاريخية لكل من قام بهذا العمل أو شارك فيه أو حتى أشاد به.

ودعا البيان كل الجهات المختصة في الدولة إلى اتخاذ ما يلزم من إجراءات، وعلى نحو عاجل  إزاء محاسبة المعنيين، بما يكفل عدم ترتب أية نتائج على ذلك اللقاء، وبما يحول دون تكراره، مؤكدًا أن القضيّة الفلسطينية كانت للشعب الليبي القضية الأم التي توحّد كل الأطياف والأطراف الليبية مهما كانت اختلافاتهم وتوجهاتهم، وستظل كذلك، ويرفض المجلس بشدّة هذا العمل، ويدين القائمين عليه، ويدعو إلى إيقافهم عن ممارسة أعمالهم.