خلافات وملفات عالقة زعزعت الثقة.. ماذا يحدث بين العراق وتركيا؟

عربي ودولي

بوابة الفجر

تتأرجح العلاقات العراقية التركية بين الكثير من المنعطفات والمشكلات، فإن الوضع المضطرب في العراق خلال العقود الأخيرة، جعل تركيا تشعر مثلها كمثل أي بلد مجاور بأن مصالحها تزعزعت، وافتقار العراق للاستقرار ووجود حزب العمال الكردستاني، الفاعل الرئيسي في تسمم العلاقات بين بغداد وأنقرة، وكان من شأنة أن يجعل المشهد ضبابي بينهما.


العقبات بين العراق وتركيا

وفي السياق ذاته، هناك الكثير من العقبات التي تعرقل التوصل لحلول للملفات والمشاكل العالقة بين العراق وتركيا، ومشكلة العراق أنه يتعامل مع دول إقليمية مستقرة وتعتمد على النظام المؤسسي في إدارة شؤونها، وتضع في اعتبارها أن مصلحة البلد وتقدمها هو الشغل الشاغل، وهذا الذي تفتقده العراق.

ويظهر للعالم أن العراق بلد غير مستقر على كافة المستويات بسبب عمليات الفساد والرشاوي في معظم أجزاء الدولة، إضافة إلى تعدد واجهات القرار، وهذا ينعكس عليه كبلد ليس لديه القدرة على اتخاذ قرار يمثل في الواقع إجماعًا سياسيًا ومجتمعيًا، وهذا الوضع يمثل مشكلة كبيرة تؤدي إلى تعقيد حل المشاكل بينه وبين جيرانه من الدول المستقرة.

العدو المشترك

ويجب على البلدان التعاون من أجل مكافحة الإرهاب، ولكن قبل سرد باقي الحلقات، لا بد أن نقف لحظة عند المفهوم التركي لمصطلح مكافحة الإرهاب، وهو أن المعنى القريب لتفسير ذلك بالنسبة لأنقرة هو عدم السماح لحزب العمال الكردستاني بجعل الأراضي العراقية محطة يخرجون منها للهجمات ضد تركيا هذه نقرة، أما النقرة الثانية وصف حزب العمال الكردستاني بالعدو المشترك وحذر من تركه يسمم العلاقه بين العراق وتركيا، وهنا يجب الإشارة إلى أن وجود حزب العمال على الأراضي العراقيه يعد عائقًا أمام تطور العلاقات بين البلدين.

وتحترم تركيا سيادة العراق على راضيه، ولكن بالرغم من ذلك فأن تركيا وصفت حجم التبادل التجاري بين أنقرة وبغداد بأنه أقل من الإمكانات الحقيقية، في إشارة  العمال الكردستاني، وبهذا تكون الرسالة واضحة أمام العراق، وهو أن التعاون بين البلد يعتمد أولًا وأخيرًا على الملف الأمني المتعلق بوجود هذه المليشيات في العراق.

وعلى الرغم من ذلك، إلا أن تركيا تظهر مرونة أكثر في التعامل مع العراق، لا سيما وأنها تدرك جيدًا مدى أهمية هذا البلد بالنسبة له.

تاريخ طويل من العلاقات

ويجمع العراق وتركيا علاقات تاريخية طويلة امتدت في جميع المجالات،. وأخذت أبعادا عديدة بحكم الجيرة بين البلدين، وبحكم هذه العلاقات اعتمد العراق في تصدير النفط الذي يعتبر شريان رئيس للاقتصاد على إنشاء الخط الاستراتيجي من الأراضي العراقية إلي ميناء جيهان التركي المطل على البحر الأبيض المتوسط.

وفيما يتعلق بالازمات الميدانيه فان الامن المائي يشكل عصبا مهما في الحياه لان الحصص المائيه التي هي من حق العراق عبر نهر دجله لا يحصل عليها كاملة وهذا ملف أضحى الآن من الملفات التي تناقش عبر العديد من الزيارات المتبادلة، ولذلك فإن الأمن القومي التركي والأمن المائي العراقي كلاهما يشكلان عاملين مهمين في مستقبل العلاقات العراقية التركية وأنهما محل توافقات بين البلدين، والتي من المتوقع أن تدعم العلاقات بينهما وستكون من أولويات الزيارة المقبلة للرئيس التركي رجب طيب اردوغان.

وعلى الصعيد نفسه، اقترح وزير الخارجية التركي تشكيل لجنه مشتركه بين العراق وتركيا تكون مهمتها بحث هذه المواضيع كما تناول اللقاء بين فؤاد حسين وهكان فيدان، قضايا أخرى شملت الوجود العسكري التركي في العراق واكد وزير الخارجيه العراقي أن بلاده لن ولم تسمح باستخدام أراضيها لتنفيذ هجمات ضد دولة أخرى.

وناشدت بغداد تركيا بشأن حصتها من المياه من نهري دجله والفرات، لا سيما وأن العراق يعاني من نقص كبير في كميات المياه التي أثرت على أنشطته الزراعية التي كان آخرها إعلان وزارة الموارد المائية العراقية إيقاف زراعة الأرز والذرة الصفراء بسبب شح المياه في البلاد.

وفي النهاية يبقى خط التنمية العراقي من المشاريع الاستراتيجية التي تلقي اهتمامًا من قبل تركيا، بسبب أنه يساهم في تدعيم الاقتصاد التركي وتنعيم وسائل طرق امتداداته.