هل التنقيب عن الغاز يساهم في حل أزمات لبنان؟

تقارير وحوارات

لبنان
لبنان

 

بعد إعلان وسائل الإعلام المختلفة عن بدء أعمال الحفر للتنقيب عن النفط والغاز في البلوك رقم 9 بالمياه اللبنانية يشكل محطة مضيئة.
من هنا نستعرض إليكم جميع التفاصيل حول أعمال الحفر للتنقيب عن النفط والغاز في البلوك رقم 9.

البلوك 9

 


يعود تاريخ "البلوك 9" إلى العام 2009 حين اكتشفت الشركة الأمريكية "نوبل للطاقة" كمية من احتياطي النفط والغاز في الحوض الشرقي من البحر الأبيض المتوسط، تبلغ مساحته 83 ألف كم مربع، وهي تترامى في منطقة المياه الإقليمية لكل من سوريا ولبنان وقبرص وإسرائيل.

 

ويبلغ مجمل مساحة المياه الإقليمية اللبنانية نحو 22 ألف كم مربع، فيما تبلغ المساحة المتنازع عليها مع إسرائيل 854 كم مربع. وتم تقسيم المساحة المتنازع عليها إلى عشرة مناطق أو بلوكات يمثل البلوك 9 أحد تلك المناطق.

 

وتقدر حصة لبنان من الغاز الطبيعي الذي يحتضنه هذا الجزء من المتوسط بنحو 96 تريليون قدم مكعبة، وهي ثروة يمكن أن تساعد لبنان على خفض حجم دينه العام الذي بلغ مؤخرا نحو 77 مليار دولار، وهي إحدى أعلى معدلات الدين العام في العالم.

 

بدء أعمال الحفر للتنقيب

قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي أن بدء أعمال الحفر للتنقيب عن النفط والغاز في البلوك رقم 9 بالمياه اللبنانية يشكل محطة مضيئة، معبرا عن أمله في أن تسفر أعمال الحفر الاستكشافي عن نتائج إيجابية في توفير موارد إضافية من شأنها مساعدة لبنان على النهوض من أزماته.


ودعا ميقاتي الجميع في لبنان إلى التعالي عن الحسابات الشخصية والاعتبارات الخاصة والتعاطي مع المشروع باعتباره يشكل إنجازا لجميع اللبنانيين وركيزة أساسية للنهوض بالاقتصاد الوطني.

يذكر أن ميقاتي استقبال وفد شركة توتال الفرنسية للنفط في السراي الكبير مقر الحكومة اللبنانية، وذلك في أعقاب الزيارة التفقدية التي قام بها ورئيس مجلس النواب نبيه بري ووزيرا الطاقة والمياه وليد فياض والأشغال العامة والنقل علي حمية اليوم إلى منصة التنقيب عن النفط والغاز في المياه الإقليمية اللبنانية.

 

أزمة لبنان


قال محمد الرز، الخبير في الشأن اللبناني، أن الدول التي قدمت مشاريع للبنان من أجل إنهاء أزمة الكهرباء اصطدمت بحائط الطبقة الحاكمة المسدود، ومن بين هذه الدول مصر التي عرضت على لبنان منذ أكثر من 4 سنوات إنشاء محطة كهرباء بمليارين ونصف المليار دولار تغطي لبنان وتجعله يصدر كهرباء إلى الدول المجاورة خلال سنة واحدة، وكذلك ألمانيا وفرنسا، لكن المنظومة الحاكمة ماطلت وميعت هذه المشاريع والعروض بما فيها استجرار الغاز من مصر والكهرباء من الاردن، والسبب في ذلك أن أطراف هذه المنظومة لم تحظ بنصيب من هذه المشاريع كون أصحابها تقدموا بها لخدمة الشعب اللبناني وليس لسماسرة السلطة في لبنان.

وأضاف محمد الرز في تصريحات خاصة ل "الفجر"، قائلًا:" بعيدا عن الشعارات والآمال العريضة التي يحرص أطراف الطبقة الحاكمة في لبنان على إطلاقها الا أن ثمة حقائق تطل برأسها من بين ستائر المصلحة التي يسعى كل طرف في المنظومة لتأمينها".

واستكمل الرز، أن حصة لبنان من عائداتها هي 51 بالمئة حسب اتفاق ترسيم الحدود البحرية التاريخي  بين لبنان وإسرائيل،  وقد سارع أطراف الطبقة الحاكمة، بمن فيهم الرئيس السابق ميشال عون وصهره رئيس تياره الوطني الحر جبران باسيل وأقارب وزوجات وأبناء وأشقاء أطراف المنظومة إلى انشاء أكثر من 60 شركة نفطية بعضها في لبنان وبعضها في دول عربية أو آسيوية، تختص باستثمار ما قد ينتجه البلوك 9 في الجنوب اللبناني.

وأكد الخبير في الشأن اللبناني، أن حصة كهرباء لبنان من هذا الحقل النفطي المحتمل وبعد توزيع العوائد على السياسيين المعنيين دون استثناء أحد،  ستكون هي الأدنى وفي احسن الأحوال قد تزيد إنتاج الكهرباء إلى 10 ساعات يوميا، وفي لبنان تسريبات كثيرة عن نسب مئوية خصصت لهذا الفريق أو ذاك لقاء قبوله بتمرير ترسيم الحدود البحرية وتقاسم عائدات البلوك 9 مع إسرائيل التي ورد اسمها كما هو في النص الرسمي للاتفاقية مع لبنان.


عدم الاستقرار سبب المشاكل اللبنانية 
 

أوضح الدكتور أسامة شعث أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أن ترسيم الحدود تم بين إسرائيل ولبنان لذلك تقوم لبنان بالتنقيب في حدودها فإسرائيل لم تعترض على ذلك.


وأضاف الدكتور أسامة شعث في تصريحات خاصة ل "الفجر "، أن المشكلة في لبنان  ليست مشكلة الثروات الطبيعية ولكن المشكلة بسبب السياسيين والتدخل الخارجي الذي يؤدي إلى زعزعة الاستقرار الأمني في لبنان.
وبين شعث، أن الاستثمار يحتاج إلي استقرار أمني من أجل الحصول على استثمار ولكن لبنان لا يوجد فيها استقرار أمني أو سياسي.
واختتم أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أن التنقيب في بلوك 9 لا يعني خروج لبنان من الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها ولكن الخروج من الداخل اللبناني.