تحليل| ما سر تصرفات مندوب الشحن الشرعي؟.. مختصون لـ "الفجر": تدخل في الحياة الخاصة

تقارير وحوارات

مندوب الشحن
مندوب الشحن

مندوب الشحن الشرعي  تريند جديد سيطر على الساحة المصرية خلال الساعات الماضية بسبب تصرف أحد مندوبي شركات الشحن مع عميلة نشرت تلك الواقعة على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

مندوب الشحن الشرعي.. تصرف أشعل مواقع التواصل الاجتماعي

البداية عندما نشرت سيدة تدعى رانية السنوسي منشورًا على موقع "فيس بوك" أشادت بتصرف أحد مندوبي شركات الشحن مؤكدة على حرصه على عدم الوقوع في أي مخالفة، واتقائه لله سبحانه وتعالى في شغله، إلا أن هذا المنشور قابله رواد الموقع بسخرية.
 

وكشفت صاحبة الأوردر رانية السنوسي أن مندوب التوصيل اطلع على الطلب الذي يقوم بتوصيله، وراسل البائعة معلقًا على الطلب وأن قطعة الملابس بها عيب وهل صارحت المشترية بالعيب أم لا، ويطلب منها تأكيدًا أن المشترية سترتدي هذه الملابس في المنزل فقط وليس خارجه، ونشرت رقم هاتف المندوب وأشادت بما وصفتها "أمانته" وطلبت من الناس التعامل معه إذا كانوا يبحثون عن "مندوب توصيل أمين".


وقالت رانية السنوسي إنها طلبت أوردر "عبارة عن ملابس يمكن أن ترتديها داخل وخارج المنزل"، من إحدى الصفحات التي تقوم ببيع منتجاتها أونلاين، وعندما تواصل معها مندوب الشحن، طلب منها أن تعيد التواصل مرة أخرى مع الصفحة عن طريق الواتس أب، لتوضيح العنوان، وبعدها فوجئت بتواصل البنت مسؤولة الصفحة متسائلة: " هو حضرتك هتلبسي محتوى الأوردر في البيت ولا فين؟؟، لأن المندوب شاف المحتوى، وقلق لأنه لا يقوم بتوصيل الأوردرات غير الشرعية، بالإضافة إلى إنه سأل عما كنت وضحت لحضرتك أن به ديفوه أم لا، وده من باب الأمانة، وعرفته أن فعلًا أنا وضحت لحضرتك أن المنتج فيه ديفو، لذلك قللت في سعره".


واستكملت صاحبة المنشور:" بصراحة اندهشت من تصرف المندوب وحرصه على عدم الوقوع في أي مخالفة، واتقانه لله سبحانه وتعالى في شغله، عشان كدا قررت أنزل رقم المندوب دا واسمه وأعمل له إعلان هنا من بعد ما خليت زوجي استأذنه طبعًا- وأتمنى أي حد شغال في نطاق القاهرة الكبرى وضواحيها.. إنه يتعامل معاه ويشجعه"، وتابعت في منشورها:" المنتج كان محطوط في شنطة هدايا مفتوحة وظاهر جدًا، عشان كدا هو شافه وشاف الديفوه اللي فيه من بعد ما استأذن اللي باعته الأوردر، يعني هو ما تعداش على خصوصيات بأمانة".
 

استشاري طب نفسي: تصرف مندوب الشحن "إيجابي".. والتريند "كل دماغ الناس"

وحول هذا الأمر، أكد الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، إنه يجب وضع حسن النية في الاعتبار عند التعليق على واقعة مندوب الشحن التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، مشيرًا إلى أن التصرف لا يندرج تحت بند "الفضول أو التعدي على الخصوصية".
 

وأضاف استشاري الطب النفسي، في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أنه يرى أن تصرف مندوب الشحن يعد شئ إيجابي ونوع من الاتقان في العمل، موضحًا أن المندوب فتح الأوردر قبل توصيله إلى العميلة لمعرفة هل يوجد به أخطاء أم لأ؟ وذلك لتجنب الوقوع في ضرر بعد إيصاله إلى العميلة أو استرجاعه مرة آخرى، معلقا: "لقى فيه عيب فبلغ الست ودي حاجة إيجابية بدل ما يروح بالأوردر وبعدين يرجع بيه.. ودي حاجة كويسة ولسه فيه خير جوانا".
 

وعن طريقة انشغال رواد مواقع التواصل الاجتماعي بواقعة مندوب الشحن، أشار الطبيب النفسي إلى أن الأمر لا يستحق كل تلك السخرية من قبل المواطنين خاصة وأنه يتمثل في نشر للإيجابيات، ولكن أصبحت سياسية الشباب تتمثل في الترصد لمثل تلك الوقائع ثم التعليق عليه عن طريق "الكوميكسات" على مواقع التواصل الاجتماعي، مردفًا: "التريند كل دماغ الناس".


خبير تنمية بشرية: الواقعة لا تستحق السخرية.. وسؤال "هتلبسيه بره ولا في البيت" تدخل في الحياة الشخصية

وعلى نفس المنوال، أكد الدكتور أحمد علام خبير التنمية البشرية، أن واقعة مندوب الشحن لا تستحق السخرية من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي في ضوء ما أوضحته السيدة صاحبة الأوردر.
 

وأضاف خبير التنمية البشرية، في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أن المندوب بحكم خبرته في تلك المواقف يعلم أنه قد يحدث مشكلة أو استرجاع للمنتج خاصة وأنه تم شراءه عبر الإنترنت وهذا قد يكون سبب رئيسي في فتحه لـ "الأوردر"، مشيرًا إلى أنه توضيحه الديفوهات الموجودة في الفستان يعد أمر طبيعي حتى لا يعود بالمنتج مرة آخرى خاصة وأن السيدة أكدت أن الأوردر كان مكشوف فلم يتعدى على خصوصيتها.
 

وبالانتقال إلى سؤال مندوب الشحن عن المكان الذي سترتدي فيه السيدة الفستان لأنه لا يرغب في توصيل أي أوردر غير شرعي، أوضح الدكتور أحمد علام خبير التنمية البشرية أن ليس من حقه توجيه هذا السؤال حتى إذا قبلت العملية السؤال لأنه تدخل في الحياة الشخصية، معلقًا: "حديثه عن الديفوهات أمر منطقي ولكن أي سؤال آخر يندرج تحت بند التدخل الغير مبرر".
 

خبيرة إتيكيت: فتح مندوب الشحن "المنتج" تعدى على الخصوصية

أما خبيرة الإتيكيت هالة العزب، فأكدت أنه لا يصح أن يفتح مندوب الشحن "المنتج" الذي يعمل على توصيله قبل العميل لأن ذلك يدرج تحت بند التعدى على الخصوصية وكذلك خيانة الأمانة، لأن مهمته توصيل المنتج فقط وليس تقييمه أو الدخول في التفاصيل الخاصة به، فكان يجب عليه توصيله بنفس هيئته التي خرج منها من المتجر.