معارك دامية وشروط "حميدتي".. آخر تطورات الأحداث في السودان

تقارير وحوارات

حمدتي
حمدتي

يشهد السودان خلال الساعات الماضية توترات جديدة في الصراع المحتدم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وبخاصة في مدينة الخرطوم.

يأتي ذلك وسط استمرار الجهود الدولية
لوقف إطلاق النار والعودة إلى المفاوضات خصوصا مع الصعوبات التي يتعرض إليها المواطنين السودانيين.


زيادة المعارك 
 

أفاد سكان محليون بتواصل المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث طالت مناطق غرب العاصمة الخرطوم وشمال مدينة أم درمان.

 

تعثر المفاوضات

 

قال الجيش السوداني في بيان يوم الخميس إن وفده إلى محادثات مدينة جدة السعودية الرامية إلى إعادة السلام للبلاد عاد إلى السودان "للتشاور"، وسيكون مستعد المواصلة المباحثات "متى ما تم استئنافها بعد تذليل المعوقات".

 


فقدان النساء


وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديدًا مجموعة "مفقود" على فيسبوك، صورًا مرفقة بالعديد من الأرقام للإعلان عن فقدان نساء في عدد من الأحياء السكنية في مدن العاصمة الثلاث، خاصة مدينتي أم درمان وبحري إلى جانب ولايات أخرى، مثل ولايات دارفور غربي السودان.

 

 

الأوضاع الصحية في السودان

كشفت منظمة الصحة العالمية، أن الأوضاع الصحية في السودان «بلغت مستويات خطيرة للغاية»، مشيرة إلى أن أكثر من ثلثي المستشفيات «خارج الخدمة» وسط ازدياد التقارير عن وقوع هجمات على المرافق الصحية.

أضافت المنظمة بأنها تحققت حتى الآن، من وقوع 51 هجومًا على المرافق الصحية، ما أسفر عن 10 حالات وفاة، و24 إصابة، وقطع سُبل الحصول على الرعاية التي تشتد الحاجة إليها.

واستكملت المنظمة أن النزاع تسبب في أزمة صحية لنحو 3.4 ملايين سوداني، أجبروا على الفرار، داخل البلاد أو عبر حدودها، مؤكدة وجود بلاغات عن حالات من الأمراض المعدية، وأمراض أخرى بين النازحين الذين التمسوا المأوى في مواقع يصعب الوصول إليها، حيث الخدمات الصحية محدودة.

وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان، نعمة سعيد عابد، خلال مؤتمر صحافي افتراضي، إن «حجم الأزمة الصحية هائل. ونحن نعمل جاهدين على زيادة استجابتنا، وتقديم الإمدادات الطبية الحيوية، وغيرها من الإمدادات الصحية الطارئة».

وأضاف: «رغم أن الهجمات على المرافق الصحية وانتشار انعدام الأمن يزيدان من تفاقم التحديات، فإننا مصممون على الوصول إلى من هم في أمسّ الحاجة إلى المساعدة، ونحض على زيادة دعم الجهات المانحة لضمان تقديم المساعدات على النحو المناسب».

توفير المساعدة الصحية الطارئة 
وتعمل «الصحة العالمية» مع شركائها من السلطات الوطنية على توفير المساعدة الصحية الطارئة لـ760 ألف شخص، هجروا ديارهم بسبب القتال إلى 5 بلدان مجاورة، هي: جمهورية إفريقيا الوسطى، وتشاد، ومصر، وإثيوبيا، وجنوب السودان.

وتوجه معظم اللاجئين إلى تشاد، التي تستقبل 2500 نازح يوميًا. وحددت المنظمة وشركاؤها 1400 حالة إصابة بالصدمات عالجوها هناك، بما في ذلك إجراء 60 عملية جراحية كبرى.

وتُعزى 70 % من الإصابات الجسدية إلى إصابات ناجمة عن طلقات نارية، في حين يُبلغ عن حالات إصابة بالملاريا، وسوء التغذية، والكوليرا بين النازحين.

وتستضيف تشاد وحدها ربع مليون شخص، ومن المتوقع أن يصل عدد مماثل نهاية العام الجاري، حسب ممثل المنظمة هناك، جان بوسكو نديهوكوبوايو.

وقال نديهوكوبوايو: «من شأن ذلك أن يزيد بشكل كبير من الاحتياجات الصحية، ويفرض ضغوطًا هائلة على المرافق الصحية المتاحة».

وذكر تقرير المنظمة أنه تم تحديد حالات الملاريا بين الأطفال دون سن الخامسة، فضلًا عن الحالات المشتبه في إصابتها بالحمى الصفراء، بين 17 ألف شخص نزحوا إلى جمهورية إفريقيا الوسطى.

وحسب التقرير الأممي، جرى الإبلاغ عن تفشي مرض الكوليرا في مواقع شمالي إثيوبيا، حيث تستقبل أعدادًا كبيرة من النازحين.

في الأثناء، أدى تدفق أكثر من 176 ألف شخص إلى جنوب السودان لاستنزاف المرافق في منطقة الرنك، حيث يؤدي الارتفاع الحاد في حالات الإسهال المائي الحاد بين الأطفال دون الخامسة إلى ارتفاع معدل الوفيات. كما جرى الإبلاغ عن ارتفاع كبير في حالات سوء التغذية الحادة الشديدة والحصبة بين الأطفال

حصيلة الصراع والمعاناة الإنسانية

 

خرجت السفارة الأميركية في السودان الجمعة تدعو الجيش وقوات الدعم السريع إلى وقف القتال وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
وقالت السفارة في بيان إن حصيلة الصراع والمعاناة الإنسانية "مروعة"، ووصفت التقارير الواردة عن سقوط مزيد من الضحايا المدنيين بسبب القصف المكثف من الجانبين بأنها "مفزعة".

وطالبت السفارة الأميركية الجيش السوداني وقوات الدعم السريع "بضمان احترام قواتهما لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي والتمييز بين المدنيين والمقاتلين"، وتجنب الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها.

وظهر قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) في فيديو بين عناصر مجموعته، وهو أول إطلالة علنية له منذ عدة أشهر.

 

عودة حميدتي

نشرت قوات الدعم السريع شبه العسكرية في السودان مقطع فيديو يظهر قائدها محمد حمدان دقلو، الشهير بـ "حميدتي"، وهو يتحدث إلى رجاله.

وظهر حميدتي نحيفًا في اللقطات المصورة التي نُشرت على حساب قوات الدعم السريع عبر موقع تويتر.

وكانت هناك تكهنات بأن قائد قوات الدعم السريع، وهو في أواخر الأربعينيات من عمره، أصيب في الحرب.

وتضمن خطابه انتقادات معتادة للجنرال عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني، المنخرط معه في صراع مرير على السلطة للسيطرة على السودان.

تصريحات حميدتي
 

وقال حميدتي إنه إذا تغيرت القيادة الحالية للجيش، فإنه سيوافق على اتفاق سلام في غضون 72 ساعة.

وأضاف أنه يجري تدمير السودان، وأنه يتعين التوجه نحو السلام، لكنه قال إن ذلك يستدعي أن يسلّم قائد الجيش عبد الفتاح البرهان والقادة الآخرون أنفسهم.

كما اتهم حميدتي قيادة الجيش الحالية بالعمل وفق توجيهات من وصفهم بفلول النظام السابق، مشيرا إلى القياديَين السابقَين في حزب المؤتمر الوطني المنحل، أحمد هارون وعلي كرتي.

وجه حميدتي انتقادًا لاذعًا إلى ضابط الجيش السوداني ياسر العطا، وهو ضابط رفيع المستوى يقود العمليات في أم درمان.

كما قدم حميدتي اعتذرا للشعب السوداني عن "كارثة الحرب" التي أكد أنها فُرضت على قوات الدعم السريع.