مع استمرار التظاهرات.. خبراء يكشفون لـ "الفجر" السيناريوهات المحتملة في إسرائيل؟

تقارير وحوارات

إسرائيل
إسرائيل

تشهد إسرائيل حالة من عدم الاستقرار خلال تلك الفترة وذلك علي خلفية ملف التعديلات القضائية التي تريد حكومة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تطبيقها وإدخال تعديلات على نظام القضاء في تل أبيب.

الأمر الذي أدي إلي زيادة الاحتجاجات بشكل كبير والتي أستمرت علي مدار 28 أسبوعًا متواليًا، شهدت خلالها تل أبيب مواجهات بين الشرطة والمحتجين، واعتقال العديد منهم، إضافة إلى تضرر الحياة العامة في إسرائيل بشكل عام.  


غرق إسرائيل بالوحل 
 

قالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، إلى غرق إسرائيل بالوحل في ضوء اشتداد الأزمة بين التحالف الحكومي والمعارضة بسبب التعديلات القضائية في الوقت الحالي، وسط حالة من القلق على مستقبل إسرائيل التي تتجه لحرب أهلية.
 

المعارضة رفضت مقترحات عديدة 
 

وأضاف نتنياهو في تصريحات صحفية أمس، إن المعارضة رفضت مقترحات عديدة قدمها الائتلاف الحكومي بشأن التعديلات القضائية، واتهمها بالسعي لإسقاط الحكومة، ومع ذلك سعت الحكومة إلى التفاهم وقدمت تنازلات في قوانين إصلاح القضاء، دون استجابة من طرف المعارضة، وتحوم حولنا أيام الخراب، فبعد أن بنينا دولة يهودية ذات جيش قوي، الآن يوجد بيننا خلافات.


انقسام في الجيش 
 

مع استمرار تلك الأزمة يعيش جيش الاحتلال الإسرائيلي حالة من عدم الاستقرار مع احتمالية اعتقال بعض جنود الاحتياط الذين هددوا بعدم الامتثال للخدمة العسكرية احتجاجا على خطط حكومة الاحتلال لإقرار تعديلات قضائية، وتوعد نتنياهو باتخاذ إجراءات صارمة بحق جنود الاحتياط الذين هددوا بعدم الامتثال للخدمة العسكرية، وفقا لما نشرته إذاعة جيش الاحتلال.


إسرائيل شفا حرب أهلية
 

و أعرب نداف أرغمان الرئيس السابق لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، عن مخاوفه من أن تؤدي القوانين التي تدفع بها الحكومة تحت مسمى الإصلاحات القضائية إلى حرب أهلية، حيث وصفها بأنها تغيير للنظام.


وأستكمل أرغمان في حديث لإذاعة جيش الاحتلال، علي أن أقول أخشى من أننا على شفا حرب أهلية، وهذا تغيير للنظام خدمنا جميعًا في ظل حكومات مختلفة، وتلقينا أوامر مختلفة؛ كنا نؤمن أكثر بالبعض وأقل في البعض الآخر، لا يهم، ولكن هناك واقع مختلف هنا، نحن نتحدث عن تغيير النظام في إسرائيل.

وحذر أرغمان من أن أي تشريع لا يحظى بإجماع واسع سيقود إسرائيل إلى حالة من الفوضى، وإذا تم تمرير هذا التشريع الفظيع والمريع، فنحن دولة مختلفة، لذلك لا يتعين علينا الامتثال للعقد الذي وقع معنا عندما تم الاتفاق على أننا دولة يهودية وديمقراطية

 

حل حكومة نتنياهو

قال الدكتور أسامة شعث، أستاذ العلاقات الدولية، أن نتنياهو  وحكومته المتطرفة تعيش أسوء ايّامها بسبب الأزمات المتلاحقة التي تعصف بهذه الحكومة، وذلك علي خلفية التعديلات القضائية التي تضمن استمرار تلك الحكومة. 
 

وأضاف الدكتور أسامة شعث في تصريحات خاصة ل "الفجر"، أن تلك التعديلات إذا تم الموافقة عليها يعني زيادة في عملية الاستيطان في المناطق المحتملة بالإضافة إلي التجنيد الاجباري  للمتدينين وهذا الأمر مرفوض من قبل فئات المجتمع الإسرائيلي.

وأكمل شعث، أن الموافقة علي تلك التعديلات القضائية تعني تقسيم الشعب الإسرائيلي وهذا الأمر أيضا مرفوض لذلك تم توحيد إعداد كبيرة من القوي السياسية ضد نتنياهو بالإضافة إلي ذلك أن تلك الأزمة أصبح تأخذ شكل دولي.

عرض استاذ العلاقات الدولية، السيناريوهات المحتملة خلال تلك الفترة التي سوف يتم الموافقة عليها بين إسرائيل وأمريكا:" السيناريو الأول هو تأجيل الموافقة على القانون من أجل التهدئة في الداخل الإسرائيلي ولكن مع استمرار الاستيطان، أما السيناريو الثاني هو إصرار نتنياهو على خطة تعديل القانون القضائي يعني مزيد من الفوضى، السيناريو الثالث هو عدم الوصول إلى اَي حل ويبقى جميع الأطراف متمسكين بمواقفهم وبالتالي يتم حل الحكومة والدعوة لانتخابات مبكرة.


السيناريوهات المحتملة
 

أوضح الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية، أن إسرائيل تشهد حالة من عدم الاستقرار خصوصا مع استمرار الاحتجاجات بشكل أسبوعي وهذا يعني حدوث شلل في الدولة الإسرائيلية.

واستعرض الدكتور طارق فهمي في تصريحات خاصة ل "الفجر"، السيناريوهات المحتملة في إسرائيل سوف تكون كالتالي:" أن يتم وقف تدريجي في حالة حدوث فوضى في إسرائيل خصوصًا أن هناك فوضى في الجيش الإسرائيلي لذلك سوف يتم تأجيل إقرار التعديلات القضائية في المرحلة الثالثة؛ أما السيناريو الثاني أن يتم توقيع المرة الثانية والثالثة مرة واحدة دون أي مشاكل ولكن مع استمرار المظاهرات؛ أما السيناريو الثالث مع  وجود نوع من الفوضى في إسرائيل  الأمر الذي يدفع المؤسسة العسكرية دفع المدعي العام العسكري إلي إعادة تلك الإجراءات.

وأكد أستاذ العلاقات الدولية، أن إسرائيل سوف تشهد حالة من عدم الاستقرار وحالة من عدم الاتفاق خصوصا بعد فشل الرئيس الإسرائيلي في الحوار الوطني، وأن الإدارة الأمريكية تريد نزع شرعية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وتريد تركيب الائتلاف بصورة أو بأخرى.


تغيير الهوية الإسرائيلية 
 

 

كشف الباحث عبد المهدي مطاوع، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن التعديلات القضائية التي قام بها رئيس الحكومة الإسرائيلية المتطرفة بنيامين نتنياهو سوف تؤدي إلي تغيير الهوية الإسرائيلية.

وأضاف الباحث عبد المهدي مطاوع في تصريحات خاصة ل "الفجر"، أن الموافقة علي تلك  التعديلات سوف تؤثر علي القضية الفلسطينية بشكل سلبي لأن الموافقة تعني تمكين اليمين المتطرف أكثر في الحكم في تلك الحالة لا نسمع مرة ثانية دعوات إلي السلام.

وأشار مطاوع، إلي أن الرئيس الأمريكي جو بايدن بعث رسالة تحذيرية إلي  نتنياهو  أنه في حالة إقرار قانون عدم المعقولية الذي سوف يقضي علي نظام القضاء في إسرائيل تغيير لا رجعة فيه يعني عدم رجوع كما كانت مع الإدارة الأمريكية.


واختتم الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن السيناريوهات المحتملة هم أمرين: أن القانون سوف يأخذ الموافقة علية من قبل الكنيست الإسرائيلي الذي يملك فيه نتنياهو الأغلبية والأمر الثاني هو أن اللوبي الإسرائيلي الموجودة في أمريكا يدعم المعارضة وهذا الأمر يعني العصيان المدني في إسرائيل بالإضافة إلي وجود انقسام داخل الجيش الإسرائيلي بسبب هذا التعديلات وفي النهاية يعني عدم وجود تلك الحكومة.