جميع المنتجات مرسوم عليها الحضارة المصرية

"البرانيط" قصة صناعة وتاريخ لا ينسى بالإسكندرية.. الخطيب: "صنعت برنيطة سعاد حسني وقبعة سوكارنو"

تقارير وحوارات

السيد الخطيب صانع
السيد الخطيب صانع البرانيط

في زقاق ضيق، وحارات مزدحمة، وأصوات جلبة في كل مكان، محل صغير داخل إحدى حارات حي الجمرك القديمة، بمحافظة الإسكندرية، المدينة الأجمل والأعرق بمصر، والتي تحتفظ بتاريخ كل ما هو جميل داخلها.

يجلس السيد الخطيب، على ماكينة الخياطة الخاصة به، لا يعمل تروي ولا مصمم أزياء، إنما هو صانع "برانيط" أو البرنيطة النسائية الصيفية، والتي تعد من موضة السبعينات والستينات، إلا أنها تجددت مؤخرا وأصبحت السيدات والفتيات يقبلن على شرائها وارتدائها مع ملابس الموضة الحديثة.

يقول "الخطيب" والذي صنع تاريخ البرانيط في مصر الحديثة في 2023 ومصر القديمة في السبعينات، برنيط سعاد حسني صنعتها بيدي، ثم يجلس مفتخرا ومنتشيا لدقائق، ويوجه حديثه لمحرر "الفجر" قائلا: "مفيش أجمل من صنعتي"، أنا وضعت مصر فوق رؤوس الجميع.

ويضيف "الخطيب" في حديثه قائلا "ورثت المهنة من والدي الذي تعلمها من الأجانب الذين كانوا يعملون بها في ذلك الوقت، وبدأ بها في سن صغيرة من عمره، وكان والدي يقوم بتصنيع طواقي الصيادين والجناينية، وتطورت بعد ذلك إلى صناعة البرنيطة، وكانت الورشة متخصصه في تلك الصناعة منذ إنشائها حتى الآن.

ويتابع "الخطيب" أن والده لم يكن من المؤدين فقط، ولم يكن مجرد صنايعي يهمه البيع والشراء، بل كان مستمر في تطوير المهنة، وذلك أيضا يعود لأن زبائنه من الجاليات الأجنبية التي كانت تعيش في مدينة الإسكندرية، في هذا التوقيت وأن والده هو من قام بتصنيع البرانيط الخاصة بـ فيلم خلي بالك من زوزو للفنانة الراحلة سعاد حسني.

ويعرض "الخطيب" تاريخ صناعة البرانيط، والعديد من الأعمال التي تفتخر ورشته أنها أتجته خلال القرن الماضي، قائلا أنهم صنعوا أيضا  الكاسكيت الإيطالي والفروقية الخاصة بـ أحمد سوكارنو أول رؤساء إندونيسيا  وكان مشهور بها.

وأضاف، أنه سار على طريق والده،  بعد أن ورث المهنة منه، وكان مشغولا دائما بتطويرها، من كل الجوانب، مثل الخامات والموديلات لمواكبة التطور، وخاصة أن الورشة تنافس الصناعة الأوروبية المتخصصة في تلك الصناعة.

وأكد الخطيب، أنه يفتخر جدا بأن جميع المنتجات التي يستخدمها في  الورشة والتي تعد كل ما يملكه من شرف وفخر في الدنيا، صناعة مصرية كاملة وجميع الخامات متوفرة، وأنه سعيد أنه وضع مصر فوق رؤوس الجميع، إذ أنه يقوم بوضع رسوم فرعونية، وآثار مصر، والرموز الأثرية والتاريخية على البرانيط والقبعات التي يقوم بصناعتها، لأن المنتج المصري يتفوق على المنتج المستورد، ويقبل عليه الأجانب، ويهو يروج للسياحة ويعرف الناس بتاريخ مصر من خلال مهنته.

ويقول أقدم صانع برانيط، الحمد لله الأجانب يقبلون على شراء منتجات ورشتي، ومنهم من يأتي كل عام لشراء كل ماهو جديد مني، لأنها تتميز بالجودة العالية، وأيضا لأن سعرها أرخص من المنتج المستورد، أو المنتجات المماثلة في بلادهم، وسأظل أخدم وطني وأضع مصر فوق رؤوس جميع الناس من خلال ورشتي.