أمريكا توافق على إرسالها لأوكرانيا.. كل ما تريد معرفته عن الذخائر العنقودية

تقارير وحوارات

الذخائر العنقودية
الذخائر العنقودية

بدأت الحرب الروسية الأوكرانية تأخذ شكل أكثر خطورة وذلك بعدما أعلنت الولايات المتحدة أنها ملتزمة بتلبية الطلب الأوكراني لإرسال القنابل العنقودية المثيرة للجدل.

ومن المرجح أن تثير هذه الخطوة انتقادات شديدة من جانب جماعات حقوق الإنسان لأن هذا النوع من الأسلحة محظور من قبل أكثر من مئة دولة.

القنابل العنقودية

وأكدت وزارة الدفاع الأميركية أنها ستزود أوكرانيا بتلك الأسلحة، موضحة أن الولايات المتحدة ستزود أوكرانيا بأسلحة وذخائر جديدة.

قال الرئيس جو بايدن أن اتخاذ هذا القرار كان "صعبًا للغاية" في وقت تعاني قوات كييف للتقدم ميدانيًا في هجوم مضاد أطلقته قبل شهر لاستعادة أراض تسيطر عليها روسيا في شرق أوكرانيا وجنوبها.

وأضاف في مقابلة مع شبكة "سي أن أن" نشرت مقتطفات منها مساء الجمعة، إن اتخاذ هذا القرار كان "صعبًا للغاية من قبلي. وبالمناسبة، لقد بحثت فيه مع حلفائنا".

و حذر من أن "ذخيرة الأوكرانيين تنفد"، متابعًا: "هذه حرب ذخائر. هم تنقصهم تلك الذخيرة ونحن تنفد لدينا".

كما شدد على أن "الأمر الأساس هو إما أن يمتلكوا هذه الأسلحة لوقف الروس الآن ومنعهم من وقف الهجوم الأوكراني (المضاد) أو لا يمتلكونها. وأعتقد أنهم في حاجة إليها".

أكدت واشنطن حصولها على ضمانات من كييف بأن هذه الأسلحة التي حظرتها دول عدة لن تستخدم ضد المدنيين.

رد بريطانيا  

قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، اليوم السبت، إن بريطانيا وقعت اتفاقا يحظر إنتاج هذه الذخائر أو استخدامها.

ما هي الذخائر العنقودية؟

الذخائر العنقودية أسلحةٌ تتكون من حاويةٍ تفتح في الهواء وتنثر أعدادًا كبيرةً من "القنابل الصغيرة" أو الذخائر الصغيرة المتفجرة، وذلك على مساحة واسعة. 

وعلى حسب الطراز، يمكن أن يتراوح عدد الذخائر الصغيرة من عدة عشرات إلى ما يربو على 600. ويمكن إلقاء الذخائر العنقودية عن طريق الطائرات أو المدفعية أو القذائف.

الجزء الأعظم من الذخائر الصغيرة معدٌّ للانفجار عند الاصطدام. ويتسم أغلبها بميزة السقوط الحر، بمعنى أنها لا تـُوجه بصفة فردية نحو أي هدف ما.

متى استخدمت؟ 

الذخائر العنقودية استُخدمت للمرة الأولى في الحرب العالمية الثانية، ونسبةٌ كبيرةٌ من الذخائر العنقودية المخزَّنة في الوقت الحالي صُممت للاستخدام في الحرب الباردة.

وتمثل المقصد الأساسي منها في تدمير الأهداف العسكرية المتعددة المنثورة على مساحة واسعة، مثل تشكيلات الدبابات أو المشاة، وفي قتل المحاربين أو إصابتهم.

أغلبية الذخائر العنقودية الموجودة في المخزونات الحالية من طرز قديمةٍ (عشرون عامـًا أو أكثر)، وهي آخذةٌ في أن تصبح غير جديرة بالثقة وينبغي ألا تـُستخدم.

توجد في بعض الطرز اللاحقة خواص التدمير الذاتي، وذلك لكفالة أن تدمر الذخائر الصغيرة نفسها إذا فشلت في الانفجار حسبما هو مراد. بيد أن هذه التقنية لم توفر حلًا كافيـًّا لمشكلة الموثوقية. فخواص التدمير الذاتي أدت إلى انخفاض عدد الذخائر الصغيرة غير المنفجرة، وذلك في الاختبارات الواقعة تحت المراقبة، غير أنه في ساحة المعركة لا يزال المعدل الفعلي للفشل مرتفعـًا. فحتى هذه الأسلحة تبين أنها تخلِّف وراءها، على أرض الواقع، عددًا كبيرًا من الذخائر الصغيرة غير المنفجرة.

اتفاقية الذخائر العنقودية

عددًا متناميــًا من الدول ماضٍ في الالتزام باتفاقية الذخائر العنقودية، أو لا يزال كذلك، فهذه الاتفاقية توصلت إليها 107 دول عن طريق التفاوض واعتمدتها في مؤتمرٍ دبلوماسيٍّ انعقد في دبلن، بأيرلندا، في مايو 2008، وترسي الاتفاقية قواعد جديدة لضمان ألا تستخدم الذخائر العنقودية بعد ذلك وأن يـُعالج ما يرتبط بهذه الأسلحة من مشكلات إنسانية قائمة.

كم عدد البلدان التي تنتج الذخائر العنقودية وتخزنها؟

من المعلوم أن 34 بلدًا أنتجت ما يربو على 210 أنواع مختلفـة من الذخيرة العنقودية. ومن بين هذه الأنواع المقذوفات والقنابل والصواريخ والقذائف وأجهزة النثر (هزناي).
هناك ما لا يقل عن 87 بلدًا تخزن حاليـًّا ذخائر عنقودية أو فعلت هذا فيما مضى. ("هيومن رايتس ووتش"، "خريطة المعلومات"). وتبلغ المخزونات الحالية ملايين الذخائر العنقودية، مشتملةً على ملياراتٍ من الذخائر الصغيرة الفردية.

كم عدد البلدان التي استخدمت الذخائر العنقودية؟

من بين البلدان السبعة والثمانين التي تمتلك مخزونات من الذخائر العنقودية أو كانت تمتلكها، ثمة 16 بلدًا استخدمتها بالفعل إبّان نزاعات مسلحة ("هيومن رايتس ووتش"، "خريطة المعلومات"؛ الائتلاف المناهض للذخائر العنقودية).

وُثقت حالات غير قليلة بالاستخدام من جانب الجماعات المسلحة من غير الدول ("هيومن رايتس ووتش"، "نظرة عامة").

في حالة استخدام جزءٍ من الذخائر العنقودية الموجودة في المخزونات الحالية أو نقله إلى بلدانٍ أخرى أو جماعاتٍ مسلحةٍ أخرى من غير الدول، يمكن للعواقب أن تفوق إلى حدٍّ بعيدٍ تلك المترتبة على الألغام المضادة للأفراد في تسعينيات القرن العشرين.