رجل مقابل 300 دولار.. هكذا كانت تسعيرة الشاب في الجيش الأمريكي

عربي ودولي

بوابة الفجر

أقر الكونغرس خلال الحرب الأهلية الأمريكية في عام 1863 أول مشروع في التاريخ الأمريكي يجيز للرئيس تجنيد مواطنين تتراوح أعمارهم بين 20 و45 عاما لمدة 3 سنوات.

قبل ذك في 15 أبريل عام 1861، أصدر الرئيس الأمريكي أبراهام لنكولن إعلانا بتجنيد 75000 متطوع في جيش الاتحاد، إلا أنه سرعان ما اتضح عدم وجود عدد كاف من المتطوعين.

الكونغرس الأمريكي في مارس 1863 أقر مشروع القانون الأول، وبموجبه تعين على جميع الرجال الأمريكيين الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و45 عاما الخدمة العسكرية، إضافة إلى الذكور من المهاجرين من هذه الفئة العمرية، الذين كانوا تقدما بطلبات للحصول على الجنسية الأمريكية.

اللافت أنه تم اختيار المجندين من كل مجموعة عن طريق اليانصيب، حيث استخرجت اللجنة بشكل عشوائي اوراقا بأسماء المجندين من الصناديق، ثم نشرت هذه القوائم في الصحف.

مشروع القانون أتاح أيضا لكل مواطن أمريكي من الذكور تجنب الخدمة العسكرية وأهوال الحرب، وذلك بدفع رسوم قدرها 300 دولار، وهي تعادل بالقيمة الحالية 9350 دولارا، أو أن يقدم شخصا آخر ليكون بديلا عنه!
 

ذلك الإجراء أثار في نيويورك القانون أعمال شغب، أرسل إثرها الرئيس الأمريكي أبراهام لينكولن عدة وحدات من المليشيات وقوات من المتطوعين لاستعادة النظام، وبالمحصلة قتل 120 شخصا، وأصيب ما يزيد عن 2000، فيما قدرت الاضرار المادية بمليون دولار، حيث تم إحراق 50 منزلًا بالكامل، بما في ذلك كنيستان.

أسباب ذلك التمرد العنيف كانت وراءه فرصة "التملص من الخدمة العسكرية"، مقابل 300 دولار، وظهرت إثر دخول هذه الممارسة حيز التطبيق عبارة "رجل الثلاثمئة دولار"، وبذلك التمرد عبر سكان نيويورك عن استيائهم من أن "حرب الأغنياء يخوضها الفقراء".

التجنيد الإجباري في الولايات المتحدة  استخدم من قبل الحكومة الفيدرالية في ستة صراعات، خلال حرب الاستقلال الأمريكية، والحرب الأهلية الأمريكية، والحرب العالمية الأولى، والحرب العالمية الثانية، والحرب الكورية، وحرب فيتنام.

ظهر التجسد الرابع لمشروع الخدمة الإلزامية في عام 1940 من خلال قانون التدريب والخدمة الانتقائية، من عام 1940 إلى عام 1973، في وقت السلم وأثناء فترات الصراع، تم استدعاء الرجال لملء الأماكن الشاغرة في القوات المسلحة الأمريكية التي لا يمكن ملؤها بشكل طوعي، وانتهى التجنيد النشط في عام 1973، حين تحولت القوات المسلحة الأمريكية إلى جيش من المتطوعين.

مع كل ذلك لا يزال القانون الفيدرالي الأمريكي ينص على التجنيد الإجباري للرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و45 عاما وبعض النساء وفقا للمادة الأولى والقسم 8 من دستور الولايات المتحدة والمادة 10 من القسم 246 من قانون الولايات المتحدة.