حديث خاص للفجر الفني مع مؤلف تحت الوصاية خالد دياب

المؤلف خالد دياب: "كان لدينا مقترح نهاية سعيدة في "تحت الوصاية" وابتعدنا عن محايلة القانون" (حوار)

الفجر الفني

مؤلف مسلسل تحت الوصاية
مؤلف مسلسل تحت الوصاية خالد دياب


مؤلف متميز له بصمة واضحة في عالم الفن استطاع أن يبهرنا جميعًا هو وشقيقته بالتناوب في النصف الثاني من الماراثون الرمضاني لعام 2023 بكتابتهم لـ عمل درامي يبلغ عدد حلقاته 15 حلقة فقط ولكنه كان بمثابة أيقونة فنية لها رسالة مؤثرة وهدف قوي، لقت صدى لدى العالم العربي كله ونالت استحسان الجمهور وإشادتهم منذ الحلقة الأولى وكل هذا بسبب الأداء التمثيلي لفريق العمل واختلاف الحبكة الدرامية للمسلسل بجانب القصة الواقعية التي لمست قلوب المشاهدين وكان المسئول عنها هو 

المؤلف المتميز خالد دياب  



الذي رسم لنا بقلمه القطعة الفنية المتميزة والهادفة والسامية مسلسل "تحت الوصاية" لـ الفنانة منى زكي، والذي كان للفجر الفني حديث خاص معه عن المسلسل وعن مناقشة قانون "الوصاية" والتحدث عن الكواليس المسلسل بشكل مختلف وإلي نص الحوار:

 

في البداية، لماذا وقع الاختيار على دمياط وتحديدًا "عزبة البرج" لتنفيذ أحداث مسلسل "تحت الوصاية"؟  

في الحقيقة التصوير في عزبة البرج كان من اختيار المخرج محمد شاكر وهو اختيار هائل وممتاز من وجهة نظري، لإن منطقة عزبة البرج تخرج ثلث إنتاجية الصيد الخاصة بـ مصر بأكملها وتعد أيضًا أكبر منطقة لتجمع المراكب ويوجد بها أكبر المصايد في جمهورية مصر العربية وهذة المعلومات لم تكن متداولة قبل عرض المسلسل بين الجمهور أو بين صناع العمل ولكننا علمنا بها مؤخرًا.


إذا كان سنياريو "تحت الوصاية" ثابت ولم يتم تغيره وظل يحاكي قصة "الحاجة صيصا" مثلما كان في البداية، هل تتوقع إنه كان سيحقق نفس النجاح الذي حققه قصة المسلسل الجديدة الخاصة بحنان والصيد ؟  

في البداية، أنا أؤمن تمامًا إن ترتيبات الله عز وجل دائمًا تكون الأفضل فـ عندما فكرنا في قصة الحاجة صيصا كان لدينا تصور جيد تجاهها وكان هناك تحدي تمثيلي كبير وقتها لأن شخصية «الحاجة صيصا» هي شخصية تحمل سمات الرجال ومتمقصة دورهم من حيث الهيئة والصوت وكل شئ فكانت مغامرة كبيرة ومختلفة فعلًا، ولكن على الرغم من ذلك فـ أنا لا استطيع أن أحكم إن كانت قصة «الحاجة صيصا» ستنال صدى أو نجاح أكبر من قصة «حنان والصيد» أم لا لإنه لم يتم عرضها أو استكمالها من جهتنا وبالتالي لا يجب أن نقارن بينهم.و


مشهد النهاية الحزين كان واقعي ولكنه غير متوقع، هل تخوفت من فكرة عدم تقبل الجمهور للواقع وحبهم للنهايات السعيدة؟

أن أرى النهاية الحزينة هي النهاية الواقعية والسليمة للمسلسل، ولكننا بالطبع تناقشنا كثيرًا أنا وشيرين والمخرج لوضع نهاية تليق بالقصة وكان لدينا مقترح نهاية سعيدة بالفعل ولكننا تراجعنا لإنها ستدخلنا إلى منطقة التحايل على القانون وإيجاد ثغرات لإنقاذ حنان وهذا غير مستحب تمامًا وعكس الرسالة المراد إيصالها من البداية، لأن الرسالة الأساسية هي أن القانون يجب أن يُعدل بسبب ظلمه الواضح لـ السيدات الأرامل فقررنا أن يكون قانون الوصاية هو الجانب الشرير في القصة الذي يظلم البطلة ويسجنها فـ بالتالي نلقى الضوء على هذا القضية لـ تصل رسالتنا بالشكل المطلوب وتتحرك السلطات.


من وجهة نظرك، هل ترى أن الأم جديرة بمسئولية تحمل وصاية الأبناء بعد وفاة الأب أم كما ينص القانون أن العم والجد لهما الأولوية ؟

إن نظرنا للماضي فـ القانون المصري مستمد النص الخاص بالوصاية شخصيًا من الفقهاء الأربعة، والفقهاء الأربعة وضعوا هذا القانون من مئات السنين وقرروا بأشكال وصيغ مختلفة أن تكون الولاية من نصيب ذكر من العائلة سواء جد أو عم، وفي ذلك الوقت كان تفكيرهم صحيح ولا جدال به لإن المجتمعات حينها كانت متقاربة وتتمتع بقيم إخلاقية كبيرة وإن لم يتم اهتمام الشخص الواصي بالأبناء القصار كانت تعتبر بمثابة سُبة أخلاقية له، وحينها كان لكل مجتمع عُرف معين ومثال على ذلك وصاية عم وجد الرسول عليه عقب وفاة والده، فالوصاية تكليف وكانت تتم إدارتها بشكل صحيح في الماضي ولكن للأسف مع تغير الزمن وتقدمه أصبحت المعطيات مختلفة وهناك الآن تباعد أسري كبير من ناحية العم والجد، فـ الأم هي الوحيدة الذي تعرف احتياجات أبناءها النفسية والاجتماعية وكل تفاصيل حياتهم فهي الأولى والأجدر بالوصاية اليوم دونًا عن أي شخص ويجب إلقاء النظر مرة آخرى في القانون.

هل انت مكتشف أو مرشح عمر الشريف لتحت الوصاية بعد عملكم سويًا في برة المنهج أم كانت صدفة؟

لا، اختيار عمر الشريف في تحت الوصاية كان من اختيار المخرج محمد شاكر وهو  مخرج رائع وممتاز وأتشرف بالعمل معه ثانيًا وأكثر من مرة إن أمكن، بينما في برة المنهج كان عمر من اختيار المخرج المبهر عمرو سلامة وهو متميز بتعامله مع الأطفال الموهوبين واكتشافهم فهو من اكتشف أحمد داش وعمر الشريف فـ لديه موهبة ملحوظة في تلك النقطة. 

هل قصة مسلسل تحت الوصاية تصلح لفيلم سينمائي أم تقتصر فقط على كونها عمل درامي ؟

أعتقد إن "تحت الوصاية" يصلح كـ فيلم درامي وليس هناك مشكلة فيه وكان سيؤثر في الجمهور ويلمسهم كما فعل المسلسل بالضبط، ولكن تأثيره المجتمعي أفضل بكثير وهو مسلسل لأن المسلسلات تكون مشاهداتها كبيرة ويفضل الجمهور مشاهدة المسلسلات عن الأفلام فمثًلا مسلسل تحت الوصاية حقق ٦٢ مليون مشاهدة وإن كان فيلم وحقق مليون مشاهدة فقط في السينما فسيكون شئ عظيم لإن حسابات كلًا منهم مختلفة. 


وفاة عم ربيع أصابت الجمهور بصدمة، هل هذة رسالة أن رمز الخير لا يدوم والشر هو الذي ينتصر دائمًا؟

وفاة عم ربيع لها عدة أسباب، ولكن من أبرزهم أن هناك قاعدة درامية تفيد بـ انتصار البطل منفردًا وأغلب الكُتاب يلتزمون بهذة القاعدة ويحاولون خلق لحظات درامية مؤثرة للشخصية التي ستتوفى، ووفاة الشخصية في العمل الدرامي بها مخاطرة كبيرة جدًا لأن الجمهور في أغلب الأحيان يكون مرتبط بالشخصية بشكل كبير ولكن بعد مناقشات وقرارات يقرر ذلك والنهاية يجب أن يتحمل الكاتب نتيجة قراره ليخدم قصة المسلسل حتى وإن أصيب الجمهور بصدمة. 


المسلسل من كتابة آل دياب، كيف تم تقسيم السيناريو بينك وبين أستاذة شيرين شقيقتك؟

ليست المرة الأولى لنا أن نعمل سويًا، أنا ومحمد وشيرين عملنا سويًا في كتابة فيلم "الجزيرة 2" وفي مسلسل "طايع" وفي فيلم "أميرة" وعملت أنا وأميرة في فيلم "اشتباك"، فنحن لنا طريقة مميزة في تقسيم السيناريو والعمل فكل شخص منا يتولى مسئولية شخصية معينة في العمل الدرامي أو السينمائي ويكون مسئول عنها بالكامل ويطورها فيما بعد وكل منا يراجع مشاهد الاخر ونتناقش سويًا حتى نصل لحل ولسيناريو ينصر الدراما بعيدًا عن آرائنا الشخصية. 

 


فكرة مسلسل تحت الوصاية

تدور فكرة المسلسل حول إمرأة تحاول أن تحمل مسئولية أولادها بعد وفاة زوجها دون أن تشعرهم بأي شئ وتعمل منى زكي سائقة مركب في دمياط، ويحاول الموجودين السخرية منها، ولكن تخيب أملهم وتستطيع أن تدير المركب وتتوالى الأحداث في جو درامي.، تحاول منى زكي تشجيع ابنها على أنه يعتمد على نفسه، ويهتم بـ شقيقته، بسبب عدم وجودها حيث إنها في عرض البحر تدير مركب وتحاول أن تكسب قوتها بيديها في جو ملئ بالإثارة والتشويق مسلسل تحت الوصاية يتكون من 15 حلقة، ومن تأليف شيرين دياب وخالد دياب إخراج محمد شاكر خضير، إنتاج سعدي جوهر، بطولة منى زكي، دياب، نهى عابدين، مها نصار، رشدي الشامي.