بالتزامن مع محاكمة الأم المتهمة بقتل ابنها وطبخه.. خبراء يكشفون لـ "الفجر" أسباب انتشار تلك الجرائم الشاذة

تقارير وحوارات

الطفل يوسف
الطفل يوسف

زادت في الأونة الأخيرة جرائم القتل، ولكن الغريب في الأمر أن تصبح الأم هي القاتلة لأولادها، فالأم هي مصدر الأمان لدى أبنائها، وهي المسؤولة الأولى عن حمايتهم وليس القضاء عليهم وإنهاء حياتهم.


أم تقتل ابنها وتقوم بطهيه وأكله

 

ففي نهاية أبريل قامت أم بقتل طفلها وطهت الرأس وأكلتها، وقالت أنها حاولت أكله حتى لا يفارقها إلى الأبد.

حيث تعود البداية عندما تلقت الأجهزة الأمنية بالشرقية إخطارًا بالعثور على جثة الطفل يوسف البالغ من العمر 5 سنوات مقطعة إلى أجزاء داخل جردل بأحد المنازل الكائنة بمركز فاقوس.

وكشفت جهود فريق البحث أن مرتكبة الواقعة والدة المجني عليه وتدعي "هناء. م" 29 عامًا "منفصلة عن زوجها منذ عدة سنوات - مصابة بمرض الصرع" وتقيم أبو شلبي سوق الأحد القديم بدائرة مركز شرطة فاقوس، وتم ضبطها، وبمواجهتها اعترفت بارتكاب الواقعة، وأضافت أنها لم تتعمد قتل طفلها، حيث إنها تعاني من مرض نفسي وعاصرتها حالة من عدم الإدراك قامت على إثرها بخنق نجلها وقتله ثم تقطيع جثته وتحويلها إلى أشلاء وذلك باستخدام الساطور ووضعته داخل جردل ثم طهي أجزاء منها.


أم تقتل طفلها بريموت في الشرقية

 

شهدت مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية حادثًا مأساويًا، حيث تجردت أم من كل معانى الأمومة، وقامت بقتل طفلها البالغ من العمر 3 شهور، مستخدمة ريموت التلفزيون في تهشيم رأسه لكثرة صراخه وفرت هاربة.

كان قد تلقى اللواء إبراهيم عبد الغفار مدير أمن الشرقية إخطارًا من اللواء عمرو رؤوف، مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود إشارة مستشفى  بلبيس العام، بوصول طفل عمره 3 أشهر جثة هامدة، نتيجة تهشيم رأسه، وتم التحفظ على الجثة بمشرحة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة، وحُرر محضر بالواقعة.

وبسؤال الأب، اتهم زوجته بالتسبب فى وفاة الطفل، وتركت المنزل وفرت هاربة خوفًا منه، وتركت الطفل على السرير، وعند عودته من عمله وجده على السرير وأثار الدماء تنزف من فمه وعيناه وفارق الحياة.


أم تقتل أطفالها الثلاثة بقنا

 

كشفت تحريات المباحث تفاصيل واقعة تسمم أسرة مكونة من 4 أفراد في قنا، وهم الأب وأطفاله الثلاثة، إثر شربهم عصير المانجو.

وأوضحت التحريات أن الأم قدمت جرعة سم مركزة لزوجها وأطفالها، فمات الأطفال في الحال، بينما نجا الزوج بأعجوبة بعد إصابته بإصابات بالغة نقل على إثرها إلى مستشفى قنا المركزي، وأجريت له الإسعافات الأولية داخل مركز السموم، حتى استقرت حالته الصحية، لافتة إلى أن الأم والعشيق أعدا خطة الجريمة قبل تنفيذها بـ3 أيام، في قرية البيجا بفرشوط.

وقالت تحريات المباحث إن المتهمة بقتل أطفالها، كانت تربطها علاقة غير شرعية بعشيقها منذ عدة أشهر، وكانت تقابله مرة أسبوعيًا، وعندما توطدت علاقتهما وتكررت على مدار 6 أشهر متصلة، وضعت الزوجة وعشيقها خطة للتخلص من جميع أفراد أسرتها وهي القتل بالسم، وبالتالي تخرج الزوجة والعشيق من القضية، بزعم أن العصير كان منتهي الصلاحية، مشيرة إلى أن تلك الخطة لم تمر وفق رؤية العشيقين، بسبب تعدد روايات الزوجة، التي ذكرت أن الأطفال تناولوا عصير منتهي الصلاحية من محل بقالة لا تعرفه، لأن الأطفال هم من قاموا بشرائه، ولكن التحريات كشفت كذب تلك الرواية بعد مراجعة جميع محال البقالة القريبة من المنزل.

وأفادت التحريات بأن الأم تسلمت 4 علب عصير مانجو، أحضرها عشيقها إليها بعد أن وضع جرعة سم مركزة فيها، وأخذتها ولم تتردد في قتل أطفالها، موضحة أنها قدمت لهم العصير وتركتهم يصرخون أمامها حتى مات الأطفال، وحضر جيرانها على استغاثة الأب ونقلوه إلى المستشفى لإسعافه.

دكتورة سامية خضر 


ليست بإنسان طبيعي

"نحن لا نهتم بالأمور المجتمعية ولا النفسية فالجزء النفسي والمجتمعي مهمين لأقصى حد" هكذا بدأت الاستشارية الإجتماعية الدكتورة سامية خضر حديثها، فالإنسان يختلف كثيرًا عن الحيوان المتوحش الذي يكون مسكنه الغابات ويعيشون على الافتراسات، ولكن هناك نقطة في هذا الأمر أن هذه السيدة ليست متكاملة العقل، لأن هذا ليس بأمر طبيعي، فالإنسان بطبعه لا يأذي ولا يقتل.

وتابعت الدكتورة سامية خضر الاستشارية الإجتماعية في تصريح خاص "للفجر"، هذه المرأة والأم القاتلة تحولت من إنسان طبيعي إلى إنسان اختفى جزء من عقله، فهناك جزء من النواحي العصبية والنفسية قد أصابها الضمور مما جعلها لا تفكر كإنسان طبيعي، فيجب دخولها مصحه نفسيه لمعالجتها.

وأكملت خضر، هناك كارثة كبيرة يجب أن نشير إليها وهي اختفاء البرامج الإيجابية والدراما الإيجابية فهي كانت من المواد المساعدة للأسرة والشباب في اختيار الطريق السليمة والمساعدة على تربية الأبناء وتهذيبهم، فهذه السيدة لا يجب أن نحاسبها كإنسان عاقل بعدما فعلت هذا الأمر بأبنها.

واختتم الدكتورة سامية خضر، أقصى حبس هو الحبس الانفرادي وهذه المرأة كانت حابسه نفسها انفراديًا، وأشارت أنها ليست متعاطفه معاها ولكن هناك دراسات نفسية واجتماعية ويجب أن تعرض عليهم هذه السيدة، كما زادت المشكلات النفسية والاجتماعية والأسرية لأنه لم يعد هناك أي محاولة لو قدوة للشباب أو المرأة يسيروا على خطاه.

دكتور فتحي قناوي 


مراجعة الحالة النفسية

"الفكرة في هذا الموضوع هي الحالة النفسية الذي يكون عليها الشخص وما الذي يسيطر عليه"، هكذا بدأ الدكتور فتحي قناوي حديثه، فهل الشخص القائم بهذا العمل يمر بظروف معينه أو الانتقام من شخص أخر بفعله أو هل يبحث عن آثار أو هل هذه الشخصية تعتمد على الوسوسه والجن وغيره.

وتابع الدكتور فتحي قناوي أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الجنائية والإجتماعية في تصريح خاص "للفجر"، فعندما تحدث مثل هذه الواقعة لا بد أن نقف كثيرًا أمام المسببات، ليس المشكلة ما حدث ولكن المشكلة المسببات التي أدت إلى حدوثها، لأن هذه المسببات هي التي تساعد في علاج مثل هذه الحوادث.

وأكمل، فنحن يجب أن ندرس دوافعها لفعل ذلك، أسبابها النفسية، ما قيل عنها من الزوج والجيران، فينتهي الأمر بالخروج بخلاصة تبين لماذا فعلت ذلك، أي إلقاء الضوء على المشكلة دون إثارة التريند أو افتعال مشكلة أخرى تتم تكرارها.

واختتم الدكتور فتحي قناوي، يجب على كل أسرة عندما ترى مثل هذه الحالات على الأم أن يقوموا بعزلها عن أبنائها لكي لا تتكرر مثل هذه الحالات.