«بسبب الأفروسنتريك».. منع بعثة أثرية أجنبية من العمل في سقارة (تفاصيل)

أخبار مصر

معرض كيميت بمتحف
معرض كيميت بمتحف ليدن

أصدرت إدارة البعثات الأجنبية التابعة للمجلس الأعلى للآثار في وزارة السياحة والآثار، قرارها بمنع بعثة أثرية هولندية والتابعة لمتحف ليدن الوطني من استكمال أعمالها في مصر، وتحديدًا في منطقة سقارة، وذلك بسبب ما وصفته إدارة البعثات في خطابها الموجه للمتحف من أن ما يجري من قبل المتحف التابعة له البعثة هو من قبيل التزوير التاريخي، حيث تروج لما يعرف بـ الأفروسنتريك. 

«بسبب الأفروسنتريك».. مصر تمنع بعثة أثرية هولندية من العمل في سقارة (تفاصيل)

وجاء هذا المنع من رئيس إدارة البعثات الأجنبية المصرية للبعثة الأثرية الهولندية، بعد معرض أقامه المتحف الوطني للآثار RMO في ليدن تحت عنوان «كيميت» يروج فيه لفكرة المركزية الأفريقية أو الأفروسنتريك، وحسبما أفادت صحيفة "إن آر سي" الهولندية يوم الاثنين 5 يونيو أن متحف ليدن تلقى رسالة بالبريد الإلكتروني من إدارة البعثات الأجنبية التابعة لوزارة السياحة والآثار، يفيد بإيقاف البعثة الأثرية التابعة للمتحف من العمل في منطقة سقارة في مصر. 

مدير متحف ليدن 

ومن ناحيته افاد ويم ويجلاند، مدير عام المتحف الوطني الهولندي حسبما أفادت شبكة CNN أن السلطات المصرية رفضت منح المؤسسة تصريحًا لموسم الحفائر القادم في سقارة، حيث يقوم المتحف بأعمال التنقيب السنوية هناك منذ أكثر من 40 عامًا، وكانت أحدث بعثة تنقيب للمتحف ما بين 19 فبراير و23 مارس 2023، وقال ويجلاند إن سبب رفض التصريح هو "تزوير التاريخ" المفترض في المعرض الحالي والذي أعلن عنه المتحف تحت عنوان كيميت وأضاف أن المتحف يحاول فتح الحوار مع السلطات المصرية حول هذا الأمر.

معرض كيميت ورفض شعبي 

وأوضح ويجلاند لشبكة CNN أن المعرض كيميت  هو إظهار لمدرسة مصر القديمة والرسائل الموسيقية للفنانين السود، وكذلك إظهار ما يمكن أن يخبرنا به البحث العلمي والمصري عن مصر القديمة والنوبة، والمعرض افتتح في أبريل ويستمر حتى 3 سبتمبر، ويبدأ رحلة عبر تاريخ الموسيقى ويبحث في تأثير مصر القديمة والنوبة في أعمال العديد من الموسيقيين الأفارقة، بما في ذلك أيقونات موسيقى الجاز مثل مايلز ديفيس وسان را والفنانين المعاصرين مثل بيونسيه وريهانا، فيما علق العديد من المصريين على وسائل التواصل الاجتماعي على صور المعرض بصور تُظهر رسومات مصرية قديمة ذات بشرة فاتحة بجانب الرسومات ذات البشرة الداكنة والتي يقولون إن المتحف يعمل على نشرها.

خطوة على الطريق الصحيح 

ومن ناحيته قال بسام الشماع المؤرخ المعروف والمرشد السياحي الشهير، في تصريحات خاصة إلى الفجر، بإن الخطوة التي اتخذتها إدارة البعثات المصرية خطوة على الطريق الصحيح، حيث أنه من المفترض أن لا يتم السماح لأي بلد أجنبي بالتنقيب عن آثار مصر من ناحية وتشويهها من ناحية أخرى، وإن كان فتح باب الحوار سيفيد فأهلًا ومرحبًا. 

يجب إتباع نفس السياسة مع آخرين 

وأضاف الشماع أنه يجب اتباع نفس السياسة مع البلاد التي ترفض إرجاع الآثار المصرية التي تحتفظ بها وقد خرجت بطريقة غير شرعية من مصر، مثل حجر رشيد في إنجلترا، والزودياك في فرنسا، وتمثال عنخ حا إف مهندس الهرم الأول والثاني في متحف بوسطن بأمريكا، وتمثال حم أيونو في ألمانيا، ورأس الملكة نفرتيتي في ألمانيا أيضًا، فكل هذه قطع أثرية شهيرة، خرجت بطرق تخالف المعمول بها وقت خروجها، سواء من ناحية اقتسام ما ينتج عن الحفائر أو الإهداء. 

حق الملكية الفكرية للآثار المصرية 

ثم أكد الشماع أنه من المفترض أن تستعيد مصر كل قطعة أثرية مصرية من الخارج سواء خرجت عن طريق ما يعرف «بالطرق الشرعية»، أو عن طريق التهريب نتاج الحفر خلسة، ويجب تفعيل قانون الملكية الفكرية على كل الآثار المصرية القديمة، والمطالبة بأي قطعة معروضة في أي متحف على مستوى العالم.