هل سينجو بوتين.. وما هو موقف الغرب من الانتخابات الرئاسية الروسية ؟

عربي ودولي

الانتخابات الرئاسية
الانتخابات الرئاسية الروسية

هل سينجو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسط الصراع المحتدم بين موسكو والغرب بقيادة واشنطن جراء الحرب في أوكرانيا، خلال الانتخابات الرئاسية الروسية المقبلة؟.. من هنا وجّهت رئيسة لجنة الانتخابات المركزية في روسيا، إيلا بامفيلوفا، الاتهامات لأمريكا وأوروبا بالعمل على إفشال الانتخابات الرئاسية الروسية التي تجري مارس المُقبل 2024.

وشملت الاتهامات الروسية للولايات المتحدة وحلفائها،أولًا؛َ إنفاق أموال طائلة لإفساد العملية الانتخابية بخلاف التخطيط لشن هجمات إلكترونية ومحاولة توجيه الرأي العام، الاتهامات نفسها وجهتها واشنطن لموسكو منذ 4 سنوات خلال سباق الوصول للبيت الأبيض.

كما توقّع متخصصون أن تكون نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة عالية، بعد تأكيد إجرائها في موعدها المقرّر بعد أقل من عام، بينما يرى جانب آخر أن بوتين سيُواجه انتخابات أكثر صعوبة بالأخص حال شن الهجوم المضاد لأوكرانيا.

الالتزام بالقانون والدستور الروسي

الالتزام الصارم بالقانون والدستور الروسي، مسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأول لضمان نجاح الانتخابات المحلية في سبتمبر المقبل والرئاسية في مارس 2024، مشيدا أمام الجمعية الفيدرالية في فبراير الماضي، بالقوى السياسية في بلاده، التي على الرغم من اختلاف مقارباتها للمسائل الاجتماعية والاقتصادية، بدت متحدة بشأن مسألة أمن البلاد وسيادتها.

في تلك الزاوية، يقول الباحث في الشؤون الروسية الأوروبية، الدكتور باسل الحاج جاسم، إن الانتخابات الرئاسية المنتظرة العام المقبل لن تكون عادية وتواكب مرور روسيا بحالة احتقان في سياساتها الخارجية مع العالم الغربي تزيد في حدتها عمّا شهدتها خلال الحرب الباردة.

بالتالي لا بد من حالة تجهيز عالية للتأمين وسط مخاطر أمنية وعسكرية جراء حرب مستمرة في الجارة الأوكرانية مع احتمالات متصاعدة لنشوب حرب شاملة والحديث عن حرب نووية، وكلها احتمالات قائمة وممهدة لاستقرار أي كيان أو إتمام عملية انتخابية.

أضاف باسل الحاج جاسم، في تصريحات خاصة لـ "سكاي نيوز عربية"، أن إجراء الانتخابات في موعدها وفي الأقاليم التي انضمت للعلم الروسي في العام الأخير، أكبر تحدٍّ يواجه موسكو في قادم الأيام وسط تهديدات أمنية وقصف تتعرض له مناطق روسية في الشهور الأخيرة.

وذكر جاسم عددا من النقاط التي تسعى روسيا لإثباتها من إجراء الانتخابات الروسية المقبلة:

- إجراء الانتخابات في موعدها المقرر مارس 2024 إثبات لقدرة روسيا على النجاح السياسي رغم الأزمات.
- القدرة على تأمين منافسة انتخابية وقت الحرب أكبر نجاح عسكري لموسكو في وجه الغرب.
- الاصطفاف السياسي والداخلي الروسي يعكس قرارات أكثر حزمًا لروسيا خلال المعركة.

رهان بوتين

مِن المتوقع أن يتركز انتباه بوتين حال تأكيد ترشحه للانتخابات في روسيا لولاية جديدة، على عدة نقاط داخلية وخارجية حسب فيتالي ليتوفكين، الخبير العسكري الروسي بمركز "wapams" للدراسات السياسية.

في الداخل الروسي الثقة المتزايدة التي أوضحتها استطلاعات الرأي في أداء وقرارات فلاديمير بوتين طوال الشهور الماضية ستكون البطاقة الرابحة، لا سيما مع تزايد شعور الروس بالخطر في مواجهة تهديدات الغرب المحدقة ببلادهم.

يرى فيتالي ليتوفكين، أن بوتين يعتمدا داخليا على:

تنامي الشعور بوجود خطر حقيقي للنيْل من قوة موسكو وإضعافها.
الاقتصاد الروسي عَبَر بسلامٍ مِن فخ العقوبات الغربية الأمريكية الهيستيرية على البلاد.
تراجُع معدل البطالة بخلاف زيادة التصنيع العسكري الذي يزيد من قوة البلاد.
أما على الجانب الخارجي، فحقق الرئيس الروسي العديد من النجاحات والتي يراهن بها في سجله قبل الانتخابات لعل أبرزها:

كسر الهيمنة الأمريكية والغربية على العالم الذي أصبح متعدد الأقطاب.
تكوين شبكة دولية قوية من الحلفاء؛ مثل الصين والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية.
فشل الغرب في عزل روسيا دوليا وإظهارها كدولة منبوذة.

الانتخابات والحرب

في سياق متصل، كشفت رئيسة لجنة الانتخابات المركزية في روسيا، إيلا بامفيلوفا، أن "لجنة الانتخابات المركزية تستعد لانتخاب رؤساء لمقاطعتي زابوريجيا وخيرسون، بعد أن أصبحتا جزءا من روسيا الاتحادية، بالطريقة نفسها كما في جميع أرجاء البلاد".

كما تحدَّثت بامفيلوفا عن أبرز الاستعدادات التي ستكرس الأجهزة الروسية جهودها لدعم نجاح الانتخابات في تلك المناطق وتتمثل في:

تكثيف تدريب أعضاء اللجان الانتخابية في تلك الأقاليم.
ضمان توفر الظروف الملائمة منها أماكن العمل والاتصالات.
إجراء الانتخابات وفقًا للقانون الروسي وبناءً للظروف الأمنية المتاحة.
هنا يقول فاديم أريستوفيتش، الأكاديمي في الشؤون الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، إنّ باب الخروج الوحيد للرئيس الروسي من أجل ولاية رئاسية أخرى هو إنهاء الحرب في أوكرانيا لكن منتصرًا، وهو الأمر الذي يعد صعب المنال في الوقت الراهن أو خلال الشهور المقبلة، على حد وصفه.

وأضاف أريستوفيتش، أن هناك تخوفا روسيا من إجراء الانتخابات دون حسم المعارك أو التوصل لصيغة ترضي بوتين الذي قدّم الوعود للداخل الروسي بضم أوكرانيا في عملية خاطفة حتى تحولت لحرب شاملة ودخلت عامها الثاني.