خلافات "بن غفير" والمعارضة الإسرائيلية تعود على الساحة الدولية

عربي ودولي

وزير الأمن القومي
وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير

يبدو أن خلافات بن غفير والمعارضة الإسرائيلية لم تنتهي بعد وتعود من جديد علي الساحة العالمية، فقد شهدت الساحة السياسية الإسرائيلية، اليوم الجمعة، اتهامات متبادلة بين وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير وقادة المعارضة، على إثر التوتر الأمني الذي تشهده إسرائيل على الجبهتين الشمالية والجنوبية.

ويأتي ذلك، على الرغم من إعلان قادة المعارضة تقديمهم الدعم الكامل للائتلاف الحكومي الذي يقوده بنيامين نتنياهو بمواجهة التهديدات الأمنية، ومطالبتهم للحكومة الإسرائيلية برد قوي على إطلاق الصواريخ من لبنان وغزة.

هجوم بن غفير على المعارضة الإسرائيلية

وهاجم وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير المعارضة الإسرائيلية، واتهمها بـ "التسبب في تشجيع أعداء إسرائيل على إطلاق الصواريخ"، وقال إن "وجهة نظري الراسخة هي أن الردع لا يتحقق من خلال الاحتواء".

وأضاف بن غفير بمنشور عبر حسابه على فيسبوك أنه "لسوء الحظ أنا لا أحدد السياسة الأمنية للحكومة الإسرائيلية؛ ولدي تأثير معين فيها"، متابعًا: "طريقتنا لخلق معادلة لا مثيل لها لأعدائنا لا تكون إلا من خلال عمل لا يلحق الضرر بنا".

وتابع أن "إسقاط الحكومة ليس خيارًا فبكل عيوبها هي أفضل ولديها مسؤولية أكثر من الحكومة السابقة"، متهمًا الحكومة السابقة بالمسؤولية عن رفع مستوى التهديدات الأمنية لإسرائيل خلال فترة ولايتها، حسب تعبيره.

واستكمل: "وزير الدفاع الأسبق بيني غانتس رد على الإرهاب باستضافة أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) في منزله، وتحويل نصف مليار شيكل للسلطة الفلسطينية، وإزالة الحواجز الأمنية الحيوية".

وأضاف "كما أن الاتفاق مع لبنان تم بطريقة غير ديمقراطية ووعد وهمي بإزالة إمكانية المواجهة مع حزب الله"، مستكملًا: "نحتاج وقتًا طويلًا لإصلاح الضرر الذي تركوه لنا"، حسب قوله.

واتهم بن غفير، المعارضة الإسرائيلية بـ "إرسال رسائل سلبية عن الوضع الداخلي، والسعي إلى تفكيك الجيش الإسرائيلي، والتشكيك بوجود دولة إسرائيل"، متابعًا: "كل ذلك يشجع أعداءها على البدء بصراع عسكري".

تصريحات بن غفير الغير مجدية

وردًا على ذلك، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، إن "بن غفير اختار بعد ساعات قليلة من مقتل عدد من الإسرائيليين بعملية مسلحة نشر تصريحات بائسة ومتذمرة بعيدًا عن مسؤوليته عن البحث عن منفذي العملية والإخفاقات".

وأضاف لابيد، في تغريدة عبر حسابه الرسمي على "تويتر": "لا أريد أن أفكر ماذا كان سيقول بن غفير عن هذه الحكومة الفاشلة لو كان في المعارضة".

بدوره، قال زعيم "معسكر الدولة" بيني غانتس، مهاجمًا بن غفير: "لم يكن هناك وزير في مجلس الوزراء تحدث كثيرًا عن الأمن ولم يفهم سوى القليل عنه".

وأضاف غانتس، في تغريدة عبر حسابه على "تويتر": "لم يكن هناك أيضًا وزير بمجلس الوزراء اختار تخريب تماسك المجتمع الإسرائيلي، وتقويض قوة الردع أثناء إطلاق الصواريخ على مواطنينا".

من ناحيتها، قالت زعيمة حزب العمل، ميراف ميخائيلي، إن "الحكومة اليمينية ليس لديها ولن يكون لديها رد على الإرهاب، ولا يمكنها إخماد التوتر الأمني"، مضيفةً: "الطريقة الوحيدة لاستعادة الأمن هي من خلال الحوار مع الفلسطينيين والسعي لتحقيق تسوية سياسية".

وتابعت ميخائيلي، في تغريدة عبر حسابها على "تويتر": "كل من يقول إن هناك حلًا سحريًا آخر يكذب، وكلما أسرعنا بفهم هذا، زادت قيمة الأرواح التي سيتم إنقاذها"، حسب تعبيرها.

عجز إسرائيلي في التعامل مع التوتر الأمني

ويرى المحلل السياسي، حسن عبده، أن "المواجهة بين وزير الأمن القومي وقادة المعارضة تظهر عجزًا إسرائيليًا في التعامل مع التوتر الأمني، وتمثل مؤشرًا على عمق المعركة الداخلية بين المعارضة وائتلاف نتنياهو".

وأوضح عبده، لـ "إرم نيوز"، أن "ذلك يمثل انكشافًا واضحًا لتأثير الوضع الداخلي والمناكفات السياسية على قوة الجيش الإسرائيلي، ويظهر عجزه تجاه اتخاذ قرار بشأن شن عملية عسكرية سواء في لبنان أو قطاع غزة".

وأضاف: "إسرائيل لديها مخاوف كبيرة من اتخاذ قرار بالدخول في مواجهة عسكرية على الجبهتين الشمالية والجنوبية، وذلك بسبب الخلافات الكبيرة بين أحزابها"، مشددًا على أن ذلك أحد عوامل تدهور الوضع الأمني.

وبحسب المحلل السياسي، فإن "جميع الأطراف الإسرائيلية منشغلة في الخلافات الداخلية والصراعات على حساب الملفات الأخرى"، مؤكدًا أن ذلك سيعود بالضرر الكبير على المستويات الأمنية والسياسية والاقتصادية في إسرائيل.