نصائح للمستثمرين في سوق العقارات داخل منطقة الشرق الأوسط

منوعات

بوابة الفجر

سوق الاستثمار العقاري في الشرق الأوسط يظهر نموًا في 2023

حجم النمو سوق العقارات في الشرق الأوسط ضخم جدًا في عام 2023، فمثلًا يقدر حجم الاستثمار التقديري لعمليات الاستثمار العقاري هناك ب1.36 تريليون دولار، ويمثل استثمار المملكة العربية السعودية من هذا المبلغ 64.5% أي ما يعادل 877 مليار دولار، يليها دولة الإمارات باستثمارات تقدر ب 293 مليار دولار أي ما يقابل 21.6% من نسبة الاستثمار الكلية في منطقة الخليج.

بجانب توقعات إيجابية جدًا لسوق العقارات في عام 2023 في منطقة الشرق الأوسط - خصوصًا المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية، هناك أخرى توقعات لارتفاع أسعار النفط، وهذا الأمر في صالح الدول الخليجية، لأنها دول تعتمد كثيرًا في اقتصادها على النفط، في حين أن هذه الزيادة في الدخل القومي للدول الخليجية ستمثل نقص في الدخل القومي للدول المستهلكة للنفط مثل الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا يجعل أسعار سوق العقارات الأمريكية أعلى وقيمة الربح أقل، في حين أن زيادة المدخول السنوي من النفط لدول الخليج مثل السعودية وقطر والإمارات سيجعل السوق العقاري أفضل بكثير.

العقارات السكنية

هناك الكثير من التسهيلات المستجدة في بلاد منطقة الشرق الأوسط ستؤثر بشكل كبير على أسعار العقارات والإيجارات هناك. مثال على ذلك بلاد مثل الإمارات وعمان والبحرين خففوا قواعد الملكية الأجنبية، وأطلقوا تسهيلات جديدة للإقامة داخل البلاد، بجانب السماح بالإقامة عن طريق فيزا الاستثمار. كل هذه التسهيلات جعلت هناك جاذبية ونظرة جديدة للشرق الأوسط في السوق العقاري مما أدى إلى إقبال الاستثمار الأجنبي بصورة أكبر. أيضًا كأس العالم في قطر عام 2022 واكسبو دبي 2020، مثل هذه الأحداث الكبيرة جدًا جذب جميع العيون حول العالم، وغيرت نظرة الكثير من المستثمرين عن الشرق الأوسط، بجانب تشجيع السياحة في هذه المنطقة، حيث يمثل مدخول السياحة نسبة 16% من إجمالي الناتج القومي لدولة الإمارات، هذا الرقم ضخم جدًا ويخدم عملية النمو المستدام التي لا تعتمد على موارد مستنفذة مثل النفط، مما يصب في النهاية في مصلحة الاقتصاد الكلي لدولة مثل الإمارات.

يقول الخبير الاقتصادي تيمور خان أن بعد جائحة كورونا فمتوقع أن عام 2023 يكون عام النمو في خدمات الفندقة، وذلك بعد تخفيف قيود الوباء، أيضًا الأسواق السكنية ستشهد في بعض المناطق مثل دبي والرياض أداء مرتفع وذلك سيكون نتيجة نقص الوحدات المعروضة نتيجة التوسع في أماكن أخرى سيكون فيها تخمة في العروض مما سيؤدي إلى انخفاض سوق البيع والشراء، أما فيما يخص تأجير الوحدات السكنية ومكاتب العمل فنظرًا للتسهيلات الجديدة هناك توقع لنمو معدلات الإيجار وهذا أيضًا ما تشهده شركة ميتروبوليتان – metropolitan التي وصلت لمعدلات هائلة في بيع وتأجير العقارات بقيمة تصل إلى 13 مليار درهم إماراتي في الإمارات.

 

العقارات التجارية

المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية تمثلان القوة الضاربة في مجال العقارات التجارية في عام 2023، حيث سيكون هناك طلب مرتفع مع توافر الوحدات المطروحة على مدار العام مما سيجعل الأسعار مقبولة جدًا. وحسب البيان الصحفي التي أطلقته جريدة زاوية، فإن سوق العقارات التجارية في الإمارات يعد بين الأقوى حول العالم في الوقت الحالي، حيث هناك توقعات إيجابية باستمرار ارتفاع قيمة رأس المال للوحدات المباعة والمؤجرة لمدة 12 شهر طوال عام 2023، بجانب إظهار الاستثمار الأجنبي لثقته في سوق العقارات الإماراتي، وهذا يعطي مؤشرات نمو متزايدة أيضًا. كما أشارت مؤسسة RICS أن هناك توقعات كافية ومستمرة في ازدياد القيمة الرأس مالية للعقارات التجارية في الإمارات. حيث اجتذبت الإمارات عددا كبيرًا من المشترين الأجانب متقدمة على جارتها السعودية في ذلك.

ولكن في المقابل المملكة العربية السعودية لم تستسلم بل خصصت 63 هكتار من العقارات التجارية الجديدة ضمن خططتها العقارية لعام 2023، حسب جريدة كونستركشن وييك المتخصصة في تحليل مجال العقارات العالمية، وذكر الصحفي نيها بهاتيا في ذلك التقرير أن الطلب على مكاتب الشركات المشطبة يلقى إقبال كبير في السعودية خصوصًا من الشركات الناشئة، حيث شهدت مدينة الرياض مثلا زيادة إجارية في مكاتب الصف الأول (أ) بنسبة 5.8% هذا العام محققًا زيادة عن نفس الربع في العام المنصرم، في حين إيجارات الوحدات كاملة التشطيب الصف الثاني (ب) لاقت زيادة مقدارها 1.5%. أما في جدة فارتفعت قيمة الإيجار في وحدات الصف الأول (أ) بنسبة 7.4%، كما أرتفعت معدلات الإشغال وحدات الصف الأول إلى 90.6% وإشغال وحدات الصف الثاني بنسبة 76%. أيضًا هناك أسواق ناشئة مثل مصر التي قامت ببناء مدينة العالمين المطلة على البحر المتوسط والتي ينتظرها مستقبل مشرق، أيضًا البحرين وقطر.

 

السياحة والضيافة

عام 2023 سيكون الأول من بعد الجائحة دون أي قيود أو محظورات؛ ونتيجة لذلك سيكون هناك نمو كبير جدًا في قطاع السياحة في هذه البلاد مثل الإمارات والسعودية ومصر، حيث متوقع أن تصل مستويات استضافة السياح في عام 2023 نفس مستويات عام 2019، وهو العام الأخير قبل الجائحة، وذلك سيسبب انعاش حركة السياحة ككل، وهذا يصب في مصلحة المستثمرين العقاريين الذين يمتلكون وحدات سكنية في المناطق السياحية، حيث يمكنكم تأجيرها بمبالغ جيدة عن طريق موقع AIRPNP، أو شراء غرف فندقية من الفنادق نفسها وتأجيرها للسياح مباشرة من خلال إدارة الفندق، أفضل الأماكن التي يمكنكم فيها بالاستثمار السياحي هي دبي وأبوظبي والغرقة وشرم الشيخ والرياض وجدة.

 

خاتمة

أخيرًا الاستثمار العقاري هو الاستثماري الأكثر أمان في السنوات لقادمة بالنسبة لجميع الدول المتقدمة، وذلك لأن الإنتاج النفطي سيقل في العديد من البلاد مثل أمريكا وروسيا، وهذا سيضع هذه البلاد في حاجة ماسة لوجود بدائل استثمارية، وهذا ما قامت به الدول الخليجية في الوقت الحالي، هي توجهت العديد من البلاد مثل الإمارات والسعودية وقطر ومصر إلى تحويل الأراضي الصحراوية الساحلية ذات القيمة المنخفضة، إلى أرضي قيمة عن طريق بناء الطرق والبنية التحتية المناسبة لجذب المستثمرين، مما يزداد من قيمة هذه الأراضي بصورة مضاعفة في أوقات قصيرة، ليصل إجمالي هذه الاستثمارات المتوقع في 2023 إلى ما يقارب 1.4 ترليون دولار.