هل تدخل البلاد نفق مظلم.. ماذا يحدث فى بيرو؟

عربي ودولي

أزمة بيرو - أرشيفية
أزمة بيرو - أرشيفية

أكدت محكمة استئناف في بيرو قرار الحبس الاحتياطي لمدة 36 شهرا للرئيس السابق بيدرو كاستيليو، المتهم بالفساد والمعتقل منذ ديسمبر بتهمة التمرد بعد محاولة انقلاب مفترضة.

وكتبت المحكمة العليا فى تغريدة على حسابها بموقع "تويتر": "تصادق الدائرة الجنائية الدائمة للمحكمة العليا برئاسة سيزار سان مارتن كاسترو، على الحبس الوقائي 36 شهرا بحق الرئيس السابق بيدرو كاستيليو تيرون المتهم بالجريمة المفترضة المتمثلة بتشكيل عصابة إجرامية من بين تهم أخرى".

حبس رئيسة بيرو والتحقيق معها

وفى تاريخ 29 مارس الماضى، أعلن الادعاء العام في بيرو، عن بدء التحقيق مع رئيسة البلاد الحالية دينا بولوارت، بتهمة ارتكاب عمليات غسيل أموال وتمويل غير قانوني للحملة الانتخابية خلال الانتخابات الرئاسية عام 2021.
وقال مكتب الادعاء العام -في تغريدة على موقع تويتر، إن بولوارت وكاستيو ومستشاره السابق هنري شيمابوكورو يخضعون للتحقيق في اتهامات تتعلق بارتكاب جرائم التمويل المحظور لمنظمات سياسية بالإضافة إلى غسيل الأموال، مشيرا إلى أن ارتكاب هذه الجرائم وقع خلال الحملة الانتخابية لحزب بيرو الحرة في عام 2021 عندما كان كاستيو مرشحا للرئاسة وبولوارت لمنصب نائب الرئيس.
وتشهد بيرو أزمة سياسية منذ الإطاحة بكاستيو واعتقاله في السابع من شهر ديسمبر الماضي في اتهامات تتعلق بالتمرد لمحاولته حل الكونجرس.

باحث سياسي: البلاد تمر بأزمة معقدة 

من جانبه، وصف محمد ربيع الديهي الباحث فى العلاقات الدولية، الأزمة الحالية في بيرو بأنها معقدة، نتيجة مجموعة العوامل السياسية التى تمر بها البلاد، مرجحا أن سبب الأزمة الحالية هو العجز الأخلاقي في الدستور البيروفي.
وأوضح الديهي فى تصريحات خاصة لبوابة الفجر، أن بيرو شهدت عزل 6 رؤساء منذ عام 2018، كان أغلبهم بناء على نص الدستور الذي يتعلق بالعجز الأخلاقي للرئيس والذي بموجبه يعطي الحق للبرلمان فى عزل الرئيس على مخالفات سياسية وليست أسس أو مخالفات قانونية.

وعلى الصعيد السياسي تشهد الأحزاب في بيرو حالة من التمزق والأنقسام، فلا يوجد حزب قوي أو حزب يمتلك الاغلبية في البلاد، إضافة إلى ذلك انتشار الفساد بين النخب فقد تم توجيه العديد من الاتهامات للرؤساء الذين حكموا بيرو خلال الفترة الماضية  بتهم الفساد والكسب غير المشروع.

هل تدخل البلاد فى نفق مظلم؟

ونوه الباحث فى العلاقات الدولية، إلى أن التحقيق مع رئيسة البلاد قد يضعها فى نفق مظلم، مؤكدا على ضرورة عقد انتخابات  رئاسية مبكرة لمنع تفاقم الأزمة الداخلية.

ويرجح العديد من المحللين الدوليين أن الأزمة السياسية فى بيرو ترتبط ببعد آخر اقليمي متمثل في حركة المد الوردي (صعود اليسار في أمريكا اللاتينية) إذ يري البعض أن الإطاحة بالرئيس بيدرو يأتى في سياق مواجهة تيار اليسار في أمريكا اللاتينية ودعم تيار اليمين وفى حال تم عزل دينا بولوارت أيضا المحتجزة بالسجن على اليمين في بيرو.
وتوقع الديهي، أن تشهد البلاد حالة من عدم الاستقرار السياسي أو الاضرابات السياسية فى الفترة القادمة لعدم وجود من يتولى منصب الرئيس، وذلك فى حال عزل بولورات من منصبها نتيجة لقضايا الفساد التي وجهت لها.