يستفتون فيه

هل تقبيل الزوجة مفطر في رمضان؟ "اعرف الحكم الشرعي"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

هل تقبيل الزوجة مفطر في رمضان؟ سؤال يسأله البعض عبر محرك البحث جوجل أو حتَّى مواقع التواصل الاجتماعي؛ من أجل معرفة الحكم الشرعي لهذا السلوك، وقدر يرى البعض فيه حرجًا، لما فيه من خصوصية شديدة بين الشريكين "الزوج والزوجة"، والذي يبدو محيِّرا للكثيرين.

المتزوجون حديثًا.. هل تقبيل الزوجة مفطر في رمضان؟ 


ربما ينسى البعض وبخاصة المتزوجون حديثًا، ويقوم الزوج بتقبيل زوجته خلال ساعات الصيام؛ ولكونه لا يعلم يشك بصحة صيامه، فيتردد حائرًا بين صحة الصيام أو أن يكون فاسدًا، فيقضي. 
تعتبر المشاعر الحميمية ذات بُعد هام في الحياة الزوجية، إلَّا أنَّ هذه المشاعر يجب أن تبقى مُقيَّدة نوعًا ما، وبخاصة ما يشمل التلامس أو الأفعال السلوكية بين الزوجين، لكون الصيام حالة يعيش فيها الإنسان، يتعلَّم أو لما يتعلَّم الصبر وضبط النفس، وتقييدها. 
إنَّ المسلم بطبيعته رقيق القلب، لكنه عليه كثيرًا الحذر من الانزلاق، فلا يضطر أن يسأل هل تقبيل الزوجة مفطر في رمضان؟

إذًا ما الحكم الشرعي؟.. الإفتاء تجيب
 

تجيب دار الإفتاء المصرية، موضحة أن تقبيل الزوجة بقصد اللذة مكروه للصائم عند جمهور الفقهاء؛ لما قد يجر إليه من فساد الصوم، وتكون القبلة حرامًا إن غلب على ظنه أنه ينزِل بها.
وتوضح دار الإفتاء الحكم الشرعي، عبر موقعها الإلكتروني،  أن التقبيل غير مكروه إن كان بغير قصد اللذة؛ كقصد الرحمة أو الوداع إلا إن كان الصائم لا يملك نفسه، فإن ملك نفسه فلا حرج عليه.
فعن عائشة رضى الله عنها في صحيح مسلم، قالت: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ، وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ، وَلَكِنَّهُ أَمْلَكُكُمْ لِإِرْبِهِ"، وهذا يعني أنَّه كان صلَّى الله علي وسلَّم أقدر أن يملك نفسه.
 

حكم تقبيل الزوجة في نهار رمضان.. الأوْلى تركه
 

قال الإمام النووي في كتاب "المجموع شرح المهذب"  "قال المصنف: تكره القبلة علَى من حركت شهوته وهو صائم، ولا تكره لِغَيْرِهِ، لَكِنَّ الْأَوْلَى تَرْكُهَا، وَلَا فَرْقَ بَيْنَ الشَّيْخِ وَالشَّابِّ فِي ذَلِكَ؛ فَالِاعْتِبَارُ بِتَحْرِيكِ الشَّهْوَةِ وَخَوْفِ الْإِنْزَالِ، فَإِنْ حَرَّكَتْ شَهْوَةَ شَابٍّ أَوْ شَيْخٍ قَوِيٍّ كُرِهَتْ، وَإِنْ لَمْ تُحَرِّكْهَا لِشَيْخٍ أَوْ شَابٍّ ضَعِيفٍ لَمْ تُكْرَهْ، وَالْأَوْلَى تَرْكُهَا، وَسَوَاءٌ قَبَّلَ الْخَدَّ أَوْ الْفَمَ أَوْ غَيْرَهُمَا، وَهَكَذَا الْمُبَاشَرَةُ بِالْيَدِ وَالْمُعَانَقَةُ لَهُمَا حُكْمُ الْقُبْلَةِ، ثُمَّ الْكَرَاهَةُ فِي حَقِّ مَنْ حَرَّكَتْ شهوته كراهة تحريم عند المنصف وشيخه القاضي أبى الطيب والعبدري وَغَيْرِهِمْ".

الكراهة وليس التحريم

وَقَالَ آخَرُونَ: كَرَاهَةُ تَنْزِيهٍ مَا لَمْ يُنْزِلْ، وَصَحَّحَهُ الْمُتَوَلِّي. قَالَ الرَّافِعِيُّ وَغَيْرُهُ: الْأَصَحُّ كَرَاهَةُ تَحْرِيمٍ، وَإِذَا قَبَّلَ وَلَمْ يُنْزِلْ لَمْ يَبْطُلْ صَوْمُهُ بِلَا خِلَافٍ عِنْدَنَا، سَوَاءٌ قُلْنَا كَرَاهَةُ تَحْرِيمٍ أَوْ تَنْزِيهٍ. فَرْعٌ فِي مَذَاهِبِ الْعُلَمَاءِ فِي الْقُبْلَةِ لِلصَّائِمِ، ذَكَرْنَا أَنَّ مَذْهَبَنَا كَرَاهَتُهَا لِمَنْ حَرَّكَتْ شَهْوَتَهُ، وَلَا تُكْرَهُ لِغَيْرِهِ، وَالْأَوْلَى تَرْكُهَا، فَإِنْ قَبَّلَ مَنْ تُحَرِّكُ شَهْوَتَهُ وَلَمْ يُنْزِلْ لَمْ يَبْطُلْ صَوْمُهُ، كما قال ابن المنذر: رَخَّصَ فِي الْقُبْلَةِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَعَائِشَةُ وَعَطَاءٌ وَالشَّعْبِيُّ والحسن وأحمد وإسحق، قال: وكان سعد بن أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه لَا يَرَى بِالْمُبَاشَرَةِ لِلصَّائِمِ بَأْسًا".