بعد واقعة رودينا أسامة.. خبير يكشف لـ "الفجر" أسباب التنمر وتأثيره

تقارير وحوارات

رودينا أسامة
رودينا أسامة

في الأونة الأخيرة، زادت الحالات التي تتعرض للتنمر بمختلف أشكاله وأنواعه والذي نتج من ورائه العديد من الوفيات وأشخاص مصابون بحالات نفسية، فهو يؤثر على الصحة النفسية والجسدية.


واقعة رودينا

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حالة من الحزن، بسبب واقعة تنمر جديدة، أدت إلى وفاة طالبة، متأثرة بإصابتها بأزمة قلبية بعد تعرضها للتنمر من زميلاتها.

حيث توفيت الطالبة رودينا أسامة، التي تبلغ من العمر 16 عامًا، بالصف الأول الثانوي في إحدى المدارس الخاصة بمنطقة الهرم في محافظة الجيزة، بعد تنمر زميلاتها عليها.

وأكد عدد من أفراد عائلة رودينا، أنها خرجت من المدرسة إلى منزلها وهي في حالة انهيار تام، وروت لشقيقتها ما دار داخل المدرسة من جانب زميلاتها، وبعدها أصيبت بهبوط حاد بالدورة الدموية، سقطت على إثر ذلك مغشيًا عليها ولفظت أنفاسها الأخيرة قبل نقلها إلى المستشفى.

فيما أكد والد رودينا أن ابنته تعرضت في الأيام الأخيرة لأزمة نفسية حادة، بسبب مشادة كلامية بينها وبين زميلاتها بالمدرسة، بسبب كتابة أسماءهن على الديسك الخاص بها في الفصل متعمدين مضايقتها، وأكد أن ابنته ضحية تنمر زميلاتها وسط تجاهل إدارة المدرسة للمسألة، كما تنمروا عليها أثناء الفسحة.


رد الوزارة

فتحت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني تحقيقًا بشأن الواقعة، بعد أن تلقت شكوى رسمية من قبل المدرسة وأهل الطالبة المتوفاة نتيجة للتنمر، وأكدت إصدارها تعليمات عاجلة لجميع مدارس الجمهورية لمكافحة ظاهرة التنمر بمختلف أشكالها، والالتزام بلائحة الانضباط المدرسي، وحظر استخدام العقاب البدني والنفسي للطلاب.

 

وفاة إمام جامع بعد تعرضه للتنمر

توفي إمام مسجد في إحدى قرى محافظة المنوفية المصرية، أثناء صلاة العصر، بعدما تعرض للتنمر داخل المسجد أثناء خطبة الجمعة.

وتوفي القارئ الشيخ محمد بدوي، إثر أزمة قلبية تعرض لها بعد أن قام عدد من المصلين بأحد المساجد بالتنمر عليه، إذ حاول مجموعة من الأشخاص إخراجه من المسجد، أثناء خطبة الجمعة، وأكد شهود أنه أثناء انتظار المصلين داخل أحد المساجد تمهيدًا لحضور خطيب الجمعة وإلقاء الخطبة، وبسبب تغيبه بادر عدد من المصلين بالدفع بالشيخ المتوفى للصعود لمنبر المسجد على غير رغبة مجموعة أخرى من الموجودين بالمسجد من أهالي القرية، وأثناء قيامه بإلقاء الخطبة بادر عدد من الأهالي بالتنمر على الإمام بألفاظ قاسية وقاموا بإخراجه من المسجد، وعلى إثر ذلك، تعرض لأزمة نفسية أثناء عودته لمنزله وتأثر بشدة بالواقعة وحاول عدد من الأهالي تقديم الاعتذار له عن الواقعة المؤسفة، إلا أنه لم تمر سوى ساعات قليلة وتوفي إثر إصابته بأزمة قلبية جراء الواقعة. 

الدكتور وليد هندي 

التنمر وطرق علاجه حسب رأي استشاري نفسي

وقال الدكتور وليد هندي، إن ظهور التنمر بصفة عامة في المجتمع أدى لظهوره في المدارس والجامعات، حيث أن يظهر بهما الفروق الاجتماعية بشكل واضح، مما يؤدي أن الطفل الذي يعاني من مستوى اجتماعي واقتصادي منخفض أن يكون حاقد على من هو بطبقة أعلى منه، وأن عدم متابعة الأسرة لأولادها يجعلهم يتنمرون على أصدقائهم، حيث أن هيئة اليونسكو أعدت دراسة على 19 دولة وقالت أن 34%  من الطلاب في المدارس يعانون من التنمر اللفظي، و8% من الطلاب يعانون من التنمر البدني مما يسبب آثار نفسية كالعزلة والاكتئاب الانتحار في بعض الأوقات.

وأكمل الدكتور هندي تصريحه "لبوابة الفجر"، أن المعلم يجب أن يكون على دراية بنفسية الطلاب وكيفية تعامله معاهم، وأن للمعلم دور في علاج التنمر بإشرافه على المدرسة كاملة وليس خلال الحصة فقط، ومتابعة الطلاب.

وأردف  أن التعامل مع المتنمرين يكون إجراءات وقائية بمعنى أن من المتوقع أن يمارس عليا التنمر أثناء قيام عملي، كما صدرت دراسات تؤكد أن هناك طفل من أربعة أطفال يمارس عليهم التنمر يوميًا، فلازم ادرب نفسي على مواجه التنمر والمتنمرين، بتجهيز قائمة بالردود المناسبة في أي موقف متعرض بالتنمر سواء على شكلي أو لغتي أو ديني أو لبسي أو لقب العيلة بتاعي، لأكون قوي الشخصية، ويجب على أولياء الأمور أن يدربون أولادهم على جملة "ماذا لو"، أي ماذا لو اتريقوا عليا أو رفضوا يلعبوني أو أي شيء آخر، وهذا أمر مهم، وتعليم الأطفال لغة الجسد فهي مهمة، وبناء الثقة للطفل في نفسه.

واختتم الدكتور وليد هندي كلامه قائلًا، أنه يجب ألا تعير المتنمر أي اهتمام، فلا ترأه أو تسمعه، وعند تعرضك للتنمر قم بالإبلاغ عنه سواء إدارة المدرسة أو إدارة الجامعة أو أي جهه أعلى منك ليتم التعامل معه بعد ذلك وفقًا للوائح، ويجب تعليم الأطفال فنون الدفاع عن النفس فهي مهمة جدًا في مراحل التنمر.