خلال 2022.. رابع أكبر خسارة لـ "وول ستريت" منذ الحرب العالمية الثانية

الاقتصاد

بوابة الفجر

استهلت المؤشرات الرئيسية لوول ستريت منخفضة في آخر جلسات التداول لعام حافل بالأحداث شهد زيادات قوية لأسعار الفائدة من أجل مكافحة التضخم، والحرب الروسية الأوكرانية ومخاوف من الركود.

وبحسب "رويترز"، انخفض المؤشر داو جونز 99.19 نقطة، أي 0.30 في المائة عند 33121.61 نقطة.

وتراجع ستاندرد آند بورز 20.22 نقطة، أي 0.53 في المائة، عند 3829.06 نقطة وخسر المؤشر ناسداك المجمع 109.72 نقطة، أي 1.05 في المائة، إلى 10368.37 نقطة.


في بورصة نيويورك وول ستريت، سيذكر 2022 الذي اختتم اليوم على أنه عام "رهيب" لسوق الأسهم يأمل المستثمرون في نسيانه مع أنهم ليسوا واثقين من أنهم سيشهدون نهايته بالكامل في 2023.

بشكل عام خسرت الأسهم في بورصة نيويورك 20 في المائة من قيمتها حسبما ذكر الخبير الاستراتيجي سام ستوفال الذي أوضح لـ "الفرنسية" أنها "رابع أكبر خسارة في سوق الأسهم في التاريخ منذ الحرب العالمية الثانية".

وأضاف هذا الخبير في الإحصائيات التاريخية لسوق الأسهم "إنها عام رهيبة".

وجاء تراجع 2022 في وول ستريت بعد الأزمة المالية والعقارية لعام 2008 عندما خسر سوق الأسهم 38.5 في المائة ثم انهيار 1974 عندما بلغ الانخفاض 29.7 في المائة وأخيرا انهيار فقاعة الإنترنت في 2002 عندما هبط السوق بنسبة 23.4 في المائة.

ثم جاء التضخم الأمريكي الثابت ليبلغ أعلى مستويات منذ 40 عاما، ونتيجة لذلك حصل التغيير الجذري في موقف الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ليشكل إشارة لانتهاء الازدهار بالنسبة للمستثمرين. وبلغت نسبة ارتفاع الأسعار في الولايات المتحدة ذروة في يونيو تمثلت بـ9.1 بالمئة حسب مؤشر الاستهلاك.

ولمكافحتها بدأ الاحتياطي الفيدرالي في مارس رفع أسعار الفائدة بشكل كبير لتنتقل خلال أشهر من صفر إلى 4.50 في المائة ما أدى على الفور إلى فتور الاستثمارات سوق الأسهم.

- كلفة المال

يؤثر ارتفاع كلفة المال خصوصا على استثمارات الشركات خصوصا العاملة منها في قطاع التكنولوجيا، وبالتالي على أرباحها المستقبلية.

حتى الآن، انخفض مؤشر ناسداك حيث تتركز أسهم التكنولوجيا الشهيرة هذا العام بنسبة 35 في المائة تقريبا. أما تراجع داو جونز فبلغ نحو 9 في المائة وخسر مؤشر "إس آند بي 500" الموسع والأكثر تمثيلا للسوق الأمريكية 20 في المائة.

وتضررت الأسهم الرمزية للقطاع مثل تسلا انخفضت 65 في المائة خلال عام واحد ومعها أبل تراجعت 24 في المائة وميتا خسرت 63 في المائة.

على الورق، تقلصت ثروات مؤسسيها أصاب المليارات بمقدار النصف بالنسبة لمارك زوكربيرج في فيسبوك أو نحو النصف لجيف بيزوس رئيس أمازون.

في الوقت نفسه تعزز سعر الدولار ليعود إلى مستوى من التكافؤ مع اليورو لم نشهده منذ 20 عاما.

أما بالنسبة لأحدث الاستثمارات المتمثلة بالعملات المشفرة، فقد واجهت كارثة كبرى. فمن 46 ألف دولار في مارس انخفض سعر البيتكوين إلى أقل من 20 ألف دولار بعد ثلاثة أشهر ويتم تداوله الآن بحوالى 16 ألفا.

- "أخبار سارة" و"أخبار سيئة"

"الخبر السار هو أن هذا العام قد انتهى تقريبا" كما قال آرت هوغان من شركة بي. رايلي لإدارة الثروات. وأضاف أن "الأخبار السيئة هي أن 2023 قد يكون صعبا، على الأقل في الأشهر القليلة الأولى"، مع احتمال حدوث ركود في الاقتصاد الأمريكي.

وتدفع السوابق في التاريخ سام ستوفال إلى القول "يمكن أن نشهد مزيدا من التراجع لأننا لم نر بعد الاستسلام التقليدي لوول ستريت" عندما تتسارع المبيعات.

في الحالات المعتادة "لسوق هابطة" يرتفع مؤشر التقلب إلى حوالى 40. ولكنه يبلغ اليوم حوالى 21، كما يؤكد الخبير. بالإضافة إلى ذلك، في كل مرة يصل معدل التضخم فيها إلى أكثر من 6 في المائة يكون مصحوبا بركود مع سوق هابطة، كما يتوقع.

لذلك يعتقد أن مؤشرات سوق الأسهم "ستظل تختبر أدنى مستوياتها خلال النصف الأول من 2023".

وتبدو ماريس أوغ أكثر تفاؤلا. وقالت المسؤولة عن إدارة محافظ مالية غي مجموعة "تاور بريدج أدفايزر" أنها تعتقد أن "التضخم سيكون تحت السيطرة والاحتياطي الفيدرالي سينجح وسيبدو 2023 وكأنه عام عادي".

وبمجرد انتهاء الركود إن حدث، يمكن أن يكون انتعاش السوق سريعا، كما يحذر سام ستوفال مشيرا إلى أن السرعة التي يمكن للمستثمرين الاستفادة فيها من انخفاض أسعار الأسهم "مذهلة".

لذلك ينصح ستوفال المستثمرين وسماسرة البورصة بعدم "حبس الأموال النقدية عندما يتجه السوق إلى عكس مساره".