جدل المناخ بين الإبداع الفردي والشفاهي.. على طاولة النقاش بثقافة كفر الشيخ

الفجر الفني

جانب من الفعاليات
جانب من الفعاليات

تواصل الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة المخرج هشام عطوة، تقديم العديد من الانشطة الثقافية والفنية بفرع ثقافة كفر الشيخ التابع لإقليم شرق الدلتا الثقافي برئاسة أمل عبد الله، وبحضور د. جاكلين بشرى مدير عام الفرع، أقيمت ندوة بعنوان "جدل المناخ بين الإبداع الفردي والإبداع الشفاهي" أدارها الشاعر الدكتور بشير رفعت، وحاضر فيها كل من الدكتورة والفنانة التشكيلية جاكلين بشرى، الفنان والناقد التشكيلي محمد كمال.

تفاصيل الندوة 

 

بدأت الندوة بافتتاحية غير تقليدية من الدكتور بشير رفعت تحدث فيها عن إنسانية موضوع النقاش، وأشار إلى عبارة لفتت نظره صباح اليوم عندما قرأ خبرا "تغير المناخ يهدد أشجار الصنوبر الأكثر شيوعا في صناعة الآلات الموسيقية"، ومنها كان مدخله للحديث عن مؤتمر تغير المناخ وأهميته وأثره على التجليات الإبداعية الفردية فهذا العنوان عندما يصادف فنانا للوهلة الأولى لا يبدو عاديا أبدا، كما أوضح معنىcop 27 والتي يشار بها لمؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي السابع والعشرين، إذ تشكل اختصارا لعبارة " conference of the parties" مؤتمر الأطراف.

ثم كانت أولى المشاركات للدكتورة جاكلين بشرى، التي رحبت بشباب الحضور وأكدت أن العمل يجب أن يكون على هذه الشريحة العمرية، كما أشارت إلى تفاعلها مع  مؤتمر التغيرات المناخية، ولفتت إلى أهميته وخطورة نتائجه التي ستشهدها الأجيال القادمة، وما ستتعرض له دلتا مصر والسواحل الشمالية بالوصول إلى عام ٢٠٥٠م من غرق السواحل، ثم تحدثت بشرى، عن علاقة التغير المناخي بالإبداع الحرفي والتراث المادي وارتباطه بالأحوال الجوية، كما هو حادث فى صناعة الخوص والسعف والبوص والسمار والجوبلان والعقادة والجريد والفخار وورق البردى والأعمال النحاسية، موضحة أن هذه الصناعات لا تجود إلا فى أوقات معينة كما أن النحاس يتأثر بعوامل التعرية، كما أشارت إلى مشاركتها فى إعداد أطلس التراث الشعبي، وخطورة إهمال هذا التراث وبيّنت الفرق بين التراث والموروث، إذ بينت أن التراث هو ما كان في الماضي، أما الموروث هو المتوارث ومازال مستمر، كما استخدمت شاشة العرض فى التعريف بالتراث المصرى عبر خريطة مصر بدوها وحضرها، وبعض الصور لها أثناء عملها على التراث والموروث والحرف المتصلة بهما، كما عرضت بعض الأشكال الفنية وأوضحت أهمية كل منها وشكله وكيف يتم تشكيله.

وتحدث كمال والذى اتخذ التفاؤل مُدخلًا للحديث، شاكرا رفيفتي دربه الفنانة جاكلين بشرى والفنانة هناء حليم على هذا الحضور المبهر من طلاب قسم التربية الفنية، والذي وصفهم من زاوية جلوسه بباقة الورود، مشيرًا إلى ذكاء المصري القديم في تحويل مرثية الموت إلى قصيدة في حب الحياة، كما فرّق بين الـمَناخ بفتح الميم والمُناخ بضم الميم، ثم أوضح خطورة اندثار التراث وعزى ذلك إلى أننا لم نغرسه فى نفوس الأطفال، وتلك هي الكارثة، وهنا أشار إلى تجربته مع الأطفال التي بدأت مع أوتوبيس الفن الجميل، ثم عرض مراحل تطور خطوط الطفل فى الرسم مؤكدًا على أهمية الاهتمام به منذ الصغر، وعرّج على تفاصيل العلاقة بين المناخ والبيئة التي يعيش فيها الطفل وأثر ذلك عليه، مؤكدًا أن الدراسات أثبتت أن الطفل المصري سريع البديهة وقادر على الانتقال من بيئة إلى أخرى.

 

مشروع “الأرض أرضنا”

 

ثم استعرض مشروع "الأرض أرضنا" كما أسماه، وكيف دار به في ثلاث من محافظات الوجه البحرى ومحافظتين في صعيد مصر، مشيرا إلى أهمية الخروج من القاعات والفصول الدراسية إلى الطبيعة وملامسة الأرض والاستمتاع بما وهبه الله لنا من مفردات جميلة بهذه الطبيعة وكيفية تفاعل الشرائح العمرية التى بدأت من رياض الأطفال.

وعرض النتائج المبهرة من لوحات فنية تشكيلية يرسمها الاطفال فى أول عهد لهم بالفرشاة والفراغ، وكيف ترجموا ما علق بأذهانهم وأحبته قلوبهم في شكل فني راقٍ في صعيد مصر وفي الوجه البحرى، كما استعرض مشروع جنة الإبداع التي نفذها بالتعاون مع تعليم كفر الشيخ والتي أبهرت نتائجها وصورها العديد من المنتديات الفنية التشكيلية بمصر، كما تحدث عن علاقة المناخ بالمقام الموسيقي، مستشهدا بأيام وفن الزمن الجميل مع أم كلثوم والسنباطي وعبد الوهاب،  وضرب عدة أمثلة بالصوت شارحا مواطن الإبداع فى هذا الزمن، داعيا إلى التصدي لكل ما يؤذى الذوق العام المصري حمايةً للأطفال فهم بناة الغد.

كما أثرت المداخلات التي شاركت فيها الدكتورة هناء حليم، والشاعرة عزيزة الشراكي، والشاعرة بسمة شعبان، والطالبة أسماء، وابتسام الطناحي، والشاعر وليد صفاء سالم في إثراء النقاش وتعدد جوانبه.