هل يتحرك العالم ضد الحوثي لإنقاذ كارثة انفجار خزان صافر؟

تقارير وحوارات

 ناقلة صافر
ناقلة صافر

ما زالت ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران تحتجز ناقلة صافر، والتي تعد واحدة من أكبر سفن الشحن بالعالم.

كما أن مليشيات الحوثي رفضت خلال الأعوام الماضية أي معالجات للخزان النفطي العائم "سفينة صافر" التي ترسو على بُعد نحو 4.8 ميل بحري قبالة ساحل محافظة الحديدة.

وكشف مراقبون لـ "الفجر" بأن ناقلة صافر تحولت بفعل رفض مليشيات الحوثي الإرهابية أي تدخلات لصيانتها إلى قنبلة تهدد الحياة البحرية والمجرى الملاحي.

وأضاف المراقبون بأنه يهدد التسرب النفطي من قنبلة صافر بموت الكائنات البحرية في الساحل الغربي لليمن وغلق الموانئ، وتعرض ملايين الأسر على البحر الأحمر للفقر

وأكد المراقبون بأنه أي تسرب سيكون له تأثير مدمر على اليمن، وسيؤدي إلى تفاقم أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وتهديد الملايين بالمجاعة وتدمير سبل العيش، كما ستكون كارثة بيئية لا يمكن تصورها.


وكانت ميليشيات الحوثي قد عرقلت طيلة الأعوام الماضية صيانة الناقلة التي تقل نحو 1.14 مليون برميل من النفط الخام قبل التوصل إلى اتفاق مع الأمم المتحدة  لتفريغ الوقود.


◄ الأمم المتحدة


وجددت الأمم المتحدة مؤخرا من إن تسربا نفطيا قد يدمر الأنظمة البيئية ويشل صناعة صيد الأسماك ويغلق ميناء الحديدة اليمني لمدة ستة أشهر، كما سيؤدي إلى إغلاق ممرات الشحن العالمية التي لا غنى عنها.


وأشارت التقارير الدولية إلى أن أي حدوث لقنبلة صافر سوف يتسبب في أضرار جسيمة لا يمكن إصلاحها للحياة البحرية والتنوع البيولوجي في البحر الأحمر سوف تستغرق قرابة 25 عاما للتعافي.


وكشف الخبراء أن ناقلة النفط صافر محمّلة بما يزيد قليلًا على مليون برميل وهي معرضة للانشطار أو الانفجار أو الاشتعال في أي وقت.


وتقول الأمم المتحدة إن هناك حاجة إلى 20 مليار دولار فقط لتنظيف التسرب النفطي في حال وقوعه، لكنها أطلقت خطة لتفادي خطر الانسكاب النفطي.


وتتألف الخطة من مسارين، الأول، تركيب سفينة بديلة مستأجرة على المدى الطويل للخزان العائم صافر خلال فترة مستهدفة تمتد لـ18 شهرا.


والثاني، تنفيذ عملية طارئة لمدة 4 أشهر من قبل شركة إنقاذ بحري عالمية من أجل القضاء على التهديد المباشر من نقل النفط من على متن ناقلة صافر إلى سفينة مؤقتة آمنة.


وبحسب الأمم المتحدة فإن الناقلتين ستبقيان في مكانهما حتى يتم نقل النفط إلى الناقلة البديلة الدائمة وعندئذ سيتم سحب ناقلة صافر إلى ساحة ويتم بيعها لإعادة تدويرها.


وفي أبريل دعت الأمم المتحدة الجهات الدولية المانحة إلى الإسراع في تقديم نحو 80 مليون دولار لتمويل عمليات الطوارئ، فيما قدرت تمويل الخطة إجمالا بـ144 مليون دولار لتفكيك الخزان واستئجار ناقلة كبيرة لتخزين النفط وللتأمين والطاقم والصيانة.


◄ الحكومة اليمنية


وبشان ناقلة صافر التي تحتجزها ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، فقد أعلنت حكومة اليمن دعمها خطة الإنقاذ الأممية لقنبلة صافر بـ5 ملايين دولار، بينما يعرقل الحوثيون صيانة الناقلة وابتزاز العالم بها.


وقال وزير المياه والبيئة في الحكومة اليمنية توفيق الشرجبي، إن حكومة بلاده خصصت مبلغ 5 ملايين دولار من مخصصات اليمن في مجال البيئة للإسهام في مواجهة التهديد القائم من ناقلة النفط "صافر" العائمة قبالة سواحل الحديدة في البحر الأحمر.


جاء ذلك خلال مشاركته في أعمال الدورة الـ33 لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة المنعقدة في العاصمة المصرية القاهرة.


وأوضح أن مساهمة اليمن تأتي امتدادًا لمساعي الحكومة اليمنية لبذل كل ما في وسعها لدعم وتسهيل جهود الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لإنقاذ "صافر" ومنع أي كوارث محتملة قد تنتج عن أكثر من مليون برميل نفط، على متن الناقلة المحتجزة، والتي قد تنعكس آثارها الوخيمة ليس على اليمن والإقليم فحسب، بل على العالم أجمع.


وأكد أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لخلق ضغط دولي ضد الأعمال العدائية لمليشيات الحوثي الانقلابية التي تستمر باحتجاز خزان صافر النفطي كورقة ضغط لا أخلاقية.


وأشار إلى أن مليشيات الحوثي زرعت الألغام البحرية والبرية، مما يتطلب حث جميع الدول والمنظمات الفاعلة لتبني مواقف فاعلة لحماية بيئة البحر الأحمر، بشكل خاص والبيئة اليمنية التي أنهكتها الحرب وأثرت على مواردها الطبيعية والبيئية.


كما جدد التأكيد على دعم اليمن وعملها جنبا إلى جنب مع الأشقاء في مصر لإنجاح القمة العالمية للتغيرات المناخية، التي تستضيفها مصر الشهر المقبل، وتأكيد دعم اليمن لمبادرة السعودية للشرق الأوسط الأخضر، وكافة التوصيات والقرارات التي خرجت بها اللجنة الفنية للبيئة خلال الاجتماعات التمهيدية للدورة 33 لمجلس وزراء البيئة العرب.


وكشف مراقبون بأن دعم الحكومة اليمنية إسقاطا لرهان مليشيات الحوثي بالناقلة التي تتدهور بشكل سريع، حاملة أربعة أضعاف كمية النفط التي تسربت من إكسون فالديز، حيث يمكن بأي لحظة أن تنهار أو تنفجر، متسببة بكارثة إنسانية في بلد أُنهك بأكثر من 8 أعوام من الحرب.


ومن شأن انفجار صافر أن يؤدي إلى أضرار بيئية دائمة وتكاليف اقتصادية عميقة في جميع أنحاء المنطقة وتعطل حركة الشحن عبر مضيق باب المندب وقناة السويس وخسائر تجارية تُقدر بمليارات الدولارات يوميًا.