مع زيارة بن زايد لموسكو.. أبرز ملفات التكامل بين دول الخليج وروسيا

عربي ودولي

بوتين وبن زايد -
بوتين وبن زايد - أرشيفية

منذ بداية العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا وبدء الأنقسام الدولي، أخذت الدول العربية موقف الحياد بين الطرفين، حيث سارعت الدول الخليجية إلى الدعوة من أجل التهدئة ونبذ العنف وقامت بعمل مجموعة عمل تحت مظلة جامعة الدول العربية لتولي الاتصال بأطراف الأزمة فى محاولة جادة وحثيثة لرأب الصدع وتهدئة الأجواء والتحضير لبناء عملية سلام تقوم على احترام الأخر.

 ومن ناحية أخرى، باتت العلاقات الخليجية الروسية أو العربية الروسية مهمة جدًا وترتقى إلى وصف العلاقات الأستراتيجية، كونها باتت جزء أصيل من متطلبات الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين لما يشكلونه من الركن الأكبر فى تأمين سوق الطاقة العالمي.

ولعل ما يشهده سوق الطاقة اليوم من تلاعب بالمخزون والمعروض لهو خير دليل على الأهمية العربية الروسية فى المنظومة الدولية، وهذا الأمر هو ما عمق العلاقات التجارية والدبلوماسية والسياسية بين الجانبين. 

زيارة "بن زايد" لروسيا  

وصل رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى روسيا والتقى بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين في مدينة سانت بطرسبرج صباح اليوم الثلاثاء.

وبحث رئيس دولة الإمارات مع نظيره الروسي، خلال الزيارة، علاقات الصداقة بين الإمارات وروسيا، إلى جانب عدد من القضايا والتطورات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، حسب ما أعلنت وكالة أنباء الإمارات.

وتأتي الزيارة في توقيت مهم للغاية في ظل التوترالأمني الذي يشهده العالم في الوقت الحالي، وأن الإمارات بثقلها الإقليمي الكبير، ودورها الإنساني المعروف، يمكن أن تلعب دورا في حلحلة الأزمة الحالية، لا سيما أن الرئيس الروسي "بوتين" يحمل احتراما وتقديرا كبيرا لجهود دولة الإمارات في حل الأزمة القائمة وللشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

أهمية الزيارة

ويرى محللون أن توقيت زيارة رئيس الإمارات لروسيا مهم، وذلك لأن الزيارة تأتي في قمة اشتعال الأزمة الأوكرانية الروسية، عقب التصعيد الأخير بين الجانبين، واحتمالات دخول الصراع مرحلة أكثر خطورة وتصعيدا بين الأطراف المختلفة، وأن دولة الإمارات يمكن أن تسهم في حل الأزمة بطريقة أو بأخرى، وتقريب وجهات النظر.

الحياد العربي 

وعقب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، شكلت دول الخليج بالتنسيق مع جامعة الدول العربية مجموعة اتصال لمتابعة تداعيات الحرب في أوكرانيا، والمساهمة في تهدئة الصراع المشتعل هناك.

وهذا التحرك العربي يمكن أن يصب ضمن جهود دولية تسعى إلى وقف هذه المأساة التي تؤثر بقوة على أمن الطاقة والغذاء في العالم.

وكانت الدول العربية قد أعربت في وقت سابق عن قلقها إزاء تطورات الأحداث الجارية في أوكرانيا، وتأييد جميع الجهود الرامية لحل الأزمة من خلال الحوار والدبلوماسية، بما يحفظ أمن وسلامة الشعوب في هذه المنطقة الهامة من العالم.

وتأتي زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى روسيا اليوم، وهو المعروف بالمبادرات والوساطات المهمة للغاية في أكثر من أزمة إقليمية ودولية، لتقديم حلول وعرض وساطات خليجية عربية سيكون لها الكثير في حل هذه الأزمة.

وستصب الزيارة في جهود مجموعة الاتصال العربية التابعة للجامعة العربية لحل الأزمة، لأن دولة الإمارات دولة فاعلة بها، علاوة على أن توقيت الزيارة بالغ الأهمية ما يجعل المجموعة العربية منخرطة بشكل مباشر في الأزمة.

تحالف عربي روسي في مجال الطاقة 

ولعل أهمية الزيارة تأتي  في ظل تصاعد الأزمة الأوكرانية، وجهود دولة الإمارات في خفض التصعيد، ووقف القتال والجلوس إلى مائدة المفاوضات، إضافة إلى جانب ردود الأفعال السلبية من جانب واشنطن تجاه قرار تحالف "أوبك+" والمتعلق بالحفاظ على مصالح الدول الأعضاء والاستقرار في أسواق النفط العالمية.

وفي نفس السياق صرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في وقت سابق أن شركات عربية وروسية في مجال الطاقة نفذت نحو 400 مشروع بتكلفة تبلغ 40 مليار دولار، كان نصيب البنوك الروسية منها 25 مليار دولار، كما تحظى الشركات الروسية بتنفيذ بعض المشروعات في المنطقة العربية في مجال الطاقة، والتنقيب واستخراج النفط.

 التبادل التجاري 

يُعدّ القمح وحديد التسليح أهم سلعتين تستوردهما الدول العربية من روسيا، بنسب متفاوتة ما بين دولة وأخرى، وتقوم بعض الدول العربية بتصدير بعض الفواكه والموالح والخضراوات إلى روسيا، كما يمثل السلاح الروسي أحد السلع التي تستوردها بعض الدول العربية، بخاصة في السنوات الماضية.

وكانت روسيا الأتحادية قد وقعت عدة اتفاقات لتوريد الأسلحة إلى الدول العربية بداية من التسعينات مع دولة الكويت ثم مصر والسعودية وانتهاء بالإمارات شملت تلك الإتفاقات الطائرات الحربية والمدرعات والدبابات أضافة ألى منظومة الدفاع الجوي المعروفة أس 300، أس 400 وبتكلفة تخطت 200 مليار دولار.