حامد بدر يكتب.. أكتوبر 73.. الحرب والنصر والسلام والدرس العظيم

مقالات الرأي

بوابة الفجر

في ذكرى انتصار أكتوبر 73، يقف القلم تأدُّبًا وعن قناعة بأن سيناء حق وأن كل دماء سالت لأجل هذا الشبر من أراضينا، لهي دماء طاهرة، وهي عزُّنا الذي لا ننساه، وكرامتنا التي تربينا عليها منذ زمان بعيد.
لقد كان حلمًا للرئيس جمال عبد الناصر أن تكون بلادنا حرة، بلا يد آثمة تعبثث بها وبمقدرات شعبها الذي يجري نيلها فيهم مجرى الدماء.


المسؤولية التاريخية


وقف الرئيس الراحل جمال عبد الناصر خلال المؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي بمقر جامعة القاهرة، يوم 23 يوليو سنة 1970، قائلًا: إننا بكل أمانة وبكل صراحة وبإحساس بالمسؤولية التاريخية أنه مهما كانت محاولاتتنا في ميداين السياسة، فلا بد أن لا تغيب ابدًا عن أذهاننا كبرى الحقائق، إننا نعمل في السياسة ويجب أن لا تغيب عنا الحقيقة الأساسيىة  ويجب ان نعمل على تطبيقها، هذه الحقيقة هي  أن ما أخذ بالقوة لا يمكن يُسترد بغير القوة.  
كان "عبد الناصر" قد ذكر هذا الكلام سابقًا بوم 23 نوفمبر 1967، قبيل الخامس من يونيو التي حاول العدو الإسرائيلي مستعبنا بالقوات البريطانية والفرنسية، أن يكتموا حق هذا الشعب بضربة غادرة، فَجْرًا، وفُجُورًا وعدوانا منهم.
مات "جمال" وسلَّم الراية لمن خلفه؛ لتبدا خطة استراتيجية، بفكر عسكري ووطني غيَّرت النظرة نحو مصر حتى يومنا هذا.


لا أنسى


لا أنسى أبدًا كلمة مدرس التاريخ وأنا لازلت طالبًا في المدرسة، قال:
"في اكتوبر 73 كنَّا نحارب بعيون البشر، لم نكن نحارب فقط بالسلاح في البر والبحر والجو، بل كنَّا نحارب بالعقيدة، هذه العقيدة التي صنعت ما جعل العالم يقف يرفع القبعة ويعلم بحق أن لهذا الوطن ما يفوق القوة"
وها نحن ذا نرى بام أعيننا هذا الجيش وهذا الشعب دومًا يحقق المعجزات، فعقيدة جيشنا النابعة من البيت المصري الأصيل، تقول بأن الصدق مع النفس يجوب السواحل، ويقدر على ما لا تقدر عليه مقاتلات السماء، إنَّ هذه العقيدة ما تكتب بأحرف النور أسمى آيات الفخر.
خاض جيشنا حربًا أعادت المجد لا لمصر وحدها، بل للعرب جميعًا، فمصر التي ينتهي عندها الأشاوس ويركع على أبوابها الطغاة، علَّمت عدونا الإسرائلي للأبد أنَّ مصر مقبرة لا مستعمرة، وأنَّ الدرس الذي تعلموه لا مانع من تكراره عليهم إن داعب خواطرهم ذلك الحُلم البعيد.


حين وقف السادات يخطب


حين وقف السادات، داخل مجلس الشعب يعلن خطاب النصر، يقول 
إن هذا الوطـن يستطـيـع أن يطمئن ويأمن بعد خوف، أنه قـد أصبـح لـه درع وسيـف" 
واستطرد يقول: "لقد كان أعز القائلين هو الذى علمنا "كتب عليكم القتال وهو كره لكم"، مسكتملًا بقوله ربنا كن لنا عونا وهدى.. ربنا وبارك لنا فى شعبنا وأمتنا ربنا انك وعدت ووعدك الحق " أن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم".
حين وقفت القلوب وعاد رداء الكرامة الذي لا يُنتزع، كان الدرس العظيم، درس عبر السنين يخلِّد للتاريخ صفحة، وعلى جدران الماضي لمعة لا تنساها العيون. 


زلزل الجبناء


في أكتوبر 73، الله أكبر، صوت زلزل الجبناء، ولقنهم درسًا بانَّ حجمهم الطبيعي تحت الأقدام، وأنَّ لا راية له تعلو على شبر من كيان الوطن الغالي. فحيّا الله المجاهدين في سبيله وفي سبيل الأوطان.
فنعم الوطن بين عقيدتين نعمل بهما جميعًا نحن المصريون الأولى "ما أخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة"، والثانية " أصبح لهذا الوطن درعٌ وسيف".
ودُمْتُم،،