الانهيار المالي يفاقم أزمة التعليم في لبنان وسط إضراب من المعلمين

الاقتصاد

المدارس اللبنانية
المدارس اللبنانية

أدى الانهيار المالي المستمر في لبنان منذ ثلاثة أعوام إلى استنزاف خزائن الدولة وانخفاض قيمة الليرة بشكل كبير، مما أدلى إلى أن 80% من السكان قد وصلوا إلى الفقر وأضر بالخدمات العامة ومن بينها المياه والكهرباء، وأدى إلى أن تبقى المدارس العامة مغلقة منذ بداية العام الدراسي بعد أن نظم المعلمون إضرابًا مفتوحًا بسبب رواتبهم المنخفضة، وتخشى المدارس من عدم قدرتها على تأمين الوقود اللازم للإضاءة والتدفئة خلال الشتاء.

 

الرواتب المنخفضة والوضع الاقتصادي

وفقًا لأحد المعلمات في المدارس الحكومية اللبنانية بشأن الرواتب، قالت "إن مستوى الأستاذ الثانوي من عامين أو ثلاثة كان مقبولًا، إذ كنت أتقاضى معاشًا مرتفعًا وأستطيع وضع أولادي في مدارس خاصة، أما في هذه الفترة نشعر بالتقهقر كمعلمي ثانوي، لذا قررت نقل أولادي بكل بساطة إلى التعليم الرسمي أسوة بالتلاميذ في لبنان".

حيث أنه لم يكن هناك أي تقدم في زيادة الرواتب بالنظر إلى خزانة الدولة التي استنزفت في لبنان، بالإضافة إلى أن المدارس الخاصة كانت تطلب دفع أغلب المصروفات الدراسية بالدولار نقدًا حتى تضمن أن تبقى قادرة على تحمل تكاليف الوقود والاحتياجات المستوردة، وبهذا قد تصل المصروفات السنوية إلى 500 دولار للطالب بالإضافة إلى 15 مليون ليرة أي ما يقارب الـ 400 دولار.

فقالت المعلمة: "وجدت رقمًا كبيرًا وخياليًا فقررت بثقة نقلهم، وهو قرار ذاتي أخذته ولم أندم عليه أبدًا".

ووفقًا لوزارة التعليم العالي يعتمد نظام التعليم على المدارس الخاصة منذ فترة طويلة فتستقبل المدارس الخاصة ما يقارب الـ 60% من طلاب لبنان البالغ عددهم 1.25 مليون طالب، إلا أن أسر كثيرة اضطرت إلى نقل أولادهم بسبب ضغط الإنهيار المالي، حيث قال البنك الدولي: "إن نحو 55 ألف طالب انتقلوا من المدارس الخاصة إلى الحكومية في العام الدراسي 2020 و2021 وحده". وأضاف "إن التعليم الحكومي يعاني تاريخيًا من نقص التمويل مع تخصيص الحكومة له أقل من 2% من الناتج المحلي الإجمالي في 2020 والذي يُعد من أدنى معدلات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا".

 

وقال إدوارد بيجبدير رئيس منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في لبنان: "إن نحو ثلث الأطفال في لبنان، ومن بينهم الأطفال السوريون، لا يذهبون إلى المدرسة، ولدينا أرقام مقلقة من زيادة عدد الأطفال الذين يتم توظيفهم في لبنان، إضافة إلى تزويج الفتيات في سن مبكرة".

ويأمل البعض في إعادة فتح المدارس في شهر أكتوبر ليواصل الطلاب تعليمهم بشكل مستمر على الرغم من أنه لم يكن هناك أي إشارة من الحكومة على ذلك.