الهدنة الأممية.. هل تتواصل الضغوط على الحوثي لتسهيل إحلال السلام؟

تقارير وحوارات

 ميليشيات الحوثي
ميليشيات الحوثي (أرشيف)

منذ عام 2015، تهدد مليشيات الحوثي الإيرانية الملاحة الدولية، عبر النشر العشوائي للألغام والقوارب المفخخة في البحر الأحمر، بالإضافة إلى إطلاق الصواريخ من السواحل القريبة.

 

ولا تتوقف انتهاكات ميليشيات الحوثي الحوثي عند تهديد الملاحة الدولية، إذ كشف تقرير أممي نشر في يناير الماضي، إلى أن المليشيات الإرهابية ترتكب جرائم بالجملة أبرزها انتهاك حظر الأسلحة للأمم المتحدة، وأبرز قادة الانقلاب المتورطين في تجنيد الأطفال.

 

وفيما يراوغ الحوثيون على فتح الطرقات، تطوي الهدنة الإنسانية أيامها سريعا وما زال مصير تمديدها خاضعا لمقايضة المليشيات التي تبحث عن ما تسميه "مزايا اقتصادية وإنسانية".

 

ودخلت الهدنة الإنسانية حيز التنفيذ في 2 إبريل الماضي وتستمر حتى 2 يونيو المقبل، حيث استوفت الحكومة اليمنية تنفيذ بنودها الإنسانية عبر تدفق الوقود عبر ميناء الحديدة ورحلات إلى مطار صنعاء فيما لم ينفذ الحوثي أية بند بما فيه رفع حصار تعز وتسليم المرتبات.

 

◄مجلس القيادة الرئاسي باليمن 

هذا وقد أكد رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي باليمن دعم حكومة بلاده، للجهود الرامية لإحلال السلام العادل والشامل، وفقا للمرجعيات.

 

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه العليمي من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، للبحث في مستجدات الأوضاع اليمنية، وفرص تمديد الهدنة، والبناء عليها لإحلال السلام والاستقرار في اليمن.


وأشار العليمي إلى المبادرات التي قدمها المجلس لإنجاح الهدنة بما فيها تسهيل وصول سفن الوقود إلى موانىء الحديدة، والرحلات التجارية عبر مطار صنعاء، مقابل العراقيل المستمرة من جانب المليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني.

 

ودعا العليمي إلى مضاعفة الضغط على المليشيات الحوثية للوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق الهدنة، وفي المقدمة فتح معابر تعز ودفع رواتب الموظفين من رسوم سفن المشتقات النفطية.


كما طالب بتصحيح وضع بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة وعدم إبقائها رهينة للضغوط والابتزازات في مناطق الانقلاب الحوثي، بما يعيق ولايتها المخولة وفق قرار مجلس الأمن الدولي.

 

وأوضح العليمي للأمين العام للأمم المتحدة خروقات الحوثيين، وألغامهم المحرمة، ومساومتهم بالقضايا الإسانية، إضافة إلى مماطلتهم بشأن إنفاذ خطة الأمم المتحدة لإنهاء خطر الناقلة صافر التي تهدد بكارثة بيئية غير مسبوقة.


وحث رئيس مجلس القيادة، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، باتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع المليشيات الحوثية عن مواصلة حشد الأطفال إلى ما يسمى بالمعسكرات الصيفية، والزج بهم في محارق الموت خدمة لمشروعها الانقلابي.

◄ الأمم المتحدة

من جانبه أكد الأمين العام للامم المتحدة خلال المحادثة دعم المؤسسة الدولية لتوجهات المجلس، بما في ذلك الإصلاحات الاقتصادية، والتعهدات المعلنة في مجال حقوق الإنسان.

 

وأعرب غوتيريش عن تفهمه لتحفظات القيادة والحكومة اليمنية الشرعية، بشأن التعثر في بنود الهدنة المتعلقة بفتح الطرق الرئيسة في تعز والمحافظات الأخرى مشيدا بدور مجلس القيادة، في تنفيذ بنود الهدنة، وتجاوبه مع مساعي مبعوثه الخاص لتمديدها.

 


كما علق وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية معمر الارياني، حول تعنت مليشيا الحوثي الارهابية، حيث قال إن ميليشيات الحوثي التابعة لإيران تتعنت في رفع الحصار عن محافظة تعز، رغم التنازلات التي قدمتها الحكومة اليمنية في أكثر من ملف، والدعوات الدولية، والضغوط الشعبية، والذي يؤكد فرضها سياسة العقاب الجماعي والقتل الممنهج لأبناء المحافظة التي كانت صاحبة الطلقة الأولى في مواجهة الانقلاب‏.

 

وطالب الإرياني المجتمع الدولي والامم المتحدة والمبعوثين الاممي والأمريكي ومنظمات حقوق الإنسان بإدانة هذه الجريمة النكراء، والضغط على مليشيا الحوثي لوقف التلاعب بالملف، ورفع الحصار بشكل فوري وكامل عن محافظة تعز، وملاحقة المسئولين عنه من قيادات وعناصر المليشيا باعتبارهم مجرمي حرب.

 

◄مؤتمر دولي في برلين 

يذكر أنه انطلق صباح اليوم الأربعاء مؤتمر دولي في برلين حول سبل مواجهة مليشيات الحوثي الإرهابية، وتهديدها للسلم والأمن في الإقليم والعالم.

 

ويقيم المعهد الدبلوماسي في برلين بالتعاون مع المنظمة الأوروبية لحوار متعدد الثقافات في برلين، المؤتمر تحت عنوان "الأبعاد القانونية والسياسية والاقتصادية للتطرف والإرهاب في الشرق الأوسط والتداعيات على السلام والأمن الإقليميين والعالميين".

◄ أهداف المؤتمر


ويركز المؤتمر على محور "مواجهة مليشيات الحوثي.. مصالح ومسؤوليات الفاعلين الدوليين".

 

وتفصيلا، يناقش المؤتمر، تهديد مليشيات الحوثي لأمن المنطقة واستهداف المدنيين، إذ باتت المليشيات تشكل خطرا واضحا على أمن الشرق الأوسط والمصالح الأوروبية في المنطقة.

 

كما يناقش المؤتمر استمرار التدخل الخارجي في اليمن دعما للحوثيين، وعرقلة الحوثي للجهود الدولية للتوصل لحل سياسي للأزمة اليمنية.


وبالإضافة إلى ذلك، يركز المؤتمر على رفض مليشيات الحوثي التعاون مع المبعوث الأممي إلى اليمن للتوصل إلى حل للأزمة اليمنية، وما يبرزه ذلك من عدم جدوى إعطاء المليشيات حافزًا للدخول في عملية سياسية، وأهمية الضغط العسكري والسياسي والاقتصادي عليها.

 

ومن هذا المحور، ينتقل المؤتمر إلى محور آخر، وهو سيطرة مليشيات الحوثي الإرهابية على الموارد الاقتصادية للدولة اليمنية وتسخيرها لخدمة أهدافها العسكرية.

 

ولا يغفل المؤتمر قضية الخزان صافر التي تهدد البيئة والملاحة في البحر الأحمر، ورفض مليشيات الحوثي السماح للوفد الأممي بتنفيذ اتفاق الحديدة واتخاذ إجراءات الأمن والسلامة بخصوص الخزان الذي يحتوي على كميات ضخمة من النفط تنذر بكارثة بيئية ضخمة في حال انسكابها.

 

وفيما يتعلق بالبحر الأحمر أيضا، يناقش المؤتمر تهديد مليشيات الحوثي للخط الملاحي الدولي والسفن التجارية في البحر الأحمر.

 

يذكر أن مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا ما زالت تواصل استهداف المدنيين والأعيان المدنية بالصواريخ والقذائف المدفعية والطائرات المفخخة في المناطق اليمنية المحررة رغم الهدنة والتي أوشكت على الانتهاء.