وسط مراوغات حوثية.. كيف اتخذت الميليشيات “الناقلة صافر” كقنبلة موقوتة لابتزاز المجتمع الدولي؟

تقارير وحوارات

ناقلة صافر
ناقلة صافر

عرقلت ميليشيات الحوثي طيلة الأعوام الماضية خطة أممية كانت تقضي بصيانة ناقلة صافر المتهالكة، حيث كانت المليشيات تضغط لبيع النفط لاتخاذه مصدر تمويل لحربها.

 

وبسبب عدم خضوع السفينة لأعمال صيانة منذ عام 2015، أصبح النفط الخام المحمول على متنها “1.148 مليون برميل” والغازات المتصاعدة منها تمثل تهديدًا خطيرًا للمنطقة، وتقول الأمم المتحدة إن هذه السفينة قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة.

 

◄تحذيرات أميركية 


وجددت الولايات المتحدة الأميركية أوائل مايو الجاري تحذيرها من الخطر الكارثي الذي تمثله ناقلة النفط "صافر" المهددة بالانهيار قبالة ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر، غربي اليمن، مع استمرار ميليشيا الحوثي في رفض وصول فريق أممي لصيانتها وتفريغها.

 

وقال المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ حينها، إن سفينة "صافر" تشكّل تهديدًا اقتصاديًا وبيئيًا خطيرًا على البحر الأحمر وما وراءه.

 

وأكد عقب مشاركته في دائرة مستديرة نظمتها "ChamberGlobal" مع الشركات الأميركية الرائدة المهتمة بالخطة التي تنسقها الأمم المتحدة لمواجهة مخاطر حدوث تسرب نفطي كبير من الناقلة "صافر"، أن لدى المجتمع الدولي والجهات الفاعلة فرصة لتجنب حدوث تسرّب كارثي.

 

◄ الاتحاد الأوروبي 

وأعلن الاتحاد الأوروبي  تقديم ثلاثة ملايين يورو لدعم خطة تنسقها الأمم المتحدة لمواجهة ما وصفه بأنه التهديد البيئي الذي يشكله الخزان صافر في البحر الأحمر.


وقال الاتحاد الأوروبي إن الخزان صافر معرض لخطر التسرب النفطي أو الانفجار الوشيك، محذرًا من كارثة إنسانية واقتصادية وبيئية محتملة في اليمن والبحر الأحمر" قد تحدث جراء ذلك.

 

كما قال الاتحاد الأوروبي أيضا إن صافر يمكن أن يتسبب في اضطراب كبير في التجارة البحرية العالمية التي تمر عبر مضيق باب المندب، مؤكدا أنه سيواصل الجهود للتواصل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لضمان توفر "متطلبات التمويل الكاملة المطلوبة لتحقيق العملية.


وكانت الأمم المتحدة وهولندا نظمت مؤتمر للمانحين في لاهاي لتمويل عمليات طارئة لدرء تداعيات تسرّب نفطي محتمل من ناقلة نفط مهجورة قبالة سواحل اليمن.

 

و "صافر" التي صُنعت قبل 45 عامًا وتُستخدم كمنصّة تخزين عائمة، لم تخضع لأي صيانة منذ انقلاب مليشيات الحوثي أواخر 2014 ما أدّى إلى تآكل هيكلها وتردّي حالتها وباتت تهدد المنطقة بأسوأ كارثة بيئة.

 

وقال البرنامج الانمائي في اليمن في تدوينة على "تويتر"، إن الأمم المتحدة تلقت تعهدات بنحو 38 مليون دولار أمريكي كتمويل لمواجهة القنبلة الموقوتة في البحر الأحمر".

 

وكشف مراقبون بأن ناقلة النفط "صافر" محمّلة بما يزيد قليلًا على مليون برميل وهي معرضة للانشطار أو الانفجار أو الاشتعال في أي وقت، وتقول الأمم المتحدة أن هناك حاجة إلى 20 مليار دولار فقط لتنظيف التسرب النفطي في حال وقوعه.

 

◄ الحكومة اليمنية


وفي أوائل مارس وقعت الأمم المتحدة والحكومة اليمنية ومليشيات الحوثي اتفاقية لمعالجة الكارثة وذلك بعيد أكثر من 7 أعوام من عراقيل الحوثي واتخاذ الناقلة قنبلة موقوتة في البحر الأحمر لابتزاز المجتمع الدولي، وتحوي الناقلة الراسية في ميناء رأس عيسى الخاضع لسيطرة الحوثي نحو 1.14 مليون برميل من النفط الخام، وتهدد بكارثة في البحر الأحمر والموانئ الحيوية، واتهم وزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الإرياني، مليشيات الحوثي بتقويض الهدنة الإنسانية بإيعاز إيراني.


كما تحرص الحكومة اليمنية على إنهاء معاناة ملايين اليمنيين المتفاقمة جراء الحرب التي فجرها الانقلاب بمن فيهم القاطنين في مناطق سيطرة الحوثي.

 

وكشف مراقبون بأن مليشيات الحوثي اتخذت الناقلة كقنبلة موقوتة لابتزاز المجتمع الدولي، وتشير التقارير إلى أن هناك نحو 115 جزيرة في البحر الأحمر ستفقد تنوعها البيولوجي، وستخسر موائلها الطبيعية، فيما سيفقد قرابة 130 ألف صياد يمني تقليدي مصدر رزقهم الوحيد، وسيتعرض نحو 900 ألف طن من كمية المخزون السمكي في المياه للتلف في البحر الأحمر وخليج عدن في حال حدوث الانفجار الوشيك لصافر.

 

◄الناقلة صافر

يذكر أن الناقلة "صافر" هي وحدة تخزين وتفريغ عائمة، راسية على بعد 60 كلم شمال ميناء الحديدة “مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين”، وتستخدم لتخزين وتصدير النفط القادم من حقول محافظة مأرب، ولم تخضع لأي صيانة منذ عام 2015، ما أدى إلى تآكل هيكلها، وأصبحت شحنتها المقدرة بـ 1.148 مليون برميل نفط، والغازات المتصاعدة تمثل تهديدا خطيرا للمنطقة.

 

وتحذر الأمم المتحدة من أن الناقلة تتحلل بسرعة، وفي انفجار صافر "تُقدّر تكاليف التنظيف فقط بنحو 20 مليار دولار أمريكي، ولا يشمل ذلك تكلفة الأضرار البيئية عبر البحر الأحمر، أو المليارات التي يمكن أن تضيع بسبب تعطّل الشحن عبر مضيق باب المندب وهو أيضا ممر إلى قناة السويس"، طبقا للأمم المتحدة.

 

وتماطل مليشيات الحوثي المدعومة من إيران في السماح لخبراء الأمم المتحدة بصيانة الناقلة صافر أو تفريغ مخزونها النفطي.